Thursday, April 30, 2020

حديث الصيام ح13 ح14

حديث الصيام ح13 ح14

العمل على إظهار دين الله
إن المسلم عندما يعيش في رحاب هذا الشهر الكريم، وتأخذه أجواؤه الإيمانية، فإننا نرى أن معاني رمضان يستدعي بعضُها بعضاً وتصبح وكأنها جميعها تصب في جانب واحد يبقى طاغياً على ما عداه. والأمة الإسلامية اليوم تشدها أوضاع واحدة وتشغل بالها وتؤلمها، فلا بد من أن تعتمل هذه الأوضاع في نفوس المسلمين وتدفعهم لأن يوجهوا كل طاعتهم باتجاه ما يحققها عملاً وقولاً. ولا بد من أن تكون موجودة في فكرهم وشعورهم، حين سجودهم، وحين دعائهم، وحين استغفارهم، وحين أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وحين تذاكرهم بمعاني القرآن الذي يقرؤونه...
لا بد من لفت النظر إلى أن المسلمين في هذه الأجواء الطيبة، عليهم أن لا يكثروا الكلام في الوضع السيئ الذي يعيشون فيه فقط، بل بالعلاج لهذا الوضع السيئ، وعليهم أن يتذكروا في مثل هذه الأجواء الإيمانية أن أحب عمل يقرب إلى الله هو العمل لإظهار دينه وإعلاء كلمته، ولا يكون ذلك إلا بإقامة الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة التي أظل زمانها كما يدل ويشير الواقع، وهنيئاً لمن بنى في صرحها حجراً. ولا يمكن الوصول إلى إحقاق الحق وإظهار الدين بالدعاء وحده، وإن كنا أحوج ما نكون إلى التضرع والاستغاثة، ولا بالتمني والرجاء وإن كان رجاء الخير خيراً، بل بالعمل الجاد والتأسي بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تفرض على أهل القوة والمنعة من المسلمين المخلصين التجاوب مع الثلة المؤمنة من أبناء هذه الأمة، مع الطائفة التي ترجو أن يظهر الله على يديها هذا الدين، والتي توجب عليهم أن يفتشوا عنها لينصروها نصرةً لهذا الدين.
نسأل الله أن يلهمنا ويلهم الأمة وأهل القوة والمنعة من أبنائها السداد في العمل، وأن يعيننا على حسن الصيام والقيام والدعاء والاستغفار... وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم وأن يجعله شاهداً لنا، وأن يجعل جائزتنا فيه نصراً من الله وفتحاً قريباً، وما ذلك على الله بعزيز
الدين أس والسلطان حارس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أحييكم أحبتي في الله بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تقبل الله منكم الصيام والقيام وسائر الطاعات.
أما بعد، فإن الخلافة حكم شرعي وأيما حكم، هي بحق تاج الفروض، والأدلة على فرضيتها مستفبضة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة. إلا أنني في هذه العجالة أحببت أن أشنف أسماعكم ببعض النقولات عن الأئمة الأعلام في مسألة الخلافة ووجوبها ومنزلتها.
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ "هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة. ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه"
وقال الماوردي رحمه الله المتوفى سنة 450 هـ في كتاب أدب الدنيا والدين "فليس دين زال سلطانه، إلا بُدّلت أحكامه، وطُمست أعلامه...لما في السلطان من حراسة للدين، والذب عنه ودفع الأهواء منه..ومن هذين الوجهين وجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت، زعيم الأمة، ليكون الدين محروساً سلطانه، والسلطان جارياً على سنن الدين وأحكامه"
وقال إمام الحرمين الجويني رحمه الله المتوفى سنة 478هـ "الإمامة رئاسة عامة وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا".
وقال الإمام النسفي رحمه الله والمتوفى سنة 701 هـ في تعريفه للإمامة "نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين بحيث يجب على كافة الأمم الاتباع".
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله المتوفى سنة 456 هـ في كتابه المحلى "ولا يجوز التردد بعد موت الإمام في اختيار الإمام أكثر من ثلاث". كما قال في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل" وقد علمنا بضرور ة العقل وبديهيته أن قيام الناس بما أوجبه الله من أحكام عليهم في الأموال والجنايات والدماء والنكاح، وإنصاف المظلوم، وأخذ القصاص... وأن ذلك لا يقوم إلا بالإمام".
وقال الإمام أحمد رحمه الله "الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس".
وقال الإمام الغزالي رحمه الله وهو من علماء القرن الخامس الهجري "الدين والسلطان توأمان، ولهذا قيل الدين أس والسلطان حارس، فما لا أس له فمهدوم وما لا حارس له فضائع" وقال أيضاً في كتاب الاقتصاد في الاعتقاد "والسلطان ضروري في نظام الدين ونظام الدنيا، ونظام الدنيا ضروري في نظام الدين، ونظام الدين ضروري للفوز بسعادة الآخرة، وهو مقصود الأنبياء قطعاً. فكان وجوب الإمام من ضروريات الشرع الذي لا سبيل إلى تركه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728هـ في كتابه السياسة الشرعية "يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها".
وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله المتوفى سنة 548هـ في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام "لا بد للكافة من إمام ينفذ أحكامهم ويقيم حدودهم، ويحفظ بيضتهم ويحرس حوزتهم ويعبئ جيوشهم ويقسم غنائمهم ويتحاكمون إليه في خصوماتهم وينصف المظلوم وينتصف من الظالم وينصب القضاة في كل ناحية ويبعث القراء والدعاة إلى كل طرف".
هذه بعض أقوال علماء الأمة تعكس فهمهم الدقيق لأهمية الخلافة على اعتبار أن الدين وفروضه لا تقوم إلا بها فهي بحق تاج الفروض.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
  7 من رمــضان المبارك 1441هـ   الموافق   الخميس, 30 نيسان/ابريل 2020مـ

No comments:

Post a Comment