Saturday, November 24, 2018

النقطة التي وصل لها المستكبرون بتفضيل الذلة على العزة

النقطة التي وصل لها المستكبرون بتفضيل الذلة على العزة

(مترجم) 
الخبر: نشر رئيس الجمهورية أردوغان رسالة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر في ذكرى وفاة مصطفى كمال. حيث قال: "أدعوكم لإحياء الذكرى الـ80 لرحيل الغازي مصطفى كمال مؤسس جمهوريتنا، ينبغي رواية صفات الغازي الكفاحية والمؤسسة لأطفالنا وشبابنا بشكل جيد. كما ينبغي علينا جميعا تحمل مسؤولياتنا معا من أجل المحافظة على جمهوريتنا إلى الأبد تلك التي وصفها بـ"أعظم أثر لي" والتقدم بها وتطويرها". (خبر تورك 2018/11/09) 
التعليق:
إن دعوة أردوغان لإحياء ذكرى وفاة الطاغية الذي ألغى الخلافة؛ القيادة السياسية لجميع المسلمين، بأيدي الخونة الداخليين وبخطط أسياده المستعمرين، إحيائها باحترام وتعظيم يعتبر ازدراء كبيرا للإسلام أولا وللمسلمين والإنسانية جمعاء. كذلك فإن التصريحات بشأن وضع صفات البطل والمنقذ والقدوة للذي يقوم بجميع أعماله وتحركاته بأوامر أسياده ولا يتأخر أبدا عن أي من المؤتمرات واللقاءات والاتفاقيات التي يعقدها أسياده، والذي يدوس على قيم المسلمين، تعتبر تصريحات يتجرأ على الإدلاء بها حزب العدالة والتنمية وأردوغان الممزوجين بالديمقراطية.
وعلى سبيل المثال فإن أردوغان الذي كان ينتقد معاهدة لوزان حتى الأمس يبدو أنه يعاني من كسوف العقل أو أنه يخلط الحق بالباطل عمدا. أليس من تقدسون هم الذين قاموا من خلال هذه المعاهدة بتقسيم جزر الأراضي الإسلامية من قبرص وغيرها من المناطق وتقديمها إلى الكفار المستعمرين؟! وأيضا أليسوا هم أيضا من أتاحوا إمكانية تهجير ونفي أبناء الأمة بسخافة مبادلة السكان؟! كذلك فإن مدح الذين وهبوا التعويضات المقدرة بملايين الليرات الذهبية لليونان الذين هدموا ودمروا جميع الأنحاء، بينما كان ينبغي تحصيلها منهم، ولم يكتفوا بذلك بل حمّلوا ضرائب لا مثيل لها على كاهل الأمة، مدح هؤلاء برجال دولة عظماء هو نتاج أي عقل يا ترى؟! والأهم من ذلك، ما هذه اللامبالاة لديكم حيث تقومون بالتشجيع على الديمقراطية وأنتم تنظرون في أعين المسلمين على الرغم من معرفتكم أن الشرط الأولي لإمضاء هذه المعاهدة كان إلغاء الخلافة التي هي ضمان وحدة المسلمين وأمنهم؟!
إذن، إن كانت تلك هي الحقائق، فينبغي سؤال أردوغان: على الرغم مِن أن مَن قمتم بمدحهم والإشارة إليهم بالقدوة هم أنفسهم من عقدوا هذه المعاهدة، فلم تنتقدون معاهدة لوزان؟ أحقا سيتم اعتبار القائد الذي سلم الجيش الذي تحت إمرته في فلسطين أسرى للإنجليز، بطلا، واعتبار تأسيس الجمهورية التي هي نتاج النظام الغربي فضيلة، واعتبار إلغاء الخلافة التي هي نظام الحكم في الإسلام حداثه؟! هل فعلا أخذ نظام الحكم الغربي وقانونه وأحرفه ونمط حياته وكل شيء لديه هو التقدم، والمقاومة من أجل الحفاظ على القيم هي التخلف؟! هل فعلا شرذمة المفكرين العنصريين والقوميين الذين يسممون الشعب بالأفكار الغربية هم المستنيرون، ومفكرو الأمة هم الظلاميون!؟ إن السير على خطا الشخص المسبب الرئيسي للوضع الذي تعيشه الأمة حاليا، وغض النظر عن المصائب التي جلبها النظام الذي طبقه على المسلمين، والإشارة إليه بأنه القدوة لأطفالنا، ذلك فعلا منتهى الذل والمهانة. فكيف يتم بناء على هذا الفهم ترجيح النجس على الطاهر، والباطل على الحق، والذل على العزة؟! فهي صورة واضحة لغرق الحكام المستكبرين الذين يدعون أنهم صوت الأمة، في الذل والمهانة. وإننا نتضرع إلى الله أن يكشف هذا الحال للأمة في أقرب وقت ممكن.
إن فكرة المحافظة إلى الأبد على الجمهورية المبنية أساساتها على الأفكار والمعتقدات الغربية الفاسدة، لهي وهم لن يتعدى الخيال.
في الماضي استباح سلف مصطفى كمال دم آلاف المسلمين من أجل إرغام الأمة على قبول هذا النظام. ومع ذلك، لم يستطع تحصيل مبتغاه كله. أما أنت فتتبع حيل وخدع متنوعة للنفاذ إلى عقول وقلوب الأمة، ولإرغام المسلمين على قبول هذا النظام. ففي يوم تظهر في الإعلام وفي يدك القرآن وفي يوم آخر في يدك دستور ذلك الشخص الذي ألغى أحكام القرآن، وفي يوم تذكر الله ورسوله وفي يوم آخر تذكر الديمقراطية!! تلك هي العلمانية.
أي مسلم عاقل ذي بصيرة ومقياسه الوحي يرى ذلك بشكل واضح وصريح: وهو أن حراس النظام موظفون للسير قدما بما حققه سلفهم. نعم نحن نعتقد بأنكم تبذلون كل ما في وسعكم من أجل الحيلولة دون توحدة الدولة في جسد واحد من جديد، تلك التي هدمتموها بتعليمات من الغرب 
ولكن حكم الظلام يستمر حتى شروق الشمس فقط. فإن اعتباركم الفضيلة ذلة، ورؤيتكم للخائن بطلا، والباطل الذي تقدسونه وتحترمونه، والنظام الذي تسعون لتخليده، لأن مصيرهم هو الانهيار المحتم. ووفقا لقاعدة كل شيء يرجع لأصله، سيتم إرجاع هذا النظام إلى حيث ينتمي، ويتم إعادة النظام التابع للمسلمين بإذن الله. نحن هم المناضلون من أجل توحيد الجسد من جديد، والساعون لتثقيف نسلنا على هذا النهج. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾.
فإن لم يعجبكم ذلك، وإن سعيتم من أجل الحيلولة دونه، فلن يقف ذلك أمام سقوط هذا النظام. أما وعد الله بإقامة الخلافة الراشدة فسيتمثل بجسد واحد بإذن الله. 
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا
  15 من ربيع الاول 1440هـ   الموافق   الجمعة, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2018مـ

No comments:

Post a Comment