Tuesday, September 22, 2015

مع الحديث الشريف: باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج

مع الحديث الشريف: باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في "باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ الكريم: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"
قوله: (من ملك زادا وراحلة)، أي ولو بالإجارة. (تبلغه) بتشديد اللام وتخفيفها: أي توصله. (فلا عليه): أي فلا بأس ولا مبالاة ولا تفاوت عليه. (أن يموت): أي في أن يموت أو بين أن يموت. (يهوديا أو نصرانيا): في الكفر إن اعتقد عدم الوجوب، وفي العصيان إن اعتقد الوجوب، وقيل هذا من باب التغليظ الشديد وللمبالغة في الوعيد، والأظهر أن وجه التخصيص بهما كونهما من أهل الكتاب غير عاملين به، فشبه بهما من ترك الحج حيث لم يعمل بكتاب الله تعالى ونبذه وراء ظهره كأنه لا يعلمه. قال الطيبي: والمعنى أن وفاته بهذه الحالة ووفاته على اليهودية والنصرانية سواء. والمقصود التغليظ في الوعيد كما في قوله تعالى: ومن كفر، انتهى
(وذلك) أي ما ذكر من شرط الزاد والراحلة والوعيد على ترك هذه العبادة، (ولله على الناس) أي واجب عليهم (حج البيت( بفتح الحاء، وكسرها ويبدل من الناس، (من استطاع إليه سبيلا) أي طريقا وفسره -صلى الله عليه وسلم- بالزاد والراحلة: رواه الحاكم وغيره كذا في الجلالين.
لقد آن الأوان لأن يفقه المسلمون أحكام دينهم، وهم اليوم أحوج إلى ذلك أكثر من أي وقت. ألا فليعلموا أن الحج ركن واجب من أركان الإسلام، فهو كالصلاة والصيام إذا تحققت الاستطاعة لمن أراد. وهذا أمر معروف وواضح للناس، ولكن الأمر الذي يحتاج إلى بيان، هو أن هناك من المسلمين من تحققت فيه الاستطاعة "المادية والجسدية" ، ولكن مع ذلك لا يحج، ولا يستطيع أن يصل لبيت الله الحرام، لماذا؟؟ ببساطة لأن الحكام الرابضين على صدر هذه الأمة لا يريدون له ذلك، فهم يمنعونه، مع أن الحديث فيه تغليظ شديد ومبالغة للذي يستطيع الحج ولا يفعل، لماذا يُمنع معظم المسلمين الذين يريدون تأدية هذه الفريضة من تأديتها؟ لماذا تفرض على كل حاج لبيت الله هذه المبالغ الباهظة؟ الجواب معروف، بسبب الطواغيت التي سلطت على رقابنا، الحكام المتحكمين في أمورنا كلها.
أيها المسلمون: إن مما يذكره لنا التاريخ أن الخليفة كان يتفقد الناس وأحوالهم التعبدية، فمن كان دون صلاة، يُدعى ويسأل ويحاسب، ومن كان دون حج، يُدعى ويُسأل ويعطى أموالا لكي يسقط الفريضة، وهكذا كانت الرعاية، تسوق المسلمين إلى الجنة سوقا، ففرق بين من يمنع الناس من تأدية الفروض فيحبسها ويسجنها على ذلك، وبين من يدفع الناس لتأديتها فيحاسبها إن قصرت بذلك، هذا هو واقعنا اليوم وواقعنا بالأمس. نسأل الله أن يعود للمسلمين خليفتهم، فيسألهم ويحاسبهم إن هم قصروا بعباداتهم.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
08 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/22م

No comments:

Post a Comment