Thursday, July 31, 2014

مقالة: رمضان وغزة ودور حملة الدعوة الإسلامية



مقالة: رمضان وغزة ودور حملة الدعوة الإسلامية

(مترجم)
لقد عشنا رمضان هذا العام، والحمد لله، وهو ليس كغيره في الآونة الأخيرة. فقد بدأ القصف العنيف على أخواتنا وإخوتنا في غزة منذ الأيام الأولى من شهر رمضان وقد كان شعور المسلمين الفياض هنا تجاه أمتهم أمرًا عظيمًا، فالحمد لله. والناس الذين شاركوا في المظاهرات قد بذلوا جهدًا عظيمًا في الأعمال الخيرية من أجل غزة، وقد سعوا للقيام بالكثير من الأعمال الأخرى. فالناس تريد أن تفعل شيئًا، ولا تريد أن تكتفي بالكلام.
لقد كانت دعوتنا للجيوش في البلاد الإسلامية للقيام بمسؤولياتها والتحرك من أجل تحرير غزة دعوة جديدة على مسامع البعض ولم يطالبوا بها. ولم يسمعوا بهذا المطلب في أوساطهم الاجتماعية أو لم يسمعوه من بعض العلماء والناشطين الذين يتبعونهم. ولذلك أردنا تذكيرهم بهذا الحل الإسلامي لتحرير البلاد تحريرًا كاملًا، وأردنا الإجابة على التساؤلات التي يطرحها البعض حول أن هذا الحل ليس حلًا عمليًا، أو أن كل الجيوش جيوشٌ خائنة لأنها تدعم القوى الأجنبية وغيرها. فالرأي القائل بأن جميع مَنْ في الجيوش لا يبالي تجاه المذابح في غزة، أو أنهم لا يرغبون في مساعدة الأمة هو رأي خاطئ، فكان لا بد من توضيح هذه المسألة ومناقشتها. وما أن باشرنا في نقاش هذه المسألة وتوضيحها حتى أدرك معظم الناس حقيقتها، فالحمد لله.
وفي جلسة الأسئلة والأجوبة التي انعقدت بعد الإفطار الجماعي، فقد تحدثت عن الحل الإسلامي وأن الجيوش في البلاد المجاورة يجب أن تتحرك للدفاع عن أهلنا في غزة، فقام شخص ما وقال إن هذه الجيوش قد هُزمَت بالفعل في الحروب السابقة (1967، 1973، ...) التي وقعت مع كيان يهود فكيف يمكن أن يحدث هذا.
وتحدث شخص آخر عن الضغط على الحكومة البريطانية للتدخل في غزة على الرغم من أنها قد ساعدت في إيجاد الكيان الصهيوني، وقد قال وزراء المملكة المتحدة مرارًا وتكرارًا أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها" وذلك أثناء الحرب التي تجري الآن على غزة، وهذا يعني أنهم يؤيدون القصف والمذابح في غزة. إن هؤلاء الذين أثاروا هذه النقاط كانوا من الناس الذين اهتموا بهذه القضية وكان هذا هو الدافع الذي جعلهم يحضرون هذا اللقاء، وقد أرادوا بصدق مساعدة أمتهم. إلا أن هذه التعليقات وغيرها التي قال بها آخرون، تذكرنا بأهمية الاستمرار في توضيح النهج الإسلامي الصحيح وإسقاطه على القضايا التي نواجهها. ومما لا شك فيه أن هذا هو ما يعنيه تطبيق القرآن الكريم وإنزاله على القضايا التي نعيشها، ومما لا شك فيه أيضًا أن هذا هو أحد الأمور الهامة التي يجب أن نتعلمها من شهر رمضان.
يجب على حملة الدعوة الذين يعملون على جعل الأمة تتحرك للعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية أن يكونوا دائمًا على استعداد للتفاعل مع أمتنا الكريمة وتحفيزها ومناقشتها، بحيث نعمل معًا ونحشد وندعو إلى تبني الحلول الإسلامية في كل مشاكل الحياة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
 04 من شوال 1435
الموافق 2014/07/31م

No comments:

Post a Comment