Monday, July 28, 2014

التقرب إلى الله ح8 الدعـاء والذكر والإسـتغـفار



التقرب إلى الله ح8 الدعـاء والذكر والإسـتغـفار

الدعاء من أعظم العبادة، وهو مخ العبادة كما أخبر الرسول الكريم بذلك، ومن لم يسأل الله يغضب عليه، وليس شيء أكرم على الله من الدعاء، لذا يندب الدعاء في السراء والضراء، وفي السر والعلن حتى ينال ثواب الله تعالى، والأفضل أن يدعو بما ورد في القرآن والحديث من أدعية وأذكار تشمل جميع الحالات: من الاستيقاظ من النوم وعند الخروج من المنزل ودخوله، وعند المشي إلى المسجد ودخوله والخروج منه، وعند الوضوء وبعد الصلاة وعند الاستخارة، وعند المطر والرعد ورؤية الهلال، وعند الطعام ورؤية ما يعجبه، وعند الأرق والهم والحزن، وعند السفر والزواج ومباشرة الزوجة، وعند المرض ورؤية أهل البلاء، وعند مواجهة الظالمين والقتال في سبيل الله، وغير ذلك كثيرا، ويمكن الرجوع إلى كتاب الأذكار للنووي، وإلى عمل اليوم والليلة لابن السني لحفظ جميع الأذكار والأدعية. وحامل الدعوة لا يدعو لنفسه فحسب بل يدعو للمسلمين ولشباب الدعوة بالنصر والثبات وأن يجيرهم رب العالمين.
فيقول: "اللهم ارحم الأمة الإسلامية".
ويقول: "اللهم افتح علينا وافتح بنا وعجل بقيام دولة الخلافة".
ويقول: "اللهم إنا نعوذ بك من الكفار وعملائهم ومخابراتهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".
ويقول: "اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لنا جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علينا أحد منهم أو يطغي، عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت".
ويقول: "اللهم أعنا ولا تُعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا وأمكر لنا ولا تمكر علينا، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا".
ويطلب الإكثار من الذكر، يقول عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله" وقال: " قل لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة" وقال: " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
وفضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى، كذا قاله سعيد بن جبير رحمه الله وغيره من العلماء، وقال عطاء رحمه الله: "مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه ذلك"، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم"، وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا ذكر هذا الحديث قال: أما إني لا أعني القصاص، ولكن حلق الفقه. وروي عن أنس معناه أيضا، وروى أحمد في كتاب الزهد: كان أبو السوار العدوي في حلقة يتذاكرون فيها العلم، ومعهم فتى شاب فقال لهم: قولوا سبحان الله والحمد لله، فغضب أبو السوار وقال: ويحك في أي شيء كنا إذن؟؟ بل إن مجالس العلم أفضل من مجالس ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير، لأنها دائرة بين فرض عين أو فرض كفاية، والذكر المجرد تطوع محض.
وينبغي الاستغفار والإكثار منه لكثرة وقوع المعصية من العبد، جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم" وقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" ويقول أبو هريرة لم أر أحدا أكثر أن يقول: "استغفر الله وأتوب إليه" من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم".
ولنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأين نحن من رسول الله وهو أتقانا وأخشانا لله؟؟ وفي الحديث الشريف ما يشير إلى عاقبة الاستغفار وفضله، حيث قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
ويجب الإسراع إلى التوبة وأن يحرص المسلم بعامة وحامل الدعوة بخاصة على صفاء نفسه، وأن لا يدع المنكرات تجتمع عليه، وإلا هلك والعياذ بالله، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفاء فلا تضيره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا".
ومن أحسن الذكر عند الابتلاء ما روي عن الإمام جعفر الصادق قوله: "عجبت لمن ابتلي بأربع كيف ينسى أربعا:
- عجبت لمن ابتلي بالخوف كيف ينسى أن يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" وقد قال الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)) آل عمران.
- عجبت لمن ابتلي بالمرض كيف ينسى أن يقول: "مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" وقد قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)) الأنبياء.
- وعجبت لمن ابتلي بالغم كيف ينسى أن يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" وقد قال الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)) الأنبياء.
- وعجبت لمن ابتلي بمكر الناس كيف ينسى أن يقول: "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" وقد قال الله تعالى: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)) غافر.
 01 من شوال 1435
الموافق 2014/07/28م

No comments:

Post a Comment