Saturday, November 30, 2013

خبر وتعليق: نقاشات مراكز الدورات في تركيا

خبر وتعليق: نقاشات مراكز الدورات في تركيا

الخبر: تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية العمل من أجل إصلاحات في التعليم. إن الحكومة التي تستعد لإغلاق مراكز الدورات والتعليم، تريد أيضا تغيير طريقة الالتحاق بالجامعة. وأعلنت الحكومة عن دعمها للتنظيم الذي سيتمكن من خلاله الطلاب الالتحاق بالجامعة دون الحاجة إلى مراكز الدورات. (وكالات الأنباء)

التعليق: حتى لو لم تكن العملية المتعلقة بإغلاق مراكز الدورات حديثة إلا أن مناقشتها بشكل مكثف تم مع مشاركة نص مشروع القانون عبر وسائل الإعلام. بعد البدء بمناقشة نص مشروع القانون نقل الزعيم فتح الله غولان المقيم في أمريكا حركته إلى هجوم عنيف ضد حكومة حزب العدالة والتنمية. كذلك فإن جزءًا مهمًّا من مراكز الدورات الموجودة في تركيا هي في أيدي هذه الحركة فهي تدر مبالغ مادية لا يستهان بها على الحركة وفي الوقت ذاته يتم تجنيد الطلاب الأذكياء المترددين على مراكز الدورات هذه لخدمة الحركة.
لا شك أن مراكز الدورات مهمة لحركة غولان ولكن الحركة لن تتدمر عند إغلاقها. كذلك فإن مراكز الدورات التي تتوفر فيها الشروط المناسبة سيتم تحويلها إلى مدارس خاصة وستقوم الحكومة بتقديم الدعم للمدارس الخاصة وفقا لعدد الطلاب. حتى إن مسألة إغلاق مراكز الدورات ليست بمثابة مسألة حياة أو موت بالنسبة للحركة. ومع ذلك، فإن الحركة تلقت هذه المبادرة على أنها مسألة حياة أو موت، وانتقلت إلى عرضها بكامل قواها، كما قامت الحركة بإشعال فتيل الصراع بعنوان "انقلاب في التعليم" الذي نشرته صحيفة زمان التي تخضع لسيطرة الحركة.
حتى لو تم من قبل بعض الأطراف وصف هذا الصراع الدائر بين حكومة حزب العدالة والتنمية وبين حركة غولان بالصدع العميق، إلا أن الحال ليس كذلك أبدا.
كذلك فإن حركة غولان التي لطالما كان لديها موقف واضح من أردوغان وإن لم يكن ضد حزب العدالة والتنمية إلا أن أول صراع لهما كان على رئاسة المخابرات. على الرغم من التمادي في استدعاء هاكان فيدان للإدلاء بإفادته لدى المحكمة، إلا أنه تم إفشال هذه المبادرة بفضل القانون الذي أقرته الحكومة بسرعة هائلة. وقد تم انتقاد موقف أردوغان من أحداث جيزي بارك في وسائل الإعلام التابعة لحركة غولان، وقد تم وصفه بالديكتاتور.
وردا على مبادرة حركة غولان هذه اتجه أردوغان لتصفية قوى الأمن أولا. فقد تم تغيير أماكن عمل العديد من ضباط الشرطة المعروفين بقربهم من الحركة، وتم تحويلهم إلى وضع خامل. بعد ذلك جاءت مسألة إغلاق مراكز الدورات إلى الساحة في تركيا.
في هذا الجدول بدأ الوزراء الحديث عن الانفصال التام بين حزب العدالة والتنمية وبين حركة غولان. حتى كانت هناك بعض الأقوال عن نية الحركة إنشاء حزب سياسي جديد لها. وعلى الرغم من هذا، فنحن جميعا نعلم أن حزب العدالة والتنمية وحركة غولان كلاهما من المجموعات التي تتحرك في مدار الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى.
إن الخلافات الناشئة بين الفريقين اللذين ينحنيان للسيد نفسه هي أمر طبيعي. إلا أن الرابط الذي يجمعهما لا يحمل الصفة المبدئية. على النقيض فهي رابطة تستند على أساس المصالح المشتركة البحتة. أما المصالح المشتركة التي ذكرناها فهي مرنة ومن الممكن أن تتعارض منافع أحدهما مع منافع الآخر. وإذا كان هذا الصراع المتبادل ليس بمستوى إلحاق الضرر بمصالح "السيد" فلا داعي للتدخل بل ويتم الاستفادة من هذا الصراع. وإلا فيتم التدخل الفوري، ويستمر الطرفان "بالخدمة" بسلام وكأن شيئًا لم يحدث.
لذلك فإن الصراعات التي تحدث حاليا بين الأطراف الذين يخضعون للسياسات الأمريكية، هي صراعات بعيدة عن الأصل وذات أساس مصلحي. فهي مثل الصراعات بين أردوغان - غول، وأردوغان - أرينش. إن الأخوة بين حزب العدالة والتنمية والحركة هي أخوة متأسسة على المصلحة وهي تعاون إلزامي. وإن العنصر الوحيد الجامع بينهما هو المهمة التي حملتها الولايات المتحدة لهما. وما دامت أمريكا لم تتخل عن أحدهما فإنهما مجبورتان على التعايش معا قبلتا أم لا، كذلك هما مضطرتان لحماية المصالح الأمريكية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان أوغرلو
باحث اجتماعي، مدير مجلة التغيير الجذري
27 من محرم 1435
الموافق 2013/11/30م

No comments:

Post a Comment