Friday, June 29, 2018

الليبرالية "المخفية" - الليبرالية السياسية

الليبرالية "المخفية" - الليبرالية السياسية

(مترجم) 
الخبر: مما لا شك فيه أن نجاح تحالف المعارضة "باكتان هاربان" في الإطاحة بحكومة الجبهة الوطنية "باريسان" في الانتخابات العامة الرابعة عشرة لماليزيا، قد أثر على أذهان الماليزيين في أفكارهم المتعلقة بالديمقراطية. والادعاء أن ماليزيا أصبحت الآن أمة ديمقراطية نضجت يتردد صداه باستمرار في وسائل الإعلام. ويحيي كثير من الماليزيين ذلك من خلال العملية الديمقراطية، حيث استطاع الشعب أن يقود عملية انتقال للحكومة سلمية ومنظمة. وقد أثار التغيير، الذي يوصف بأنه "تسونامي الشعب"، القلق في هذا البلد المتعدد الأجناس، وأحد المخاوف بين السكان المسلمين في ماليزيا هو انتشار أفكار الليبرالية في ظل حكم تحالف المعارضة، والمسلمون قلقون أيضا من أن العديد من الأفكار الليبرالية التي تتعارض مع أحكام الإسلام بدأت في الظهور وأن وعود المعارضة باحترام حرية التعبير سيجعل الأمور أكثر سوءاً. ومن المؤكد أن هذا القلق له ما يبرره عندما يتم التدقيق في الأفكار الليبرالية التي تتناقض مع العقيدة الإسلامية من حيث الهجمات على عقيدتها، مثل فكرة التعددية الدينية. ومع ذلك، من المؤكد أن يدهش المرء عندما يعلم أن الماليزيين غارقون بالفعل في الليبرالية منذ البداية، ومن ضمنها الليبرالية السياسية.
التعليق:
يمكن سماع إيضاح لكيفية غرق الماليزيين بالفعل في الليبرالية في مقابلة أجريت مؤخراً في بيزنس إف إم(BFM 89.9)  في 12/06/2018 والتي يمكن الوصول إليها من خلال الرابط:
فقد سُئل رئيس حركة الشباب المسلم في ماليزيا، محمد ريمي عبد الرحيم، عن ظهور مجموعات مثل حزب التحرير ودعوتها للخلافة. وفي جوابه، ذكر أن الشباب المسلم أصيبوا في جميع أنحاء العالم بالإحباط من حكوماتهم ومن الانتخابات، وهذا كان سبب ظهور جماعات مثل حزب التحرير وغيرها، فهم محبطون من الحكومات الطاغية في بلادهم فيذهبون من فكرة الاقتراع إلى الرصاص. لقد تغلغلت الديمقراطية في أفكار العديد من المسلمين لدرجة أن رئيس الحركة الإسلامية وجد أنه من الطبيعي أن تكون الديمقراطية هي الجهاز الوحيد القابل للتطبيق لإدارة الحكومة - يجب أن تكون أي أنظمة حاكمة أخرى، بشكل افتراضي، ذات طبيعة بشعة.
ما هو غائب في أذهان كثير من المسلمين اليوم هو حقيقة أن الديمقراطية هي نظام يتم فيه استبدال أفكار الإنسان بشريعة الله جل وعلا، وهي أيضاً نظام غربي من صنع الغرب الكافر وأنه يحرم على المسلمين الدعوة إليها أو اعتمادها أو تطبيقها أو نشرها. وهي تفترض أن للإنسان الحق في سن القوانين وأن الإسلام كدين مقيد بشكل جذري، كثير من المسلمين يخلطون بين عملية الانتخاب كجوهر للديمقراطية ويعتبرون أنها تجسيد للنظام. والأسوأ من ذلك أن الكثيرين يرون أن الوسائل الأخرى لتغيير الحكومة يجب أن تتضمن العنف.
إنه لمن المؤسف أن الكثيرين قد نسوا سُنة رسول الله r في إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. في أقل من 100 عام، تم جعل الكثيرين داخل الأمة الإسلامية ينسون الخلافة - الدولة الإسلامية الواجبة التي أقامها رسول الله r والتي استمر بها المسلمون لأكثر من 1300 عام! التغيير الذي أحدثه رسول الله r في إرساء حكم الإسلام في المدينة لم ينطوِ على أي "انتخابات ديمقراطية"، ولم يتضمن إراقة الدماء. لقد حقق رسول الله r ذلك من خلال تغيير قلوب وعقول الناس ودخولهم إلى الإسلام وكسب دعمهم في إرساء قاعدة سياسية، وقد جاء هذا التغيير عن طريق الصراع الفكري وأعمال طلب النصرة خلافا للتصور الخاطئ للكثيرين بما في ذلك رئيس حركة الشباب المسلم، فحزب التحرير لا يقوم بأي أعمال مادية لتحقيق التغيير، حزب التحرير يشن حرباً فكرية لتغيير الأمة، وقد عمل على إنعاش الأمة من التراجع الشديد الذي نشهده اليوم وتحريرها من أفكار وأنظمة وقوانين الكفر، فضلا عن هيمنة وتأثير قوى الكفر. يهدف حزب التحرير إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بحيث يتم فيها الحكم بما أنزل الله، وبالتالي تتوحد الأمة الإسلامية تحت مظلة سياسية واحدة كما كانت في الماضي. 
يجب أن تُفهم الليبرالية بأنها تغطي جميع جوانب الحياة؛ الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك. ويجب أن يشمل قلقنا أيضًا جميع جوانب الليبرالية هذه. ويجب أن نكون مدركين لحقيقة أننا قد غرقنا بالفعل في الليبرالية، ومن مسؤوليتنا أن نرفع ونحرر أنفسنا من كل هذه المفاهيم والتعاليم الشيطانية وأن نقيم حكم الإسلام بوصفه الوقود الوحيد لجميع مساعينا والحل الوحيد لجميع مشاكلنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا
  15 من شوال 1439هـ   الموافق   الجمعة, 29 حزيران/يونيو 2018مـ

No comments:

Post a Comment