Tuesday, June 26, 2018

جريدة الراية: لا حلول حقيقية إلا بإزالة النظام وإقامة حكم الإسلام

جريدة الراية: لا حلول حقيقية إلا بإزالة النظام وإقامة حكم الإسلام

  13 من شوال 1439هـ   الموافق   الأربعاء, 27 حزيران/يونيو 2018مـ
أدى وزراء الحكومة المصرية الجديدة، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ظهر يوم الخميس 14/6/2018م، بحكومة جديدة ينتظر منها استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومواجهة ارتفاع الأسعار وتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، كما شهدت الحكومة الجديدة تغيير وزارتي الدفاع والداخلية. (CNN).
إن تغيير الشخوص التي تنفذ النظام لن يؤدي أبدا إلى أي إصلاح اقتصادي ولن يعالج أزمات مصر المتفاقمة طالما بقي النظام نفسه حاكما متحكما فيها فهو أصل الداء وأس البلاء، وما تلك الأزمات والمشكلات التي تعصف بمصر والأمة إلا أعراض لهذا الداء، ولذا فكل الحلول التي نراها والتي تأتي في إطار النظام نفسه تؤدي إلى زيادة الأزمات؛ فكلها تحافظ على شكل النظام مع تغيير الشخوص والأدوات التي تنفذ سياسة النظام وخططه ومشاريعه وتعمل على إتاحة الفرصة أمامهم لخداع الناس ولو لبعض الوقت، فما يعاني منه أهل مصر هو نتاج طبيعي لتنفيذ قرارات وأوامر البنك الدولي المرتبطة بالدعم والقروض التي يمنحها للنظام المصري والتي لا يملك النظام الحق في رفضها، فلا يجرؤ على هذا إلا رجال مخلصون انعتقوا من التبعية للغرب الكافر، ولن يكون ذلك إلا باقتلاع النظام كله بكل أدواته ورموزه واقتلاع نفوذ الغرب من بلادنا والانعتاق من تبعيته بكل أشكالها وصورها وتطبيق الإسلام كاملا شاملا في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هذا هو العلاج الوحيد والحقيقي لما يعصف بمصر من أزمات وما تمر به من مشكلات، ووحده سبيل الإصلاح الاقتصادي بشكل حقيقي ملموس ينظر بشكل صحيح لحاجات الناس وكيفيات إشباعها ويفسر فقر الأفراد بشكل صحيح يمكنه من التغلب عليه فضلا عن كون ما يطرحه من معالجات ليست من نتاج عقل بشري عاجز ناقص بل كلها من وحي الله المنزل على نبينا .
يا أهل مصر الكنانة! إن الإصلاح الاقتصادي كما يراه النظام لن ينفعكم ولن يرتقي بكم، حيث ما هو إلا انصياع لقرارات البنك الدولي رغم ما سيجره عليكم من ويلات وما سيتبعها من غلاء وفقر وجوع فهو في حقيقته لا يعنيه حالكم ولا يعمل لعلاج مشكلاتكم ورعاية شؤونكم بل يعمل للحفاظ على مصالح الغرب في بلادكم واستمرار نهبه لثرواتكم وخيراتكم ومواردكم بل ويعرضكم في سوق نخاسته عبيدا بلا ثمن، فالنظام والقائمون عليه هم حراس الغرب المؤتمنون الذين يمكنونه من رقابنا ويمنعوننا من المطالبة بحقوقنا التي يسلبها.
يا أهل مصر الكنانة! إن تغيير الوجوه المنفذة للنظام يراد به خداعكم ومنحكم أملا كاذبا في حدوث تغيير على يد المنفذين الجدد بينما يأتي هؤلاء بسياسات جديدة يزداد بها فقركم، وقد رأينا ما تم من زيادة متتالية لأسعار الوقود والمحروقات عموما وما يتبعها من زيادة في أسعار النقل والمواصلات وما ينتج عن ذلك بشكل طبيعي من غلاء في أسعار جميع السلع، هذا بخلاف مشكلة سد النهضة وتجريم زراعة الأرز القوت اليومي لأهل مصر، والإعلان عن بدء استيراد الأرز، وغير ذلك من الأزمات المتراكمة منذ بدء تطبيق النظام الرأسمالي الذي جلب لمصر الفقر والخراب؛ فبينما تستطيع مصر أن تنتج من القمح ما يكفيها ويمكنها من التصدير نراها في طليعة الدول المستوردة للقمح، وعوضا عن تأسيس صناعات ثقيلة تمكن الدولة من تصنيع السلاح والمعدات والمركبات نرى مصانعنا الحربية تنتج الأجهزة الكهربية والأدوات المنزلية بينما نستورد سلاحنا من عدونا الذي يكيد بنا، فأزمتنا الحقيقية في النظام المطبق وليس في شخوص منفذيه وإن كانوا عملاء للغرب يأتمرون بأمره، ويجب خلعهم ومحاسبتهم جميعا على إثمهم وخيانتهم للأمة، إلا أن خلعهم ومحاسبتهم لا يمكن أن تحدث في ظل هذا النظام الذي يحمي الخونة ويحصن أعمالهم بل يحتاج الأمر إلى ثورة تقتلع هذا النظام برمته وتجتثه من جذوره، ثورة يحركها أهل الكنانة وينصرها جيشهم، تحمل لمصر والأمة مشروعا بديلا قادرا على علاج مشكلات الناس بشكل صحيح يضمن لهم الكفاية والعيش الكريم، ولا يضمن هذا نظام أساسه النفعية والتلون والكذب بل يضمنه نظام أساسه وحي الله المنزل على نبيه والذي يحمله فيكم وبينكم إخوانكم في حزب التحرير، خلافة راشدة على منهاج النبوة يدعونكم إليها ليل نهار ويعلمون أنكم تبحثون عنها وتطمحون إليها، وفيها وبها وحدها نجاتكم وخلاصكم مما أنتم فيه من فقر وعوز، فهي التي تعيد كتابة التاريخ من جديد وتزيل الحدود التي تقطع أوصال الأمة فتفصل يدها عن ذراعها ورأسها عن عنقها وكتفها وتعيدها أمة واحدة وجسدا واحدا متلاحما؛ خيرها واحد في يد واحدة تجمعه كله وتعيد توزيعه عليهم بعدل الله عز وجل وحكمه الذي يقضي على الفقر بالكلية.
أيها الوزراء الجدد! انظروا إلى من سبقوكم وارقبوا حالهم وقد كانوا أدوات ومطايا ينفذون سياسة عدوهم الذي ركنوا إليه فلما انتهى منهم لفظهم وألقى بهم في سلة القمامة! هذا هو مصير الخونة والعملاء وهو مصير كل من باع نفسه للغرب، وقد رأيتم ما حل بالقذافي وصدام وتعامل النظام نفسه هنا مع عنان وشفيق بعد أفول نجميهما فاحذروا أن تبيعوا أنفسكم فينالكم ما نالهم وارفضوا العمل من خلال هذا النظام وتطبيقه على أهل مصر المحبين لدينهم وما انبثق عنه من أحكام.
يا أهل مصر الكنانة شعبا وجيشا! لا خيار أمامكم إلا أن تعملوا لتطبيق دينكم وشرع ربكم الذي يرضيه عنكم فتستأنفوا حياتكم الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، واحتضان ونصرة العاملين لها والقادرين على قيادتكم للوصول إليها بشكل صحيح ومن فورهم فتلتقي قوتكم بما يحملونه من أفكار قادرة على النهوض بمصر والأمة وما يملكونه من وعي سياسي وقدرة على صراع الغرب وهزيمته في صراع الأفكار، فتكون الغلبة لكم جميعا بالإسلام وأفكاره وتدور على الغرب الدائرة التي نسأل الله ألا تقوم لهم من بعدها قائمة، فظلمهم تعدى البشر حتى طال الحجر والشجر، وخير الدنيا والآخرة بين أيديكم فاحملوه قبل غيركم قبل أن تجري عليكم سنة الاستبدال فأنتم أولى بالفضل وأهل للكرامة... نسأل الله أن ينصر دينه بكم وأن تكون مصر بكم مصر المنورة، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
 بقلم: الأستاذ عبد الله عبد الرحمن
 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

No comments:

Post a Comment