Tuesday, March 26, 2013

خبر وتعليق: اختتام زيارة أوباما للشرق الأوسط والفشل السياسي الأمريكي


خبر وتعليق: اختتام زيارة أوباما للشرق الأوسط والفشل السياسي الأمريكي

الخبر:
لم تحمل جولة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة أي جديد، فلم تحمل جديداً للقضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا وخصوصا في بلدان الربيع العربي التي انفرط عقد تبعيتها المحكم للغرب ولأمريكا، ولم يكن هناك جدول أعمال واضح ولا أجندة ولا مبادرات أو اقتراحات، سواء على مستوى "العملية السلمية" أو المفاوضات، بل لم تعد كونها اجتراراً للمواقف القديمة في التاكيد على الحفاظ على مصلحة دولة يهود وأمنهم، حيث أكد أوباما على هذه السياسة في كلمته التي ألقاها لدى وصوله إلى تل أبيب، حيث قال "إنّ أمريكا تفخر بإسرائيل كحليف قوي".

التعليق:
1- جرت عادة زعماء الدول الكبرى أن تكون زياراتهم الدبلوماسية تتويجا أو قطفا لثمار جهود التحركات الدبلوماسية في تلك الدول في المنطقة التي يزورونها، فمثل هذه الزيارات تكون عادة لتوقيع اتفاقية تم التفاوض عليها مسبقا والاتفاق على توقيعها، أو فرض سياسة أو رؤية على الدول التي يزورونها وخصوصا إن كانت من دول العالم الثالث أو الدول العميلة، ويندر أن تكون زيارة زعماء الدول الكبرى لمجرد الغايات الاجتماعية أو السياحية مثل التي يقوم بها رؤساء الدول في العالم الثالث.
2- بالرغم من ذهاب بعض المحللين إلى التوقع بأن تكون زيارة أوباما لمنطقة الشرق الأوسط وتحديدا فلسطين، أن تكون استثنائية، متوقعين أن يتمخض عنها الكثير أو المفاجآت، إلا أنّ زيارته كانت على عكس ما توقعوه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خلو جعبة الساسة الأمريكان من أي "حلول" لقضية فلسطين أو حتى الدفع قدما نحو تحقيق الرؤية الأمريكية في حل الدولتين في فلسطين، أو انغماس أمريكا في وحل القضايا الأكثر أهمية ولا تجد من الوقت والجهد لتوزيعه بين تلك القضايا، وهذا الحال يأتي منسجما مع ما جاء على لسان أحد رؤساء المعاهد البحثية الأمريكية، حيث قال "يخطئ من يظن بأنّ لدى أمريكا -في ظل الربيع العربي- خططا سياسية متوسطة المدى أو بعيدة، ولا أكون مبالغا إن قلت بأنّ خطط أمريكا لا تتجاوز الشهرين أو الثلاثة فقط".
3- بعد خوض أمريكا حربها الصليبية على الإسلام، انكشف زيف قدرتها العسكرية على قهر الأمة الإسلامية بقوتها العسكرية، فقد أثبتت هذه الحرب أنّ السلاح المتطور الذي تمتلكه أمريكا لا يجدي نفعا إن كان بين أيدي الجبناء من الجنود الأمريكان. كما عرّت الأزمة الاقتصادية التي أصابت أمريكا زيف قوة اقتصادها، فقد تبين أنّه اقتصاد وهمي يقوم على شفا جرف هار. وبالرغم من تشكيل أمريكا للجنة "بيكر هاملتون" في أعقاب غزو العراق لإخراج أمريكا من أزمتها السياسية في الشرق الأوسط، وتوصية اللجنة بضرورة حل قضية الشرق الأوسط لإخراج أمريكا من فشلها السياسي في الشرق الأوسط، إلا أنها لم تحرز أي تقدم يذكر على صعيد فرض "حل" الدولتين الذي أوصت بها لجنة بيكر- هاملتون.
4- من كل ما تقدم فإنّ زيارة أوباما الأخيرة هي تتويج للفشل السياسي الأمريكي في المنطقة، كما أنّ زيارته تقطع الشك بيقين أنّه لم يبق لأمريكا من أدوات لتنفيذ سياساتها والحفاظ على مصالحها في المنطقة إلا عملاؤها الرويبضات من حكام العرب وشبيحتهم من صغار العقول الذين لا حول لهم ولا قوة أمام سيدتهم أمريكا، وممن لا يوجد عندهم عقول يدركون فيها حقيقة حاجة أمريكا لهم وليس العكس. وفي الوقت نفسه فإنّ تجلي حقيقة عجز أمريكا عن فرض سياستها يدفع بالمخلصين إلى الاعتصام بحبل الله المتين وتسديد الضربة القاضية لها من خلال إقامة دولة الخلافة التي سيسهل عليها الوقوف أمام هذا الهر الذي يَحكي انتفاخًا صولةَ الأسدِ، لتصبح الدولة الأولى في العالم بعدها، وما ذلك على الله بعزيز.
أبو عمرو
 15 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/27م

No comments:

Post a Comment