Tuesday, March 26, 2013

التشويه المغرض لثورة الشام

التشويه المغرض لثورة الشام

فشلت أمريكا وبريطانيا وجملة أذنابها في المنطقة في تنفيذ سياساتها وخططها ومشروعها، وأبرز مظاهر هذا الفشل اخفاق المجلس الائتلافي في حمل مشروع العلمانية، وفي أن يكون العميل اللاحق للعميل الحالي بشار طاغية الشام.
شعرت بالضياع أمام ثورة باسلة لا غاية لها سوى تحرير البلاد من عبودية العباد إلى عبادة رب العباد وإلى الدعوة إلى حكم اسلامي في دولة اسلامية واضحة المعالم مبنى ومعنى.
وأمام هذا الفشل الذريع أصبح الشأن السوري يشكل لها هاجسا مخيفا.. فماذا بعد بشار الذي اعتبر " آخر معاقل العلمانية " ؟ ماهو مصير اسرائيل والدول الغربية بأسرها إذا وصل الاسلام للحكم؟
فاندفعت تبحث عن خطط أخرى عساها تنقذ نفسها من الفناء أمام المسار الاسلامي الصحيح، المتمثل في دولة اسلامية تسير بالاسلام وتحمل الدعوة الى العالم. فكان الاعتماد على عملائها بالدول العربية اذ أظهروا موقف العداء لثورة الشام، سيما تلك الدول المحيطة بها كتركيا وايران والعراق وحزب الله. فهذه الدول قد شنعت بالثورة ووصفت الثوار بالعدائيين واعتبرتهم قد قادوا البلاد الى القتل والتشريد والدمار وحرب أهلية طائفية معتمدين في ذلك على الاعلام المساند الرسمي للغرب الكافر الجائر.
فأقام حملة شعواء لا هوادة فيها لتضليل الحقائق. لكن وبالرغم من شراسة الغرب تراه قد أخفق وانفضح أمره حتى ظهر قبحه وعداؤه التام للإسلام فألفى نفسه أمام وضعية أخرى وهي الأمر الحتمي والشعور الطبيعي للمسلمين علمهم دينهم أنهم أمة واحدة وأنهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو نداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. فعمد الى مسانده الرسمي يستصرخه ليؤازره في محنة جديدة تنبئ بأن المسلمين شعروا بوجوب وحدتهم وبوجوب نصرة اخوانهم.. فهاهي المنابر الضالة المضلة تعقد الاجتماعات للعلمانيين المضبوعين ليحولوا وجهة ثورة الشام من مسارها القويم وليغيبوا كل الحقائق وكل ما تعانيه الأمة المسلمة من جرائم النظام البعثي، للحديث عمن التحق بالثوار من الشباب المسلم وحصر الاجابة في من هو مع ومن هو ضد هذا الالتحاق.
فهل تناول هذا الاعلام الموجه المغرض مسألة الاحتلال الفرنسي لمالي؟ وهب حرك ساكنا لما يعانيه الشعب المسلم من بوذيي بورما؟ هل أشار ولو في هامش صفحاته عما يعانيه مسلمو ميانمار وما يسومونهم به من سوء العذاب.
أفلا نعي أن المعركة باتت صراع الحق مع الباطل واجتماع قوى الكفر ضد قيادة فكرية اسلامية تكون متجردة من التبعية والولاء لحضارة الغرب .
فمن أراد حقيقة ما يجري في سوريا فلتكن قراءته للوقائع من خلال تصريحات أصحابها الفعليين ومما يجري في الساحة السياسية والعسكرية، وليس من تعليقات مزيفة لفئة من الرويبضة وتصريحات مزورة لبعض من المرتزقة.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
الأستاذة أم الشباب - تونس
13 من جمادي الاول 1434
الموافق 2013/03/25م

No comments:

Post a Comment