Saturday, March 23, 2013

خبر وتعليق: إردوغان وروتة يتجادلان حول قضية (الطفل يونس)

خبر وتعليق: إردوغان وروتة يتجادلان حول قضية (الطفل يونس)

الخبر:
اختلف رئيس الوزراء الهولندي مارك روتة مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان حول قضية الطفل التركي يونس. وقد كان هذا واضحا اليوم الخميس 21-3-2013 في مؤتمرهما الصحفي بعد لقاء جمع رئيس وزراء هولندا بنظيره التركي رجب طيب إردوغان. رئيس الوزراء التركي اعتبر أن العائلة "مقدسة" وأن رعاية الطفل "يونس" من قبل عائلة معروفة بشذوذها الجنسي يتعارض مع القيم والمثل التركية. وأما رئيس وزراء هولندا روتة الذي لم يوافق على وجهة نظر إردوغان فقد اعتبر أن المسؤول عن هذه القضية هو هولندا لوحدها ولا يحق لأحد التدخل فيها. وأشار روتة أيضا إلى أن المحكمة قد قضت أن الطفل التركي يونس سيبقى مع تلك العائلة لبضعة شهور قائلا "هذا هو الوضع كما هو" وقد جاءت هذه التصريحات بعد لقاء جمع رئيسيْ وزراء البلدين في مكان إقامة رئيس وزراء هولندا في لاهاي.

التعليق:
لقد أخذت قضية الطفل التركي يونس ذي السنين التسع وقتا من النقاش الحاد في هولندا، حيث قامت مؤسسة رعاية الشباب بأخذ هذا الطفل من بيته بالقوة لتقوم عائلة معروفة بشذوذها الجنسي باستضافته ورعايته لبضعة شهور. وقد رأينا وسمعنا من الجانب التركي والهولندي وجهات نظر مختلفة، وكما هو متوقع، فإن هذه القضية قد تم نقلها إلى رئيس وزراء تركيا أثناء زيارته لهولندا اليوم الخميس 21-03-2012 الذي اعتبر أن العائلة "مقدسة" في نظره وأن إقامة الطفل مع عائلة معروفة بشذوذها الجنسي هو أمر يتعارض مع القيم والمثل التركية، في حين أن رئيس وزراء هولندا اعتبر أن المسؤول عن هذه القضية هو هولندا لوحدها.
إن قضية رعاية عائلة معروفة بشذوذها الجنسي لطفل مسلم لهو أمر خطير جدا، إلا أن نقاشها من قبل هؤلاء السياسيين كان بعيدا جدا عن جوهر القضية، ولذلك فإن هولندا قد اعتبرت أن موضوع رعاية الطفل التركي من قبل هذه العائلة لعدة شهور هو أمر جد طبيعي وأن على الأتراك أن يتقبلوا الأمر. وبالإضافة إلى هذا فقد تم تصعيد الأمر على أنه تدخل تركي في الشؤون الهولندية. فهل يحق لتركيا الدفاع عن حقوق الأتراك الذين يعيشون في هولندا؟
إن قضية يونس ليست قضية تركية بل هي قضية إسلامية، فمن الممكن أن يكون يونس مغربيا أو باكستانيا أو صوماليا، وإن الشيء المشترك بين كل هذه الأعراق من بلاد مختلفة هو أنهم مسلمون يؤمنون بالإسلام وملتزمون بقيم الإسلام ومثله، ولذلك فإن الشذوذ الجنسي في الإسلام هو عمل في غاية القبح، والزواج بين المثليين هو أمر غير عادي وغير شرعي، ورعاية طفل مسلم من قبل هكذا شواذ هو أمر مذموم مرفوض لم نسمع به من قبل. هذه هي نظرة الإسلام ومن يؤمنون بالإسلام في هذه القضية، وسواء اتفق معنا البعض في هذا الأمر أم لم يتفق، فإن هذا ما يؤمن به أيضا مسلمو هولندا إيمانا جازما.
إن قيام الحكومة الهولندية بإجبار الآباء على رعاية أبنائهم في بيئة تتعارض مع هويتهم والتي هي الإسلام في هذه الحالة معناه أن الحكومة قد قامت بسلب هوية هؤلاء المسلمين بالقوة؟ وإذا كان هذا السلوك يمارس تحت ستار الحرية والديمقراطية فأين حقوق الآباء في تعليم أبنائهم الثقافة التي تتفق مع هويتهم؟ فهل يسمى هذا حرية أم إنه سلب للحرية يا دعاة الحرية؟ أوليس هذا هو الظلم بعينه؟ أليس هذا قمعاً للناس؟! وإني لأتساءل كيف ستكون ردة فعل العائلات النصرانية المحافظة لو أن أطفالهم قد أخذوا منهم ووضعوا تحت رعاية عائلات مسلمة وقامت هذه العائلات بتعليم هؤلاء الأطفال قيم المسلمين ومثلهم، فهل ستكون ردة فعل الحكومة الهولندية مشابهة لردة فعلها على قضية الطفل المسلم يونس؟!!
إن قضية يونس لا علاقة لها بالقيم والمثل التركية، كما أنها ليست قضية من المسؤول عنها هل هو تركيا أم هولندا، ولكنها قضية مرتبطة بالقيم والمثل الإسلامية وعدم تسامح هولندا مع الإسلام والمسلمين.
 أوكاي بالا عضو ممثل لحزب التحرير / هولندا
 12 من جمادى الأولى 1434
الموافق 2013/03/24م

No comments:

Post a Comment