Tuesday, March 26, 2013

كيان يهود سيزول رغم أنف أوباما

كيان يهود سيزول رغم أنف أوباما

لم تكن زيارة أوباما إلى المنطقة يوم الأربعاء 20\3\2013 لإطلاق مبادرة سلام أمريكية من أجل حل المشكلة الفلسطينية، وإن دار الحديث السياسي فيها عن ضرورة السلام، وسبيل الأمن الحقيقي وحل الدولتين والتفاوض والتنازلات والتطبيع ...، وذلك لأن الأوضاع فى المنطقة غير مهيئة حالياً لمثل هذه المبادرة.
إن وجود كيان يهود فى المنطقة هو المشكلة؛ لأنه كيان أجنبي مصطنع غير قابل للحياة فيها، فضلاً عن عدم قبوله أي حل سوى قلعة من الجذور. والدول الغربية التى زرعت هذا الكيان الغريب فى فلسطين تدرك هذه الحقيقة، وهى وإن قصدت بهذا الزرع الخبيث شطر البلاد الإسلامية، وتوجيه طعنة نجلاء إلى قلب الأمة الإسلامية لتطيل فترة النفوذ الغربي في العالم الإسلامي، فإنها تعلم في نفس الوقت أن وجود هذا الكيان البغيض مؤقت، فهو بمثابة زرع قطعة لحم من كلب ميت فى جسد الأمة الحي، وهي وإن أوهنت الجسد برهة من الزمن؛ ولكنها لن تميته، وسيظل الجسد الحي يقاوم حتى يلفظه ويتعافى. وأمريكا رغم علمها بذلك لا تكف عن الاستمرار فى غيِّها نحو غايتها الغاشمة بإطالة أمد الصراع بالإتيان بحلول وهمية، وحتى تبلغ الرمق الأخير فى مسارها السياسي المعروف.
والظروف الدولية المعقدة والقابلة للانفجار فى أية لحظة، وما تحمله من نذير شؤم على كيان يهود، توحي بأن زيارة أوباما تصب فى مجرى تلطيف الأجواء الخانقة على كيان يهود وطمأنة قلوبهم. فكيان يهود حكومةً وشعباً بات رهينة الفزع والهلع من تنامي الثورة الإسلامية فى الجوار، بعد ما تقلصت قوة بشار حامي حمى يهود، وبعد ما عجزت الاستعدادت والأعمال العسكرية الضخمة لكيان يهود على الحدود السورية عن توفير الشعور بالأمان، وبعد ما مسحت أنباء فشل المبادرات الدولية المتتالية لتسوية الأزمة السورية آثار كافة التطمينات الأمريكية ليهود، فقد أدركوا أن جميع الحلول الدولية باءت بالفشل، وأن الجديد منها لابد أن يتحطم على صخرة الصمود الإسلامي كسابقه، وأن المرعب القادم لا محالة إنما هو دولة الخلافة الإسلامية التي باتت بشائرها تلوح في الشام؛ فتعاظم الفزع والهلع لدى يهود حتى قض مضجعهم، فكانت زيارة أوباما ضرورية. ولذلك توجه إليهم، وخاطبهم خطاباً طويلاً، أكد فيه إمكانية الحل السلمي، والقدرة على العيش الآمن فى المنطقة، فأشاد بقوة "دولة إسرائيل" وتفوقها على سائر دول المنطقة، وأكد على بقاءها إلى الأبد، وأنها ليست بمفردها، وتعهد بالتزامه الشخصي مع الالتزام الأمريكي الرسمي بالوقوف ضد سوريا وحزب الله وإيران، وإجبار جميع الدول العربية على التطبيع مع"إسرائيل"، وبلغ به الحرص على تطمينهم بالقول صراحة بأن: (إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة مستقلة – هشة – أمر ضرورى لاستمرار "إسرائيل")، فكشف بذلك سراً خطيراً حرص زعماء منظمة التحرير الفلسطينية على إخفائه عن مناصريهم طيلة تاريخهم "النضالي" ومسيرتهم السياسية، حتى لا تظهر خيانتهم وعمالتهم للأمة، وهو أن الهدف من إقامة دولة فلسطينية هو ضمان بقاء دولة يهود، بأن يتولى هذا الكيان الفلسطيني حراسة كيان يهود من هجمات المسلمين القادمة للتحرير فيما بعد، فيكون هو بمثابة الكيان الحامي والعازل لدولة يهود من محيطها الإسلامي.
وبعدما نجح أوباما فى مهمتهه الرسمية، وتوجته حكومة يهود وساماً فخرياً عرفاناً له بالجميل، دخل رام الله ظالماً لنفسه، ظاناً أن مقاليد الأمور بيده، رافعاً على عربته علماً أمريكيا وآخر فلسطينياً، واستقبله كرزاى فلسطين بعزف النشيد الأمريكي والنشيد الفلسطيني، وهو يشعر بالامتنان لثناء أوباما عليه بالشجاعة وإرادته للسلام، ويحس بالزهو لنوال ثقته الغالية، وسارا جنباً إلى جنب، متغافلين الحشود العظيمة من جماهير الأمة الإسلامية التى احتشدت أمامهما وتهتف غاضبة فى وجههما، وترفع شعارات منددة بهما وبزيارة الرئيس الأمريكي قائلة له: (أوباما أنت عدو فلسطين وحليف يهود، فلا أهلاً ولا سهلاً)، (يا أوباما يا حقود، يا حامي دولة يهود)، (يا أوباما يا أفاك، فلسطين ما بدها إياك)، (هذه الأمة ما بتهان، ما بتخضع للأمريكان)، إلى غير ذلك من الهتافات والشعارات التى تثبت أن الأمة الإسلامية ما زالت حية، ولا تزال حية حتى تتعافى تماماً بإقامة دولتها دولة الخلافة الراشدة الثانية، التي ستلتزم بالسير على منهاج النبوة فى التعامل مع يهود وسائر الدول الظالمة فى الأرض، لتحق الحق وتبطل الباطل ولو كره المجرمون.
قال الله تعالى: "وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ" [الأنفال/7].

No comments:

Post a Comment