Saturday, December 29, 2018

البشير لا يبيع دينه وعزته بالقمح أو الدولار! فإذن فَبِمَ باعهما؟

البشير لا يبيع دينه وعزته بالقمح أو الدولار! فإذن فَبِمَ باعهما؟

الخبر: وصل المحتجون في السودان يوم 2018/12/25 إلى قصر الرئيس السوداني عمر البشير مطالبين باستقالته وإسقاط النظام، فوصفهم البشير "بالخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين، استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان" وادّعى أن هناك حربا تشن على السودان "لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار".
التعليق:
الرئيس عمر البشير! سلّمت جنوب السودان للكفار وتخليت عن أرض إسلامية واعترفت بكيان للكفار على تلك الأرض، بل كنت أول المعترفين بهذا الكيان وذهبت إلى هناك لتحتفل باغتصاب هذه الأرض من قبل الكفار؟ فما اسمها هذه يا سيادة الرئيس؟! أليست هذه هي الخيانة والعمالة بعينها؟ بل هي أكبر خيانة. فهل أنت مرتزقة ومندس على هذه الأمة؟ وكيف تمسكت بدينك وعزتك عندما تخليت عن أرض إسلامية وقد طلب دينك منك المحافظة عليها والموت في سبيل المحافظة عليها وعلى المسلمين فيها، ودعوة الكافرين فيها إلى الإسلام أو إبقاءهم أهل ذمة يحملون تابعية السودان. فإن لم تبعها بالقمح وبالدولار فَبِمَ بعتها؟ فهل بعتها مقابل المنصب؟! هل بعتها مقابل أن تبقيك أمريكا رئيسا وتحمي كرسيك المعوجة قوائمه؟
وأنت ذهبت إلى الطاغية بشار أسد قبل عشرة أيام، فمن دفعك إلى هناك؟ ذهبت لتعترف بمشروعية حكمه بعدما دمر البلاد وقتل مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة بأن يعود السلطان إليهم ويحكموا أنفسهم بشرع الله ويزيلوا كابوس الظلم ويسقطوا خيانة آل الأسد حماة كيان يهود وحلفاء الكفار من روس وأمريكان! فحتى ترضى عنك أمريكا ذهبت إلى هناك ولم تستحي لا من الله ولا من المؤمنين!
ولم يجرؤ أحد أن يرتكب هذه الوقاحة غيرك لتفتح الباب للخونة لزيارة الطاغية والاعتراف به رئيسا على جماجم الناس! فهل تمسكت بدينك أم فرطت فيه أيما تفريط؟ وهل تعرف معنى العزة عندما تذهب إلى هذا العميل الذليل في دمشق وتصافح يده الملوثة بالدماء الزكية؟ ومن ثم تدّعي أن سوريا دولة مواجهة يجب عدم إضعافها!! فمتى كانت دولة مواجهة وقد باع نظام آل الأسد هضبة الجولان لكيان يهود كما فعلت أنت عندما بعت جنوب السودان؟! فهل هذا هو أحد العوامل المشتركة بينكما؟ وعندما ذهبت إلى الطاغية قد أصابتك اللعنة جزاء بما اقترفت يداك فانتفض الشعب عليك.
وأين تطبيق الإسلام في الحكم والاقتصاد والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية والحربية والحياة الاجتماعية؟! ومن ثم تدّعي تمسك السودان بدينه وعزته! وأكبر خيانة هي عدم تطبيق شرع الله، بل هي أم الخيانات وأم الموبقات، فمنها تأتي كل الخيانات والموبقات. ومن يكتم ما أنزل الله من الكتاب فيسهل عليه التفريط في دين الله فلا يطبقه. والله قد لعنه وجعل اللاعنين يلعنونه فقال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾. وفوق ذلك يطبق خلاف ما أنزل الله في الكتاب ويتبع شرعة أعداء الله وينفذ سياساتهم ومشاريعهم فاللعنة عليه أكبر.
واللعنات تترى قادمات فأنقذ نفسك من الظلمات يا من أصبحت رئيسا للبلاد بانقلاب بدعم من أمريكا! فلك فرصة بقوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.
فلن تحميك أمريكا ولا غير أمريكا من عذاب الله العزيز القهار إن لم تتب قبل فوات الأوان وتسلم النظام للمسلمين المخلصين الواعين ليعلنوا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيسقطوا كل الخيانات ويسترجعوا جنوب السودان، بل يوحدوا كافة بلاد الإسلام، ويطبقوا شرع الله فيوزعوا الثروات، فلا يبقى فقير في السودان ولا في غيرها من بلاد الإسلام، وينهضوا بها فتصبح أغنى وأقوى البلاد. فهذا هو تمسك السودان بدينه وعزته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
  21 من ربيع الثاني 1440هـ   الموافق   الجمعة, 28 كانون الأول/ديسمبر 2018مـ

No comments:

Post a Comment