Wednesday, December 26, 2018

البشير يترنح والضربة القاضية قادمة

البشير يترنح والضربة القاضية قادمة

الخبر: سمع القاصي والداني بخبر التظاهرات والاحتجاجات التي خرجت في مختلف مدن السودان منددة بالغلاء الفاحش والندرة في الخبز والوقود، والمطالبة بسقوط النظام وإنهاء حكم الكيزان (في إشارة للحركة الإسلامية الحاكمة).
التعليق:
المتتبع الحصيف لسير الأحداث قبل التظاهرات العارمة العنيفة في مدينة عطبرة شمال الخرطوم والتي أطلق شرارتها طلاب مدرستين لم يجدوا أو يتمكنوا من الحصول على إفطارهم صباح الأربعاء الفائت يدرك أن ما حدث في تونس الخضراء قبل سبعة أعوام وتبعتها أرض الكنانة ويمننا السعيد وطرابلس الغرب وشامنا الحبيب يتكرر بشكل أو بآخر في خرطوم السودان. ظلمات بعضها فوق بعض هدّت كاهل الناس ولم تترك لهم خيارا إلا الخروج إلى الشارع لانتزاع حقهم ممن اغتصبه منهم. بكلمات أخرى التظاهرات ابتداء ليس لها أب شرعي، والآن الكل يحاول أن يجيرها لصالحه كعادة الأحزاب والجماعات غير المبدئية صاحبة الإرادة الصحيحة!
الارتباك هو سيد الموقف في الخرطوم والنظام بدأ مضطربا جدا وأركانه بدأت تتقاذف المسؤولية عن الأحداث: الجهاز التنفيذي يدعي أنها تراكم لمشاكل وخلل في السابق... وجهاز الأمن يتهم الجهاز التنفيذي بالتقصير وعدم القدرة على إدارة الأمور ويباشر هو إدارتها: أخص مسألة الدقيق والتي سيبدأ بإحضارها وتوزيعها... وقائد الدعم السريع يهاجم مسئولي الدولة اليوم واصفا إياهم بالعجز والفساد... والبشير يكرر في مباشرة الدولة لحل المشكلات وتوفير حياة كريمة لرعاياها ويتهم المتظاهرين بالعمالة والخيانة، وكأني به يردد مقولات الهالك القذافي (من أنتم؟ يا جرذان!) وبن علي (آني قد فهمت!)، فنقول له آلآن وقد ظلمت وطغيت من قبل وكنت من المعرضين؟!
الحراك لا أب له، والكثير من أبناء الأمة المغرر بهم لم يلتفتوا بعد لأهمية الوعي السياسي والتخطيط المسبق على هدى وبينة من كتاب ربنا وسيرة نبيه المصطفى r لإنجاز تغيير حقيقي يرضى عنه ساكن السماوات والأرض ويجعل الأمة الإسلامية تنعتق وتتحرر من ربقة الاستعمار الفكري والسياسي الذي ترزح تحته. ولكن الأمل في الثلة الواعية المخلصة أن تتمكن من التأثير في سير الأمور، ونحسب ونأمل أن يسوق الله لها نفرا من أهل القوة والمنعة هنا وهناك يصدقون بما تقول ويؤمنون به فتشرق الأرض بنور ربها ويبزغ فجر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة كما أخبر الصادق الأمين ووعد رب العالمين من أرض النيلين خرطوم السودان وما ذلك على الله بعزيز.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
  20 من ربيع الثاني 1440هـ   الموافق   الخميس, 27 كانون الأول/ديسمبر 2018مـ

No comments:

Post a Comment