Sunday, August 26, 2018

زيارة المبعوث الأمريكي وخداعه بعداوة إيران

زيارة المبعوث الأمريكي وخداعه بعداوة إيران

الخبر: جاء في صحيفة الجمهورية 24/8/2018: "حفلت زيارة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الأمنية الدولية روبيرت ستوري كاريم لبيروت بالرسائل المباشرة في أكثر من اتّجاه... بتجديد الدعم للبنان عسكرياً ولوجستياً واستخبارياً... والحديث عن التدابير والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على ايران ودول وكيانات وأجهزة ومؤسسات كبرى... ولا بد من أن يكون تطبيقها متكاملاً... مؤكّداً: أننا التزمنا وما زلنا بالسعي إلى الاستقرار في لبنان والمنطقة".
التعليق:
لم تنقطع زيارات الموفدين والمبعوثين الغربيين إلى لبنان وخاصة الأمريكية التي تملي على السلطة أوامر وتوجيهات تحدد أعمال السلطة التي تخدم مصالح الدول الكبرى، ونشير في هذا الصدد إلى أمر ذلك المبعوث للسلطة في لبنان أن تتقيد بالتدابير التي تتخذها الولايات المتحدة ضد أي دولة في العالم، وذكر المبعوث الأمريكي عقوبات بلاده على إيران وإظهار أن أمريكا تقف بوجه إيران في الظاهر، والحقيقة أن سياسة إيران لا تخرج عن سياسة أمريكا في المنطقة منذ استلام الخميني الحكم في إيران، وما صفقة إيران غيت عن ذاكرتنا ببعيدة؛ فأثناء الحرب بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي باعت إدارة الرئيس رونالد ريغان خلال فترة ولايته الثانية إيران أسلحة بوساطة كيان يهود، على الرغم من قرار حظر بيع الأسلحة إلى طهران وتصنيف الإدارة الأمريكية لها "عدوة لأمريكا" و"راعية للإرهاب". وكذلك فقد جمعت أمريكا دول العالم لحرب العراق واحتلالها وسلمتها لإيران، كما لا ننسى مساعدة إيران لأمريكا في احتلال أفغانستان وقول الرئيس الأسبق لإيران رفسنجاني لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال أفغانستان والعراق، وها هي أمريكا اليوم جمعت دول العالم لتثبيت حكم حليف إيران طاغية الشام في حكمه، وها هي الطائرات الأمريكية في السماء تقصف الثوار من الجو والحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي وحزب إيران يساعدونها على الأرض، وما قصة العقوبات الجديدة إلا خداع جديد لعقول الناس وإظهار إيران عدوة لأمريكا في الوقت الذي تحقق فيه إيران مصالحها ومصالح أمريكا في المنطقة، أما رسائل المبعوث الأمريكي للسلطة في لبنان حول دعم الجيش اللبناني من الأمريكان بأسلحة محدودة في الوقت الذي تمنع عنه الأسلحة الحديثة المتطورة وسيطرة حزب إيران على قرار السلطة السياسي وفي ظل استيراده لسلاح متطور فإنما يدل دلالة واضحة على رضا أمريكا عن الوضع القائم للسلطة وسيطرة حزب إيران على قرارها في كثير من الأمور.
وإزاء هذا الوضع نذكر بالآتي: إن تبعية السلطة في لبنان للدول الكبرى والإصغاء للمبعوثين ولأوامرهم لم يكن بهذا الشكل لو أن القرار بيد أبناء البلد ولو كان الإسلام هو الذي يحكم لمنع مثل تلك الزيارات، ولما خضع لإملاء عدو سواء أكان دولة كبرى أم صغرى ولكان الخضوع للحكم الشرعي ولمصالح المسلمين...
كما أن خداع المبعوثين للرأي العام ولوسائل الإعلام وادعاء عداوة الغرب لإيران لهو أمر مكشوف بالنسبة لنا ولم تكن تلك الخدعة لتنطلي علينا خاصة وأننا حزب سياسي يستعين ببصيرته بأحكام الشريعة وقواعدها إضافة إلى تتبع الأحداث وما وراءها لإدراك الحقيقة.
نسأل الله تعالى أن يحقق لنا وعده بالاستخلاف والتمكين في الأرض عما قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
  16 من ذي الحجة 1439هـ   الموافق   الإثنين, 27 آب/أغسطس 2018مـ

No comments:

Post a Comment