Monday, June 26, 2017

المطلوب من قطر: الرجوع إلى عباءة السعودية، أي الانصياع لأمريكا

المطلوب من قطر: الرجوع إلى عباءة السعودية، أي الانصياع لأمريكا

الخبر: وصفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المطالب التي رفعتها الدول التي تحاصر قطر بأنها "مطالب عبثية تناهض المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحمي حقوق الصحافة وحقوق الإنسان".
وأشارت تسريبات نقلتها رويترز عن مصدر بإحدى دول الحصار، إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر طالبت قطر بخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية بقطر، وقطع العلاقات مع "التنظيمات الإرهابية والطائفية"، وتسليم "العناصر الإرهابية" المطلوبة لدى دول الحصار أو المدرجة في القوائم الأمريكية والدولية، إضافة إلى إغلاق قنوات الجزيرة وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.
واعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان أن قائمة المطالب "لا يمكن أن تصدر إلا من أنظمة شمولية لا ترقب في حقوق الإنسان إلاًّ ولا ذمة، فيها يختطف ويختفي قسريا ويعذب تعذيبا وحشيا من يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية.
التعليق:
لا شك أن حجم المقاطعة لقطر قد فاق كل التوقعات، حتى إن بعض الدول قد فقدت توازنها في هكذا مقاطعة فلم تمهل قطر للتفكير في موقفها ولا مراجعة نفسها. ولكن لماذا كل هذه الجفوة والقسوة والمقاطعة ضد قطر والتي تمت بعد زيارة ترامب للسعودية ورجوعه بصفقة النصف ترليون دولار من هناك؟
لا بد أن قطر كانت تلعب دور رأس الحربة ضد مصالح أمريكا في الخليج وفي مناطق الصراع، هذا ليس لأن قطر انتهجت سياسة الدفاع عن الإسلام والمسلمين في المنطقة، أبدا. ولكن لأن قطر التي تعتبر محمية إنجليزية تقوم بدور رسمته لها بريطانيا لكشف سياسات أمريكا وتسويد سمعتها والتشهير بها وبما تقوم به من جرائم وفظائع في المنطقة. فقطر لاعب أساسي يعتمد عليه الإنجليز لعرقلة سياسات أمريكا في المنطقة وتعتمد قطر على قناة الجزيرة والمال للوصول إلى هذا الهدف. لذا فإن أمريكا ممتعضة جدا من سياسات قطر تجاهها ولطالما أبدت رغبتها في إغلاق قناة الجزيرة وحتى التفكير في قصفها والتخلص منها. فأمريكا تدرك أن الجزيرة هي قناة إنجليزية بامتياز رغم ما تداعبه الجزيرة من حرصها على مشاعر المسلمين وتقربها الخبيث منهم.
وأما السعودية فهي تمتعض من قيام قطر بمعاندة السعودية في العديد من القضايا في الخليج وأخذ زمام المبادرة المتعلقة ببعض القضايا كعلاقتها بالإخوان المسلمين والموضوع الفلسطيني وغيرها من القضايا، هذا مع أن قطر تستغل الإخوان وحماس وتتلاعب بالملف الفلسطيني منذ عقود. ومنذ مجيء الكهل سلمان للحكم ومنذ أن أطلق يد ابنه الغر في البلاد فقد حان وقت التسريع في إرجاع قطر إلى عباءة السعودية كما كانت من قبل في عهد عبد الله. إلا أن عبد الله كان من رجالات الإنجليز أما سلمان وابنه فهم من رجالات أمريكا. ولذا ترفض قطر الرجوع للانضواء تحت عباءة السعودية لأن الإنجليز لا يقبلون أن تميع قطر وتذوب تحت عباءة السعودية التي تتبع لأمريكا الآن. أي أن بريطانيا ترفض أن تتنازل عن قطر لصالح أمريكا.
إن ترامب جاء يريد المال الذي امتنعت قطر عن دفعه بتوجيه من الإنجليز وكما أن ترامب بشخصيته الغريبة لا يطيق القبول بما قبلت به الإدارات الأمريكية السابقة، فهو يريد أن تهرول له قطر وجزيرتها لتقع في أحضان أمريكا. فهو يبحث عن نتائج سريعة يقدمها لأمريكا ليريهم أنه على حق وأنه الأجدر وأنه يستحق الدعم الوافر في سياسته الخارجية التي تدر الأرباح على أمريكا، ومثال ذلك صفقة النصف ترليون غير المسبوقة التي عقدها مؤخرا مع السعودية.
أي أن المقاطعة ما هي إلا حلقة من حلقات الصراع الإنجلو-أمريكي في المنطقة، وإنه لمن السذاجة أن يندفع بعض المشايخ ليتحدثوا عن أخوّة ومحبة وتوافق بين دول سايكس وبيكو وبين أنظمة بعضها يتبع أمريكا والآخر لبريطانيا. لقد كان الأحرى بهؤلاء العلماء والمشايخ العمل الجاد لإزالة أنظمة سايكس بيكو العميلة من جذورها حتى لا يتمكن الغرب بشقيه من أن يسرح ويمرح في بلادنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح
2 من شوال 1438هـ   الموافق   الإثنين, 26 حزيران/يونيو 2017مـ 

No comments:

Post a Comment