تعليق صحفي
الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر الجهاد والمقاومة إرهابا، ومجازر كيان يهود بحقنا دفاعا عن النفس
تستقبل وفوده في بلادنا وتقدم لها الهدايا!!
يطفح ذلك البيان حقدا على المسلمين
ويقف في صف واحد مع كيان يهود، باعتباره المجاهدين "منظمات إرهابية"، وهو
المصطلح الغربي الذي يعطي رخصة للقتل والتدمير والقصف وهدم البيوت على رؤوس
قاطنيها.
وعلى الجانب الآخر يعتبر بيان
الاتحاد الأوروبي إجرام كيان يهود الذي أفضى إلى قتل المئات وجرح الآلاف
وتدمير آلاف المنازل "دفاعا عن النفس" يجب أن يغلف "بالقانون الدولي" حتى
لا يحرج كيان يهود أو الاتحاد الأوروبي عند الدفاع عن هذا الكيان الغاصب.
فدعوة الاتحاد الأوروبي لكيان يهود
"للتماشي مع القانون الدولي" تأتي في إطار حرصه على كيانيهود وصورته التي
يجب أن يظهر بها وليس حرصا على دماء المسلمين أو بيوتهم فهو يعتبرهم
إرهابيين يجب قتلهم، بينما قتلى الجيش المحتل قتلى سقطوا في عملية "للدفاع
عن النفس"!.
ولا غرابة في ذلك الموقف من الاتحاد الأوروبي الذي يمدّ كيان يهود بالأسلحة ولا يرى حلاً لقضية الأرض المباركة إلا عبر إعطاء معظم أرض فلسطين ليهود ضمن خطة "حل الدولتين"، لكن الغرابة تكمن في أن تستقبل وفود ذلك الاتحاد المجرم العدو في بلادنا استقبال الأبطال.
فوفد الاتحاد الأوروبي المجرم
يتنقل في مدن فلسطين ويُستقبل وتُقدم له الهدايا التذكارية بدل أنيطرد وأن
يعامل معاملة العدو اللدود والشريك الفعلي لكيان يهود في القتل والتدمير، فيلتقي الوفد "وفدا مقدسيا" يبحث معه "أفق الحل"!.
ويتلون الوفد ذاته ليستقبله نائب رئيس بلدية بيت لحم تحت
مسمى وفد من الكتلة الشيوعية من البرلمان الأوروبي برئاسة النائبة
الأيرلندية مارتينا آندرسون رئيسة لجنة العلاقات مع المجلس التشريعي
الفلسطينية في البرلمان الأوروبي بالإضافة إلى 16 نائبا أوروبيا.
ويستقبله محافظ
الخليل كامل حميد، ظهر الجمعة، تحت مسمى "وفد الحزب الاشتراكي الأوروبي
برئاسة "مارتينا انديرسون" عضو البرلمان الأوروبي، وضم الوفد أعضاء من ستة
دول أوروبية، وقد التقى الدكتور داود الزعتري رئيس بلدية الخليل ذات الوفد في مكتبه.
وعلى الرغم من كل المسميات التي
تتسمى بها هذه الوفود إلا أن الحقيقة السياسية تبقى واحدة وهي أن الاتحاد
الأوروبي يقف في صف واحد مع كيان يهود ويظل عدوا لدودا للأمة الإسلامية
يشارك في ذبحها وقصفها واستعمارها ودعم الأنظمة الجبرية المفصلة على مقاس
سايكس-بيكو لتضمن نفوذه ونهبه لثروات بلادنا.
في هذا السياق تأتي زيارات وفود
الاتحاد الأوروبي لبلادنا؛ في سياق العداء للأمة والكيد لها والعمل على
تثبيت كيان يهود بكل السبل الممكنة وتوطيد أركان الاستعمار في بلادنا، فهل
تستقبل مثل هذه الوفود أو يرحب بها عاقل أو مخلص؟!
إن العدو لا يستقبل بالورود
والهدايا، وإن المستعمرين ليسوا أصدقاء، وإن القتلة لا يصافحون ولا يلاقون
إلا في ساحات الوغى والقتال...وإن من لا يدرك ذلك فعلياً فعليه مراجعة فكره
وعقيدته وإخلاصه لدينه وأمته، وأن يفحص موالاته وفي صف من يقف ويوالي.
إن الأمة الإسلامية تعرف عدوها
جيدا، وذاقت طعم القصف والدمار والقتل بطائراته وأسلحته التي تحمل ختم دول
الاتحاد الأوروبي وأمريكا، ولن تصافح يوما قاتلها ولن تجلس معه في المكاتب
المكيفة.
فالأمة في طريق استعادة سلطانها
وإقامة خلافتها الراشدة لن تنسى من وقف في صف أعدائها واستقبلهم، وستخلع كل
من وقف مع الإستعمار وأذنابه، وستلغي وجود الأوساط السياسية الملوثة
بالاتصالات مع المستعمرين، فلا مكان في الأمة لسياسي عرف يوما ما رقم هاتف
سفارة غربية أو استقبل وفدا لعدو في بلادنا...وإلى أن يكون ذلك فعلى الثورة
أن تستمر.
7-9-2014
No comments:
Post a Comment