Tuesday, September 23, 2014

الخبر والتعليق: السفيرة الأمريكية في الأردن تثير الفتنة بين المسلمين وتفرق بينهم

الخبر والتعليق: السفيرة الأمريكية في الأردن تثير الفتنة بين المسلمين وتفرق بينهم

الخبر: المدينة نيوز: "تمسكت السفيرة الأمريكية الجديدة في الأردن "إليس ويلز" بعبارة مثيرة للجدل رددتها على مسامع مسئولين بارزين في مجلس الأعيان عندما تساءلت عن "دقة" التقارير والدراسات التي تقول بأن الشعب الأردني أصبح يشكل نسبة تصل إلى ربع عدد سكان المملكة في الآونة الأخيرة بعد موجات متوالية من الهجرة واللجوء.
ووفقا لصحيفة "رأي اليوم اللندنية" فقد أبلغت السفيرة في جلسات عامة بأنها اطلعت على تقارير تتحدث عن وصول عدد الأردنيين في المملكة إلى نسبة 27% من عدد السكان الحاليين وقالت السفيرة لمسئول محلي: هل هذه الأرقام دقيقة؟"

التعليق: من العادات والأعراف أن الضيف لا يتدخل فيما لا يعنيه حتى لا يسمع ما لا يرضيه، ولكن كما هو معلوم للقاصي والداني فإن المزرعة التي بلا راعٍ يرعى فيها كلُّ متطفل، وحيث لا رجال دولة في بلادنا سواء في الأردن أو في غيره من بلاد المسلمين، فإننا نرى سفراء أمريكا يتصرفون كما لو أنهم في إحدى مستعمراتهم، ولا أقول ولاياتهم، لأن رئيس تلك الولاية لا يسمح لمسؤول آخر بالتدخل أو التصريح عن ولايته، وعليه فما زال لديكم فرصة سانحة أيها السفراء المستعمرون والمتعجرفون للتدخل سواء في الأردن أو غيره من بلاد المسلمين، ولن تسمعوا من أي مسؤول ما يسوؤكم أو يردعكم عن عجرفتكم، فمن تتعاملون معهم صنائعكم وعمالكم في بلادنا وهم حكامكم من أبناء جلدتنا، فولاؤهم لكم وليس لبلادهم ودينهم وأمتهم.
ولكن عليكم أيها السفراء أن تتعلموا الأدب والكياسة وسياسة "المرسل والرسول"، فأمة الإسلام لا تسكت على ضيم، ولا يعجزها جواب، وجوابها كان من رجال دولة أقوياء ورجال سياسة فصحاء ورجالٌ سيادتهم لدينهم وقوتهم بين أيديهم، فكانوا يعطون الجواب مختصرا والعمل الفعلي والعملي مشهودا وحالا، ومن أمثالهم الخليفة المعتصم ومعاوية والسلطان عبد الحميد، ومن تلك الأجوبة "الجواب ما ترى لا ما تقرأ".
إننا لا نتغنى بالماضي بل نعمل لإعادة رجال الدولة الذين يجعلون منه واقعا معاشا، فالرائد الذي لا يكذب أهله وأنتم تعلمون من "هو" ومن هم رجاله وساسته ومفكروه ورجال دولته التي يعمل ليل نهار لإعادتها إلى الوجود لوضع حد لكم ولعملائكم بل واقتلاعهم وإياكم من الجذور حيث لا عودة بعد ذلك، فَارعووا عن التصرف في بلاد المسلمين وشؤونهم وكأنها مزارعكم وكأننا عبيدكم وعمالكم.
تعلّموا أن بلاد المسلمين وحدة واحدة، رغم وجود حدودكم المصطنعة السايكسبيكوية اللعينة، التي مزقت بلاد المسلمين إلى دويلات يحكمها أزلامكم بالحديد والنار.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أن أمة الإسلام أمة واحدة لا تفرقها الحدود والأعلام والأزلام من الحكام.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أن المسلم يعيش حيث شاء في بلاد المسلمين.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أن بلاد المسلمين لا أقليات ولا طوائف ولا عنصرية فيها.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أن أهل الأردن المسلمين لا يفرقون بين شامي وفلسطيني وعراقي فكل بلادنا بلاد الشام ما هي إلا ولاية من ولايات دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة المرتقبة بإذن الله تعالى.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أننا من أهل الأردن شمالا وجنوبا نقتسم لقمة العيش بيننا وبين إخوتنا الذين هَجَّرتُموهُم بسياساتِكم في بلاد المسلمين.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: تعلموا وأضيفوا لمراكز تثقيفكم ومعاهدكم الدبلوماسية، كيفية التعامل مع دولة الخلافة الإسلامية ورجال السياسة فيها وحتى مع عامة الأمة.
تعلموا أيها السفراء أنتم وأسيادكم: أن عليكم أن تتعلموا الكثير الكثير وتحذروا الأكثر في كيفية التعامل داخل بلاد المسلمين، فأعيننا عنكم لا تنام.
"إليس ويلز" السفيرة الأمريكية الجديدة في الأردن! إن من اللباقة الدبلوماسية أن تعلمي كيفية مخاطبة المسلمين والتفريق بينهم وإشاعة التشاحن، وإن مخاطبة حكامكم العملاء تختلف عن مخاطبة المسلمين الأعزاء بدينهم، فالسيد يتصرف مع عبده كما يشاء، أما مع السادة فهو مؤدب وإلا سمع ما لا يحب أن يسمع، فالمسلمون في كل بلاد المسلمين أهل بلد، فمضمون الكلام يثير الفتنة في الأردن، ومقصود لذاته وإن كان هذا من صلب أعمالكم إلا أنه مخالف للأعراف الدبلوماسية أيتها السفيرة الأمريكية، والإسلام يعاقب صاحبه أيا كان فاحذري يا "إليس" من عقاب دولة المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات (أبو محمد) - ولاية الأردن
 29 من ذي القعدة 1435
الموافق 2014/09/24م

No comments:

Post a Comment