بيان
صحفي: هل يجب أن تلحق قرغيزستان بأوزبكستان في حربها على الإسلام والمسلمين؟!
(مترجم)
قال رئيس منظمة حقوق
الإنسان "ميموريال" فيتالي بونوماريف بأن "كريموف استغل أيديولوجية
الإسلام للتخلص من القوى المعارضة للدولة الديمقراطية"، وبحسب فيتالي فقد
كانت في ذلك الوقت آراء بأن يتبنى كريموف الأفكار الإسلامية حتى يتمكن من إخضاع
المسلمين وإضعاف قوتهم.
إلا أنه بحلول عام
1991 وبسبب عداوته الشخصية للمسلمين قام كريموف بتغيير اتجاه حربه بشكل كبير حتى
يومنا هذا.
ويعتقد الخبراء أن السبب وراء ذلك كان قوة
حركة "عدالة" الإسلامية التي كانت منتشرة جدا في ذلك الوقت في مدينة
نامانغان حيث شرعت حينها بإيجاد حكم الإسلام في المدينة. وخلال المفاوضات مع الذين
احتلوا آنذاك مبنى مكاتب الإدارة الإقليمية في نامانغان قاموا بإهانة كريموف بشدة،
حتى إنهم طلبوا منه أن يعلن إقامة دولة إسلامية.
ولكن كريموف قاد
الحرب على الإسلام والمسلمين ببطء وبشكل مستمر وبالنفاق، حتى إنه ذهب إلى مكة
المكرمة لأداء فريضة الحج. وفي تلك الأثناء بدأ بتنحية علماء الإسلام الذين رفضوا
أن يبيعوا آخرتهم بمتاع الدنيا الزائل الواحد تلو الآخر، وزج بهم في السجون بحجة
"العثور" مع بعضهم على أسلحة وذخائر وعلى مخدرات مع آخرين، واضطُر
كثيرون لمغادرة البلاد. ولكن الحرب الحقيقية بدأت في عام 1999؛ حين رسّخ كريموف
نظامه في أوزبكستان حيث قضى بشكل كامل تقريبا على الإسلاميين وقوى المعارضة الأخرى.
منطلِقا من مشروعه في
"محو الإسلام بالكامل من حياة الشعب الأوزبكي" بدأ كريموف حربا عنيفة ضد
حزب التحرير، الحزب السياسي الإسلامي من أجل تحقيق تلك الغاية.
في كلمته عبر إذاعة
أوزبكستان في 9/6/1999
عرض رئيس منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في
أوزبكستان طالب يعقوبوف أدلة من وزارة الداخلية تفيد بأن لديهم قائمة بأسماء 8000
من أعضاء حزب التحرير وأن 4000 منهم قد تم اعتقالهم. لقد تسارعت الحرب على الإسلام
واشتدت يوما بعد يوم، ولكن على الرغم من اعتقال المئات من أعضاء حزب التحرير يوميا
إلا أن الشباب الذين يحبون الإسلام كانوا ينضمون إلى صفوف الحزب باستمرار. إن
كريموف نفسه لم يفهم بوضوح أن هذه الحرب هي صراع بين المبادئ، وهو لا يمتلك
العقيدة التي يمكن أن تقف في مواجهة عقيدة الإسلام. لقد كان كريموف ضحية مشروعه الذي هو محاولة يائسة لتأخير عودة الإسلام
واحتواء عقيدته التي انتشرت سريعا وبشكل مذهل. نعم، لم يكن كريموف قادرا على فهم
نتائج ما يقوم به، وحين أدرك الأمر كان الأوان قد فات.
لقد انتقد بعض
السياسيين، وبالتحديد، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، في
تصريحاتها السياسةَ التي ينتهجها كريموف إدراكاً منها أن عنف كريموف سيزيد من
تصاعد حملة الإسلام، وليس إضعافهم، وقد أعربت عن أسفها من عدم تمكنها من إقناعه
بأن أوزبكستان قد تتحول في نهاية المطاف إلى "برميل من البارود المتفجر"
الذي سيصيب العالم. وها هي تلك التوقعات السياسية تتحقق اليوم. صحيح أن كريموف
استطاع تحقيق رغباته في بعض الأعمال السياسية الصغيرة، إلا أنه غالبا ما كان
يُهزم. لقد هزم في حربه ضد الإسلام كعقيدة.
رغم مكوثهم عشرات
السنوات في السجن أو المنفى إلا أن الشباب الأبطال الذين اكتملت لديهم العقيدة
الإسلامية لم يتوقفوا لحظة واحدة عن كفاحهم، بل على العكس لقد ازداد إيمانهم
بالإسلام وتيقنوا من تحقق النصر. لقد كانت خشية الله حاضرة بين المسلمين في السجون
ومن ضمنهم أعضاء حزب التحرير، الذين عاقبتهم الحكومة بحجة أنهم أفراد في المجتمع
ليسوا على هوى كريموف! ومنهم من قضى شهيدا ومنهم من ينتظر الشهادة.
إن هذا في الحقيقة
ليس هزيمة لنظام كريموف فحسب بل هو هزيمة لكل عقائد الكفر في العالم أمام العقيدة
الإسلامية. وإن تحذير السياسيين الغربيين لكريموف وكأنهم أرادوا أن يقولوا له
"مهما فعلت، فإنك ستُهزم أمام عقيدة الإسلام بلا شك وأنت بذلك تضعفنا وتبعث
الأمل في المسلمين وتُشجّعهم"، وهكذا كان؛ فإن المسلمين في العالم كله صاروا
يقتدون بثبات المسلمين في أوزبكستان وصمودهم، وإن الفضل في نمو الحزب وازدياد
شعبيته بين الناس يعود إلى ثبات إخوانهم من شباب الحزب في أوزبكستان.
إن المدقق في كلمة
الرئيس الأوزبكي الترحيبية خلال احتفالات "يوم الاستقلال" هذه السنة يجد
أنه تحدث مطولا وأبدى قلقا كبيرا حول مسألة الأمن. فقد كان واضحا للعيان أنه ركز
كثيرا جدا على الخطر المتزايد الذي يستهدف دولة أوزبكستان الديمقراطية، وعلى توسع
تهديد "الإرهاب" في الشرق الأوسط، وتسارع الأحداث والقلاقل في جميع
أنحاء العالم.
إن رئيس قرغيزستان
ألمازبيك أتامباييف يحاول أن يحذو حذو جيرانه فهو يقوم بتصعيد حربه ضد الإسلام
والمسلمين كل يوم، ويبدو أنه لا يعتبر مما يحصل.
إننا في حزب التحرير
في قيرغزستان نتوجه إلى الرئيس أتامباييف!
إننا ننصحك بأن لا
تتخذ موقفا معاديا للإسلام والمسلمين كما فعل كريموف. لأننا قد عقدنا العزم لإعادة
الحياة الإسلامية وأن نكافح الكفر وكل سياساته الجائرة ضد قرغيزستان وسائر بلاد
المسلمين على أساس العقيدة الإسلامية. ولن نقبل أن يتصارع المسلمون فيما بينهم بأي
شكل من الأشكال!
إننا نظن بل نؤمن
بأنه ليس لديك أية مشاعر عدائية ضد المسلمين، ولكننا في الوقت نفسه ندرك أنك تخضع
للضغوطات التي يمارسها عليك الغارقون في أوحال المستنقعات أمثال كريموف وبوتين،
ونحثّك أن لا تتردد في الوقوف إلى جانب الإسلام والمسلمين وتدعمهم، لا إلى جانب
الكفر والكافرين.
وننصحك بأن لا ينتهي
بك الأمر أن تكون "سلاحاً"
بأيدي الكفار المجرمين ضد المسلمين في معركة الإسلام والكفر. وإلا فإننا أيضا في قرغيزستان بعون الله تعالى سنظهر ثباتا وصمودا
سيسمع به العالم الإسلامي كله. ولكننا نسأل الله تعالى أن تتجلى هذه المشاعر في
صراعنا ضد الكفار، وليس مع المسلمين.
رئيس المكتب الإعلامي
لحزب التحرير
في قرغيزستان
في قرغيزستان
التاريخ الهجري 23 من ذي القعدة 1435
التاريخ الميلادي 2014/09/18م
No comments:
Post a Comment