Monday, August 25, 2014

بيان صحفي: الرد على ياسين الفرقاني الناطق الرسمي باسم مؤسسة CMO حول قضية طرد مسلمة من عملها لرفضها مصافحة الرجال



بيان صحفي: الرد على ياسين الفرقاني الناطق الرسمي باسم مؤسسة CMO حول قضية طرد مسلمة من عملها لرفضها مصافحة الرجال

قامت كلية Cosmicus Montessori College في مدينة أمستردام الهولندية بطرد امرأة مسلمة، وذلك لأنها رفضت مصافحة الرجال، وإثر ذلك أجريت مقابلة مع أحد أئمة المساجد ويدعى ياسين الفرقاني للاستفسار عما قامت به الأخت من رفض لمصافحة الرجال وتبيان رأي الشرع في المسألة، إلا أن الشيخ المذكور وفي معرض جوابه راح يستعمل مصطلحات كانت رائجة على ألسنة الفلاسفة اليونان، كقوله ثيولوجي عوضا عن العلوم الشرعية، وراح يتكلم عن اختلاف الفقهاء حول المصافحة، بين محرم ومجيز، ثم أسفر عن رأيه بقوله: إن على المرأة المسلمة أن تصافح الرجال أخذا بالمصلحة والضرورة، فالعمل ضروري للمرأة ومصلحة لها.
بعيدا عن صحة استخدام الشيخ المذكور لكلمة ثيولوجي للدلالة على العلوم الشرعية من عدمه، إلا أننا نستطيع الجزم أن جواز أمر ما أو عدم جوازه هو أمر فقهي في الدرجة الأولى، ومكانه الأحكام الشرعية وليس له علاقة البتة بما يسمى المصلحة، والأمر المعتمد عليه في استنباط الأحكام الشرعية هو قوة الدليل الشرعي، أما المصلحة التي تكلم عنها الشيخ فليست دليلا شرعيا ولا يجوز إبطال أحكام الله الواضحة إعمالا لمصلحة وهمية. ولذلك فإن قبول حكم ما يحصل عند الاقتناع بأن هذا الحكم هو حكم الله الذي يجب علينا أن نتبعه، وبالتالي فإن تجاهل الأحكام الشرعية وعدم إعمالها بحجة المصلحة لا قيمة له في الإسلام، مع ملاحظة أن ما يقوله البعض أمثال هذا الشيخ لا يصب إلا في مصلحة الظلمة الذين يريدون للمسلمين أن يكون سلوكهم متناسقا مع الواقع وليس بحسب ما أوحى الله به إلى نبيه، فأين المصلحة في هذا؟ وهل حرص بعض المسلمين على عدم خسارتهم لوظائفهم في الوقت الذي يخسرون فيه دينهم، هل هذا مصلحة؟ كلا إن هذا ليس بمصلحة. أما الحديث عن الضرورة لتبرير رأي الشيخ، فنقول: إن الشرع وحده هو الذي يحدد ما هي الضرورة ومتى تكون الضرورة وشروطها المعتبرة والأحكام المترتبة عليها، وما يجوز وما لا يجوز، وليس أهواء البشر.
إن النقاش هنا لا ينبغي أن يكون حول ما أسماه ثيولوجي، بل يجب أن يكون حول الظلم واللاتسامح من قبل العلمانية الليبرالية الغربية التي تدعي الحرية للجميع، إلا أنها في الوقت نفسه تنتهك حقوق المسلمين خاصة وتعمل على تقييدها، ولا ينبغي الحديث في مثل هذا المقام عن الاختلاف في الفهم بين الفقهاء حول جواز مصافحة المرأة للرجال أو عدم جوازه ، بل لا بد من التركيز على ضيق الأفق والجمود الذي تتسم به الديمقراطية الغربية عندما يتعلق الأمر بمن يخالفونهم في الرأي وخاصة المسلمين، وهذا هو التحدي الذي يجب على مسلمي هولندا مواجهته.
إن المتوقع من المنظمات الإسلامية أن تهتم بمصالح المسلمين، إلا أن المشاهد المحسوس أن ولاء مثل هذا التنظيمات بعيد كل البعد عن الإسلام والمسلمين، ولذلك فإنه في مثل هذه الحالة لا يسعنا إلا أن نقول لهم وبصوت عال: لا تتكلموا نيابة عنا.
 أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
التاريخ الهجري      22 من شوال 1435
التاريخ الميلادي      2014/08/18م

No comments:

Post a Comment