Saturday, August 30, 2014

بيان صحفي: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾



بيان صحفي: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

(
مترجم)
صرح نائب مفتي القرم، أسد الله بيروف، في 16 آب/أغسطس عام 2014 لموقع "Krim.Realii" على الإنترنت أن مدير مدرسة جانكوي الدينية سيمثل أمام المحكمة في جزيرة القرم. وأثناء البحث في المؤسسة التعليمية الدينية، وجدوا كتبًا تُصَنف على أنها "قائمة الكتب المتطرفة" المحظورة في روسيا. وقال إنه بسبب الكتب التي وجدت، فقد اتفقوا على أن ذلك مخالفة إدارية وإن القضية سيتم تحويلها إلى محكمة جانكوي لحيازة وتوزيع الثقافة المطبوعة بشكل جماعي. إلا أن ما حدث قبل ذلك هو ما قد أثار كل الاستغراب، وهو بيان الإدارة الروحية لمسلمي جزيرة القرم.
ووفقًا لبيان الإدارة الروحية لمسلمي جزيرة القرم، فإنه لحماية التعاون الديني قد تم اختيار المواد ذات العلاقة بالإسلام، من قائمة الاتحاد الكبيرة التي تحتوي على المواد المطبوعة المحظورة، وتم نشرها على الموقع الرسمي. وعبرت خدمة الصحافة في الإدارة الروحية لمسلمي جزيرة القرم عن ذلك بقولها: "إن الإدارة الروحية لمسلمي جزيرة القرم تبلغ المنظمات الدينية الإسلامية، ومكاتب الإفتاء، وجمهور المسلمين أنه قد بدأ اليوم العمل بالقائمة الاتحادية للثقافة المتطرفة المحظورة في جزيرة القرم. وإن توزيع وتصنيع أو حيازة المواد المحددة في القائمة هو أمر محظور وتترتب المسؤولية على من يخالف ذلك". وعلاوة على ذلك، فقد علق النائب الآخر لمفتي جزيرة القرم، آيدر إسماعيلوف، على حملة التفتيش التي جرت في الأسابيع القليلة الماضية والتي تم فيها تفتيش المباني التابعة للمسلمين والمؤسسات التعليمية الإسلامية والمنازل الخاصة ومكاتب الإفتاء للتأكد من أنهم قد منعوا الثقافة الإسلامية المطبوعة، بقوله: "الآن، بالطبع، سيكون من الخطأ تطبيق أي عقوبات على مسلمي القرم، الذين يواجهون حظر جميع كتب الثقافة المطبوعة، سيكون ذلك انتهاكًا للمسلمين".
إنه من الواضح أن المسلمين قد علموا عن القوانين المعادية للإسلام من خلال أجهزة الاستخبارات ومن السياسيين، ولكنه أمر غريب عندما يتحدث ممثلو المسلمين نيابة عن السلطات. وقد علم المسلمون عن "الثقافة المحظورة" وعن عمليات التفتيش من خلال الإدارة الروحية لمسلمي جزيرة القرم، وكأن السلطات قد كانت تدقق في مواقف المفتين. حتى إن تلميحًا لاتفاق من حيث المبدأ مع هذه القوائم قد مهد الطريق أمام قمع المسلمين.
إن ردكم هذا يدل على موافقتكم على السياسة الروسية المعادية للإسلام، ولكن هل يجب أن يقف هذه المواقف من يمثل المسلمين ويتحدث بالنيابة عنهم؟ وإذا لم تفكروا في السابق "بقائمة الثقافة المحظورة"، فأنتم الآن توافقون بسهولة وذلك من خلال قولكم إنه من "الخطأ" فرض عقوبات. وعندما يتم تشريع العقوبات القمعية رسميًا ووضعها موضع التطبيق في عام 2015، هل ذلك سيكون صائبًا؟! حقًا، إن مسلمي القرم لا يستحقون مثل هذه "الرعاية" فيكونوا على علم بشكل دوري حول توسيع القائمة، كما صرح المفتون حول هذا الموضوع.
أيها الأئمة! ما الذي يمنعكم من الدفاع عن الإسلام بالأقوال والأفعال؟ هل ستشاركون في سياسة روسيا المعادية للإسلام بدلًا من حماية مصالح الإسلام والأمة؟
إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [هود: الآية 112]
اعلموا أن الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية ما هي إلا اختبار ومحنة من الله سبحانه وتعالى. واعلموا أنكم إن لم تقفوا في صف الحق فإنهم سيستغلونكم حتى تقفوا في نهاية الأمر في صف الطاغوت. واعلموا أن الكرب عليكم عظيم إذا أدت مواقفكم الضمنية إلى معاناة المسلمين. والكثير من القضايا تعتمد على مواقفكم، فإذا لم تساندوا السلطات في صراعها ضد الإسلام فإنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بأية خطوة في هذا الصراع، فلا تخونوا مصالح الأمة ولا تكونوا أداة بيد الطاغوت، بل كونوا مع الإسلام والمسلمين!
خذوا العبرة من الفتيات المسلمات الصادقات من قرية موردوفيا في منطقة بيلوزيري، فما هنّ إلا طالبات مدارس ولكنّهنّ قلن "لا" لحظر الحجاب. وعلى الرغم من أن ذلك أدى إلى مجيء نائب رئيس الإدارة لجمهورية موردوفيا وغيره من كبار المسؤولين إلى اجتماع "أولياء الأمور"، إلا أن ذلك لم يؤثر على قرار طالبات المدرسة اللواتي كن على استعداد لإنهاء دراستهنّ من أجل ارتداء ما أمر الله سبحانه وتعالى. هل تريدون أن تتخلوا عنهنّ وهنّ في هذا النضال الحازم ضد آلة الدولة بأكملها، والتي أرادت أن تمزق حجاب الفتيات الصغيرات الصالحات؟ إن الثبات على أحكام الشريعة لا يدانيه أيّ أمر آخر، ثم بعد ذلك يأتي العون والنصر إن شاء الله.
إن الإسلام يأمركم بأن تقولوا للظالم إنك ظالم، أو على أقل تقدير أن تبقوا صامتين ولكن تنكرون المنكر بقلوبكم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ» [رواه مسلم]
أيها الأئمة! إن خياراتكم محدودة، فإما أن تخدموا مصالح الحكام وتتمسكوا بهذه الحياة فتخسروا الآخرة، وإما أن تجدوا الشجاعة فتقولوا وتفعلوا ما هو في صالح الإسلام والأمة. والسير في الخيار الثاني هو فقط ما يؤهلكم لحب الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويكسبكم احترام الناس ويجعلكم تذوقون حلاوة الإيمان وينقذكم من شوائب النفاق. واعلموا أن المسلمين يراقبونكم وسيشهدون معكم أو عليكم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: آية 36]
 المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
التاريخ الهجري      24 من شوال 1435
التاريخ الميلادي      2014/08/24م

No comments:

Post a Comment