Friday, August 29, 2014

بيان صحفي: من غرامةٍ إلى سجن مدى الحياة: خمسة أسئلة لجهاز المخابرات الروسية



بيان صحفي: من غرامةٍ إلى سجن مدى الحياة: خمسة أسئلة لجهاز المخابرات الروسية

(مترجم)
 أفادت لجنة التحقيق الروسية في منطقة تشيليابينسك في 22 آب/أغسطس عام 2014، بأنها انتهت من التحقيق في قضية جنائية ضد ستة أعضاء من حزب التحرير، الحزب السياسي الإسلامي العالمي. وقد تم اتهام كل منهم بناء على المادة 282.2 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي (تنظيم نشاط لهيئة متطرفة).
وقد مرت جلسة الاستماع التالية للقضية الجنائية في 21 آب/أغسطس عام 2014 في محكمة مقاطعة فاخيتوفيسك في مدينة قازان. وكان أعضاء حزب التحرير في قفص الاتهام وكانت المادة التي تم اتهامهم بناء عليها هي المادة 282.2 من القانون الجنائي (تنظيم نشاط لهيئة متطرفة).
وقد ذكرت الخدمة الصحفية التابعة للجنة التحقيق الروسية في خانتي مانسيسك في منطقة يورغا التي تتمتع بحكم ذاتي، في 5 آب/أغسطس عام 2014، أن العضو في حزب التحرير أوليغ ساخنوفيسكي الذي يبلغ من العمر 52 عامًا، وهو أحد سكان نيجنفارتوفسك، قد تمت إدانته. وقد وجدت المحكمة أن هذا المسلم مذنب بسبب اشتراكه في نشاط منظمة محظورة (الجزء الثاني من المادة 282.2 من القانون الجنائي الروسي) وقد حكم عليه في ذلك بالعمل الإصلاحي لمدة 6 أشهر وغرامة قدرها 50 ألف روبل.
وتجدر الإشارة إلى أنه في جميع المواضيع الثلاثة من القانون الجنائي للاتحاد الروسي، اعتبر كل من التحقيق والمحكمة أن حزب التحرير هو منظمة متطرفة وتمت محاكمة أعضائه بناء على المواد ذات الصلة من القانون الجنائي الروسي. إلا أن ذلك ليس بمستغرب، والسبب أنه قد تمت محاكمة أعضائه بناء على مواد مكافحة التطرف منذ حظر نشاطه في روسيا. إلا أن تقييم أجهزة المخابرات الروسية، في الآونة الأخيرة، وبشكل مستغرب، بدأ يختلف من جهاز لآخر بشكل لافت للنظر...
ومن ثم ظهرت تقارير عن اعتقال أعضاء منظمة "إرهابية" بالفعل، وهي حزب التحرير، في وسائل الإعلام الروسية والدولية في نهاية حزيران/يونيو عام 2014. واتهم ستة مسلمين بجريمة بالغة الخطورة، بناء على المادة 205.5 من القانون الجنائي الروسي (تنظيم نشاط لهيئة إرهابية)، والتي تبلغ عقوبتها السجن مدى الحياة.
وهذا يعني أنه بالإضافة إلى الاتهام بالتطرف، الذي اتهم به أعضاء الحزب في روسيا، فقد أضافوا إليه الاتهام بالإرهاب. والفرق هو فترة طويلة جدًا. وإذا كانت الأحكام غير القانونية السابقة غالبًا ما تقتصر على الغرامات والإخضاع للمراقبة، فإنها الآن ولنفس التهم تمامًا، يواجه فيها المتهم السجن مدى الحياة. ولنفس الاعتراف بعضوية الحزب، ولنفس الكتب التي ضبطت خلال عمليات التفتيش، ولنفس الدعوة إلى الإسلام، فإن أعضاء حزب التحرير يحاكمون كمتطرفين أو إرهابيين، أو حتى كثوريين وانقلابيين. وهذا على الرغم من أنه وفقًا لبرنامج تم نشره يوثق أن عمل حزب التحرير في روسيا يقتصر على مجرد نشاط تعليمي!
وإذا انتبهتم إلى كيفية تعاطي وسائل الإعلام الروسية مع حزب التحرير، يصبح واضحًا، أولًا وقبل كل شيء، أن الصحفيين أنفسهم في حيرة من هذه التناقضات في هذا الجزء من جهاز تطبيق القانون. وإذا اضطرت وسائل الإعلام إلى وصف الحزب بأنه حزب "إرهابي" بعد اتهامه بالإرهاب، فعندما ظهرت تقارير تتهمه وتدينه بالتطرف بناء على مواد مكافحة التطرف، اضطر الصحفيون لوصف الحزب بأنه حزب "متطرف"! هذا هو السبب في أننا كثيرًا ما نرى أن وسائل الإعلام، حتى لا ترتكب خطأ، تفضل وصف حزب التحرير بأنه "منظمة محظورة".
 أعزاءنا الصحفيين! اسألوا أنفسكم واسألوا أجهزة المخابرات الروسية الأسئلة التالية:
1. إذا اعتبرتم أن حزب التحرير حزبًا إرهابيًا، فأين هي الأعمال الإرهابية المنظمة التي نتج عنها مقتل شخص واحد على الأقل على أيدي أعضائه في روسيا أو في أي مكان آخر؟
2. إذا اعتبرتم أن حزب التحرير حزبًا إرهابيًا، فلماذا كانوا يحاكمون أعضاءه في محاكم الصلح بناء على مادة مكافحة التطرف 282.2 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي وذلك لمدة عشر سنوات وكان يحكم عليهم بغرامات صغيرة فقط؟
3. إذا اعتبرتم أن حزب التحرير حزبًا إرهابيًا، فلماذا كل نشطاء حقوق الإنسان الروس والخبراء المستقلين يؤكدون بالإجماع عدم شرعية مثل هذا الوصف من روسيا ويؤكدون تلفيق التهم ضد أعضاء الحزب؟
4. إذا اعتبرتم أن حزب التحرير حزبًا إرهابيًا، فلماذا إذن تعتبر روسيا الدولة الأولى والوحيدة في العالم التي تقوم بوصف الحزب بهذا الوصف؟ ومن المعروف أنه يعمل في أكثر من 40 دولة، والدول التي تحظر أنشطته بشكل رسمي هي دول آسيا الوسطى، وبتهم لا علاقة لها بالإرهاب.
5. إذا اعتبرتم أن حزب التحرير حزبًا إرهابيًا، فكيف يسمح لأعضائه بالعمل في جميع دول أوروبا وأمريكا وتركيا وإندونيسيا ولبنان وأستراليا والسودان والأردن وفلسطين، وعشرات الدول الأخرى؟ وهذا على الرغم من حقيقة أن حزب التحرير في البلاد الإسلامية يقود الصراع السياسي ضد الأنظمة المستبدة على النقيض مما يفعله في روسيا؟
استمعوا لكلام هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والخبراء، الذين يعلمون بالفعل طبيعة أعمال الحزب! إن هؤلاء الناس مستقلون تمامًا عن الحزب ومن الصعب اتهامهم بالتحيز، لأنهم لا يشاركون حزب التحرير مواقفه الفكرية أو آراءه السياسية.
ماكسيم شيفتشينكو، صحفي وشخصية عامة، قال بعد الاعتقالات واسعة النطاق لأعضاء الحزب في موسكو ومنطقة موسكو، قال في البث الإذاعي لمحطة "فيستي أف أم" الإذاعية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2012 ما يلي: "هناك عنصر مهم جدًا في الدعوة غير العنيفة لأفكار الخلافة في ميثاق حزب التحرير ... لم يثبت في أي مكان في العالم أن حزب التحرير قد نظم أية أعمال إرهابية".
فيتالي بونوماريف، مدير برنامج مركز حقوق الإنسان (Memorial Human Rights Center)، وهو ما يسمى "تلفيق القضايا الجنائية للتطرف الإسلامي في روسيا". قال إنه قام بدراسة نشاط الحزب منذ تسعينات القرن الماضي، ويعتبر حزب التحرير بأنه "منظمة سياسية، لا تستخدم أي عنف لتحقيق أهدافها السياسية". واعتبر (Memorial Center) أن الكثير من أعضاء حزب التحرير الذين تم قمعهم في روسيا بأنهم سجناء سياسيون.
ألكسندر فيرخوفيسكي، وهو مدير مركز سوفا للمعلومات والتحليل وهو أيضًا يقول بصراحة عن المحاكمات غير القانونية لأعضاء حزب التحرير بتهم الإرهاب.
سفيتلانا غانوشكينا، وهو رئيس لجنة المساعدة المدنية، أشار مرارًا وتكرارًا أنه عندما قامت المحكمة العليا للاتحاد الروسي في 14 تشرين الثاني/فبراير عام 2003 بإدراج حزب التحرير كمنظمة إرهابية، قامت بذلك في غياب أدلة تقود إلى حقيقة.
إننا ندعو جميع الصحفيين المستقلين والشخصيات العامة لتحمل المسؤولية وعدم مساعدة وكالات المخابرات في دعايتهم الكاذبة. ونطلب منهم بأن لا يتواطؤوا مع السياسات القمعية وأشد أنواع الاضطهاد التي تقوم بها السلطات ضد المسلمين بسبب معتقداتهم!
 المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
في روسيا
التاريخ الهجري      27 من شوال 1435
التاريخ الميلادي      2014/08/23م

No comments:

Post a Comment