الإسلاميون: حزب التحرير يحذر من خطة
"عباس" لنشر قوات حلف الناتو
خالد عادل
حذر حزب التحرير في فلسطين من مطالبات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بانتشار قوات حلف الناتو في فلسطين، واعتبر الحزب أن ذلك يمهد الطريق أمام غزو صليبي جديد.
حذر حزب التحرير في فلسطين من مطالبات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بانتشار قوات حلف الناتو في فلسطين، واعتبر الحزب أن ذلك يمهد الطريق أمام غزو صليبي جديد.
وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب
الإعلامي أن الحزب سيتصدى لهذا المخطط سياسيا، وسيمارس كفاحية عالية لسحب البساط
من تحت أرجل عباس ومن معه من قادة المشروع الوطني الذين اختطفوا قضية فلسطين
ووضعوها في حضن المستعمرين، الذين يسعون اليوم لإخضاع فلسطين لاحتلال مركب من
اليهود ومن القوات الغربية، حيث "سيضاف إلى الاحتلال اليهودي احتلال دولي
تقوده أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين".
جاء ذلك تعقيبا على ما أكد عليه عباس في
مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 2/2/2014، من أنه اقترح على وزير
الخارجية الأمريكي جون كيري، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي
الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنها ستبقى في حالة انتشار لمدة طويلة في كل مكان تريده
وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس.
واعتبر الحزب أن هذه التصريحات نوع من
"الخيانة العظمى" التي لو قالها رئيس أية دولة في العالم لأطيح به،
"ولكن هيهات هيهات أن يكون هذا في أشباه الدول التي تُسخر مؤسساتها وأجهزتها
لقمع الشعوب وحماية الفاسدين وخدمة المستعمرين".
واستنكر الحزب دور الأجهزة الأمنية الذي
حصره عباس في حماية أمن الاحتلال وأنها حسب تعبير عباس "تقوم بعمل واحد هو
منع أي إنسان يهرب أسلحة أو يريد أن يستعمل هذه الأسلحة سواء في الأراضي
الفلسطينية أو في "إسرائيل"، هذا هو الشغل الشاغل الذي تقوم به الأجهزة
الأمنية، وهذا -وأنا لا أخفي سراً- بالتعاون الكامل بيننا وبين الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الأمريكية".
وقال الحزب في بيان وزعه في المساجد بعد
صلاة الجمعة "لقد دأب عباس وسلطته ومنظمته التآمر على فلسطين وأهلها،
فاقترفوا جريمتهم في أوسلو لمنح كيان يهود شرعية على الأرض المباركة، ولبسوا ثوب
الخزي والعار بالتنسيق الأمني لحفظ أمن يهود،وسعي السلطة اليوم لإعطاء الشرعية
لاحتلال دولي يجثم على صدر المسلمين في بيت المقدس وأكنافه هو جريمة كبرى ليس
بعدها جريمة".
واعتبر الحزب أن ذلك هو امتداد لسعي
بريطانيا من قبل ومن بعدها أمريكا لإرسال قوات دولية إلى فلسطين، وإلى القدس
تحديدا، لتحقيق الأطماع الصليبية. وربط الحزب هذه المطالبات بالسعي الغربي لحماية
كيان الاحتلال اليهودي خصوصا في ظل التحديات في ثورة الشام، وقال بيان الحزب:
"إن أمريكا والغرب حذروا قادةَ الاحتلال بأن كيانهم في خطر وأنهم أمام فرصة
تاريخية للحفاظ على دولتهم إذا قبلوا الرؤية الأمريكية للسلام، فأمريكا والدول
الغربية يدركون أن الأمة تتحفز لاستعادة سلطانها وإزالة حكام الضرار العملاء الذين
حافظوا على حدود الاحتلال، وحذّروا من الخلافة التي ستقتلع نفوذهم من بلاد
المسلمين وتحرّك جيوشها لتحرير فلسطين كاملة وتقضي على كيان الاحتلال، لذلك فإنهم
يسعون لتوقيع اتفاقية سلام شاملة تحفظ أمن يهود وتستجلب القوات الدولية الأمريكية
والغربية إلى القدس وإلى الحدود الأردنية ومعظم المناطق الحدودية حتى تقف في وجه جيوش
الخلافة الزاحفة لتحرير الأرض المباركة".
ووجه الحزب نداء لأهل فلسطين محذرا
ومنذرا "من هول هذه الجريمة الكارثية على فلسطين وأهله"، قال فيه:
"إنكم عانيتم من السلطة وهي تعمل تحت احتلال يهود فما ظنكم إذا تحولت السلطة
إلى أداة تعمل تحت احتلال دولي مهمته مواجهة الأعمال الإرهابية كما يسميها
عباس؟!" وأضاف "إن أبناءكم الذين يتوقون لتحرير فلسطين من رجس يهود لن
تطاردهم دوريات الاحتلال أو أجهزة الأمن الفلسطينية فقط بل ستطاردهم أيضا قوات حلف
الناتو"، مذكرا باعتقالات المسلمين في سجون "أبو غريب" وباغرام في
أفغانستان، والسجون السرية الأمريكية.
ودعا الحزب أصحاب الرأي من الوجهاء
والمؤثرين والمخلصين في القوى السياسية والحركات والتنظيمات والمؤسسات،
"ليقفوا في وجه المشاريع الأمريكية ويكفوا يد العابثين في الأرض المباركة،
وأن ينزعوا الغطاء عنهم". كما وجه خطابا إلى الجيوش الإسلامية قائلا "إن
تحرير الأرض المباركة من رجس يهود هو بمقدوركم وشرف كبير لكم ومنزلة رفيعة لكم في
الدنيا والآخرة".
وأكد الجعبري أن الحزب مستمر في
مواجهة كافة مشاريع التفريط بفلسطين وأهلها، حتى يأذن الله بتحرك الجيوش في خلافة
تخلع الاحتلال اليهودي من جذوره وتنهي الكيان للأبد.
المصدر: الإسلاميون
07 من ربيع الثاني 1435
الموافق 2014/02/07م
الموافق 2014/02/07م
No comments:
Post a Comment