Saturday, December 21, 2019

الحكومة الإندونيسية مستمرة في حربها على أحكام الإسلام

الحكومة الإندونيسية مستمرة في حربها على أحكام الإسلام

الخبر: خططت وزارة الأديان الإندونيسية مؤخراً لإزالة المواد المتعلقة بالخلافة والحرب والجهاد من المناهج الدراسية ونصوص الامتحانات في مراحل التعليم المدرسية. من أجل ذلك قامت الوزارة بتنقيح محتوى الأحكام المتعلقة بالخلافة والجهاد في الدراسات الإسلامية في المدارس، وقد تم تأكيد ذلك في الرسالة المعممة برقم: B-4339.4 / DJ.I / Dt.I / PP.00 / 12/2019، الموقعة من مدير شؤون المناهج والمرافق والمؤسسات والتلاميذ للمراحل المدرسية لوزارة الأديان، أحمد عمر.
ومما ذُكر فيها أن وزارة الأديان أجرت تنقيحات على الكفاءات الأساسية لتعميم الاعتدال الديني ومنع فهم التطرف في وحدات التعليم في المدارس حيث تنص الرسالة: "تم اعتبار أنشطة التعلم وتقييم نتائج التعلم للعام الدراسي 2020/2019 المتعلقة بالكفاءات الأساسية عن مادة الحكومة الإسلامية (الخلافة) والجهاد المدرجة في قرار وزارة الأديان برقم 165 لعام 2014، وقد تم إلغاء تلك المواد وتعديلها بقرار وزارة الأديان برقم 183 لعام 2019، وبالتالي يجب تنفيذ القرار الجديد المتعلق بمناهج التعليم وتقييم النتائج التعلمية للعام الدراسي 2020/2019 حسبما تضمنه قرار الوزارة برقم 183 لعام 2019م". (ريبوبليكا، 2019/12/15م)
التعليق:
بعد مضي شهرين من رئاسة رئيس الجمهورية الإندونيسية، جوكو ويدودو، وهي الفترة الثانية لرئاسته للبلاد، يبقى السرد العام من الحكومة هو الحرب على الإسلام وأحكامه حيث تواترت قرارات الحكومة لا سيما من وزارة الشؤون الدينية، قرارات مسيئة للإسلام ومسببة لغضب المسلمين، فقد عزمت الحكومة الجديدة على التجسس على الدروس في المساجد، وقررت منع لبس النقاب والسراويل غير المسبلة لموظفي الحكومة، وظهرت سياستها اللينة تجاه هؤلاء المسيئين لمقدسات الإسلام والنائلين من حرمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرها من القرارات. في هذا الجو، أصدرت وزارة الأديان قرارها بإلغاء مادتي أحكام الإسلام من مناهج تعليم المرحلة المدرسية، وهما مادتان عن الخلافة والجهاد.
إن هذا القرار ليس هو أولى المحاولات، ولكن إصداره على شكل قرار فعلي عبر الرسالة المعممة أدى إلى ردود فعل من الشعب الإندونيسي. نعم، لقد طبق هذا القرار فعلا، حيث قامت وزارة الأديان بسحب أسئلة الاختبارات المدرسية التي تحتوي على ذكر لفظ الخلافة، كما حدث في كديري، جاوة الشرقية وعدلت الأسئلة بحيث لا تحتوي على فكرة الخلافة. قال مدير المناهج والمرافق والمؤسسات والتلاميذ، لوزارة الأديان، عمر، في جاكرتا، من خلال بيان صحفي، الأربعاء "تم إلغاء السؤال واستبدال أسئلة أخرى به سيتم اختبارها بشكل منفصل في الامتحان التكميلي"، 2019/12م.
حينما جاءت الردود من الشعب الإندونيسي تجاه هذا القرار، منها جاءت من رابطة مدرسي المدارس الإندونيسية، حيث قال رئيس الرابطة، السيد: إذا كانت الحكومة ترغب في درء الأفكار الراديكالية، فإن الطريقة ليست هي التخلص التام من مثل تلك المواد، وإنه سوف يستر على التاريخ الذي حدث في الحضارة الإسلامية، ليس للحكومة أن تبرر ذلك بأنه تعارض مع البانتشاسيلا، فإن أساس البلاد هو الألوهية، فلا ينبغي إلغاء تلك المواد" (ريبوبليكا، الأحد 12/12). وجاء الرد أيضا من نائب رئيس مجلس النواب، من حزب جولكار، آتشي حسن شاديزيلي، إن الخلافة كنز الفكر السياسي الذي تم تطبيقه في التاريخ الإسلامي. لذلك، يجب على الحكومة ألا تمحو الحقائق حول تطبيق الخلافة في التاريخ الإسلامي، وأضاف: "في الفقه السياسي، تعتبر الخلافة جزءاً من خزائن الفكر السياسي الإسلامي المطبق في التاريخ الإسلامي، فلا ينبغي أن نمحو هذه الحقائق" (سي أن أن إندونيسيا، الاثنين 12/9).
لما كان هذا القرار مصحوباً باعتراضات مختلفة، صرح وزير الأديان، السيد فخر الرازي يوم الاثنين أن الذي حدث هو نقل المواد من سياق الفقه فقط ليصبح جزءاً من مواضيع التاريخ الثقافي الإسلامي، (ريبوبليكا، 12/15). لكن الأمر يظهر أن الذي أرادته الحكومة هو إلغاء المادة بالكلية لولا تلك الردود من الشعب الإندونيسي.
ثم إن تصريح الوزير هذا لا يعني أنه مسلّمة لا تنكر، فإن مادتي الخلافة والجهاد تشملان جانبيهما الرئيسين، الجانب الفقهي والتاريخي، وكلاهما من أحكام الإسلام، فإن الخلافة ليست مجرد دروس تاريخية وإنما هي واجب شرعي، وكذلك الدروس عن الجهاد فهي تتضمن جانبا تاريخيا وشرعيا، وبالتالي فتصريح وزير الأديان غير مسلَّم به فإن مجرد إلغاء مادتي الخلافة والجهاد من مادة الفقه ونقلهما إلى مادة التاريخ أمر لا يرضاه الله وهو حرب على شرائعه.
وفوق ذلك فإن المادتين تشملان جانبا عقائديا حيث إن الحكم بما أنزل الله الذي تمثل أهم دور فيه الخلافة، والجهاد في سبيل الله فرضهما الله سبحانه بنص قطعي في القرآن والسنة، وبالتالي فإن إنكارهما هو مخرج عن الإسلام ومفضٍ إلى الكفر فهما من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ولا شك أن إنكارهما أمر خطير للغاية.
إضافة إلى ذلك، فإن الخلافة والجهاد ضمتا جانبين سياسيين للإسلام والمسلمين، وهما أمران متلازمان، فإن الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. فالخلافة طريقة إسلامية لتطبيق الشرع الإسلامي والحفاظ عليه وحمله إلى العالم بالدعوة والجهاد، والجهاد هو من أهم واجبات الخلافة، فلا يقام بالجهاد على وجهه المطلوب إلا بالخلافة. وهذا سياسيا ما يخافه أعداء الإسلام، فلا ريب أن وراء كل السياسة التي تنال من شأن الخلافة والجهاد هو سياسة الغرب التي تسعى إلى منع المسلمين من العودة إلى دينهم ومجدهم والتخلص من سيطرتهم. ولا شك فإن تاريخ إندونيسيا مما يشهد ذلك، فإن الذي يدفع المسلمين إلى محاربة القوة الاستعمارية والتخلص من نفوذها ما هي إلا روح الجهاد في سبيل الله.
لأجل ذلك فإن مثل هذا القرار يجب على المسلمين ألا يسكتوا عليه، بل يجب عليهم أن يرفضوه أشد الرفض، ويجب أن تعاد التربية الإسلامية إلى طريقتها ومناهجها الصحيحة التي تغرس عند التلاميذ والطلاب الإيمان بالإسلام إيمانا قويا لا ارتياب فيه، وتنمي فيهم الفخر بشريعته وأحكامه ونبيه صلى الله عليه وسلم، وتعيد فيهم روح التضحية في سبيل إسلامهم.. وسيتم ذلك في ظل الخلافة إن شاء الله.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أدي سوديانا
  23 من ربيع الثاني 1441هـ   الموافق   الجمعة, 20 كانون الأول/ديسمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment