Sunday, December 29, 2019

مذكرة مفتوحة: إلى قادة وفود قمة كوالالمبور2019

مذكرة مفتوحة: إلى قادة وفود قمة كوالالمبور2019

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم. نرسل النصيحة الصادقة هذه إلى قمتكم الخطابية على أمل أن تدركوا أنتم بشكل خاص، والأمة الإسلامية عموماً، أن هذه القمة لن تسفر عن شيء ذي بال، لأنها مجرد استمرار للفشل بعدما فشلت العديد من القمم التي عقدها رجال قبلكم في الماضي. نأمل بنصيحتنا هذه أن نبرئ ذمتنا تجاهكم أمام رب العالمين سبحانه وتعالى.
نود تذكيركم - على الرغم من إدراكنا أنكم لن تستمعوا - أنه يجب عليكم اتخاذ الحل الحقيقي من الإسلام لإنقاذ هذه الأمة، حتى لا يهدر هذا التجمع في كوالالمبور النوايا الصادقة (إن وجدت) ولا يستنفد طاقاتكم مع حلول خاطئة وفارغة. إن الحل الحقيقي سينقذ هذه الأمة مرة واحدة وإلى الأبد، دون أي حاجة لقمة خطابية أخرى، على الإطلاق.
إننا نعلم جيداً أن اجتماعكم في كوالالمبور هو بهدف تجميل صورتكم في عيون الأمة. ما قد لا تدركونه هو أن صورتكم قد تلطخت منذ فترة طويلة ولا يمكن إصلاحها أبداً إلا إذا أطعتم ما أمركم الله به. لقد أغمضتم أعينكم لفترة طويلة وأدرتم ظهوركم للأمة. لقد طعنتم الأمة والآن تتظاهرون بأنكم منقذوها! إنه لأمر محزن بالفعل أن الأمة عانت بشكل هائل وأنتم تعرفون بلا شك أنكم السبب الجذري لمعاناتها. أنتم تعرفون أيضاً أن هذه القمة، بالإضافة إلى آلاف القمم الأخرى التي نظمتموها وحضرتموها أنتم وأسلافكم، لن تحل مشكلات الأمة أبداً.
منذ هدم الخلافة العثمانية عام 1924م، والأمة تعيش في تعاسة وبؤس. فقد اختفى الدرع والوصي الذي رعاها وحماها لأكثر من 1300 عام. ومع ذلك، حتى اليوم، أنتم كحكام للمسلمين، لم تنفذوا أبداً واجبكم بإقامة الخلافة وإعادة تطبيق الشريعة الإسلامية. وبدلاً من ذلك، تستمرون في تطبيق النظام العلماني الغربي الذي ورثتموه من أسيادكم الاستعماريين الذين هم أعداء الله ورسوله والمسلمين. فأنتم تطيعون أسيادكم الاستعماريين أكثر مما تطيعون ربكم. لقد اتخذتم أعداءكم أصدقاء وخضعتم لهم، في حين إنكم عاملتم الأمة التي يفترض أن تهتموا بها، باعتبارها عدوا لكم. هذا هو سبب مشاكل الأمة، أنتم سبب مشاكلها. بعد كل الجرائم التي ارتكبتموها، تجتمعون الآن للتحدث عن حل مشكلات الأمة، وتعتقدون أن الأمة تجهل أفعالكم.
نود أن نخبركم بأنكم لم تمثلوا الأمة أبداً، وأن الأمة لم ولن تعتبركم ممثليها أبداً. كيف يمكنكم إذن التحدث عن مشكلاتها وأنتم لا تمثلون حتى فرداً واحداً منها؟ أنتم تمثلون فقط أنفسكم أنتم وسادتكم الاستعماريين. لعقود وأنتم تتآمرون مع الأعداء ضد الأمة؛ تمدون أيديكم وحتى تسيرون مع أعداء الأمة في كل مرة يهاجمونها ويؤذونها فيها. إن الأمة تستصرخكم لتتبرؤوا من أعدائها وتنقذوها، ولكنها كلما صرخت أقوى، اقتربتم أكثر من الأعداء!
تصرخ الأمة فيكم من أجل توحيدها وتوحيد بلادها، ولكن كلما ارتفع صوتها، انفصلتم أنتم عنها. تستصرخكم الأمة من أجل تطبيق الإسلام، ولكن كلما اشتد صراخها، قبضتم أنتم على العلمانية، والأسوأ من ذلك، أصبحتم معادين لها بشكل أقوى. أنتم لا تستمعون إلى الأمة التي تتمنى لكم الخير، بل تستمعون إلى أهوائكم وسادتكم الاستعماريين الذين يرغبون فقط في تدميركم وتدمير الأمة.
إذا كان لا يزال هناك دلالة على الإخلاص والشجاعة في قلوبكم وترغبون في الاستماع، فإن ما يلي يمثل وصفاً موجزاً للحل الحقيقي الذي يجب عليكم التفكير فيه لحل مشكلات الأمة الإسلامية:
1.
يجب أن تستسلموا للإسلام تماماً، بدلاً من الخضوع للغرب الكافر. قوموا بتحرير أنفسكم من أسيادكم الاستعماريين الغربيين وقدموا أنفسكم بالكامل وبإخلاص للخالق والتزموا أحكامه وأنظمته.
2.
اقتلعوا النظام العلماني الديمقراطي من جميع البلاد الإسلامية. هذا النظام الغربي هو نظام كفر وحرام قطعا أخذه وتطبيقه ونشره. في واقع الأمر، فإن النظام العلماني الديمقراطي هو الذي يتسبب في مصائب الأمة وكوارثها.
3.
فيما يتعلق بالبلاد الإسلامية المحتلة، لا يوجد حل آخر سوى أنكم ملزمون بتحريرها، والطريقة الوحيدة لتحريرها هي إرسال جيوش المسلمين لهذا الغرض. وينطبق الشيء نفسه على جميع المسلمين الذين يتعرضون للقمع والاضطهاد من أنظمة الكفر في أي جزء من العالم؛ واجبكم هو إعلان الجهاد على هذه الأنظمة إذا فشلوا في إعادة حقوق إخواننا وأخواتنا في بلادهم.
4.
يجب إعادة توحيد جميع البلاد الإسلامية تحت قيادة واحدة ضمن دولة واحدة، في ظل الخلافة بدلاً من جميع الدول القومية التي تفصل بيننا منذ هدم الخلافة. يجب إعادة تطبيق نظام وأحكام الله سبحانه وتعالى في مجملها محل جميع الأنظمة والقوانين التي من صنع الإنسان المفروضة على الأمة كل هذا الوقت.
بدون اللجوء إلى الحلول المذكورة أعلاه، ستكون قمتكم مجرد قمة فارغة لا معنى لها، تماماً مثل الآلاف من مؤتمرات القمة التي عقدتموها أنتم وأمثالكم من قبلكم. بدون هذه الحلول الحقيقية التي تحتاجها الأمة بشدة - حلول ترضي ربكم - سوف تخونون الأمة مرة أخرى بمثل هذه القمة. ولا تظنوا أبداً أن الأمة ستصمت عن خيانتكم! انتبهوا أنه لأطول وقت، فقد فقدتم شرفكم وكرامتكم في عيون الأمة وأن صورتكم تزداد سوءاً يوماً بعد يوم على الرغم من الجهود التي تبذلونها لتجميلها من خلال تنظيم اجتماعات تدعي أنها تعمل على حل مشكلات الأمة، مثل هذه القمة.
ألا ترون أن الأمة تكرهكم وتشجبكم يوما بعد يوم وأن الأمة تقف ضدكم وترفضكم؟ ألا ترون كل هذا؟! الأمة تتحرك ولن تتوقف أبداً حتى تتمكن من إزالتكم والوصول إلى الحل الحقيقي. ونود أن نؤكد لكم مراراً وتكراراً، على الرغم من ثقتنا في أنكم لن تستمعوا أبداً، إلا أن السبب الجذري لجميع المشكلات في البلاد الإسلامية هو أنتم، ونظام الكفر الغربي العلماني الذي تطبقونه جبراً على الأمة. لذلك، فإن الحل الحقيقي لمشكلة الأمة هو أن تعود إلى الإسلام في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستطبق أحكام الإسلام كاملة دون أي استثناء.
حزب التحرير – ماليزيا
 التاريخ الهجري             22 من ربيع الثاني 1441هـ     رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1441 / 04
التاريخ الميلادي              الإثنين, 16 كانون الأول/ديسمبر 2019 م        

No comments:

Post a Comment