Wednesday, December 25, 2019

جريدة الراية: الأردن إلى أين؟ ج19

جريدة الراية: الأردن إلى أين؟ ج19

  28 من ربيع الثاني 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 25 كانون الأول/ديسمبر 2019مـ 
تحدثنا في الجزء السابق أن الأردن لم يحصل فيه صراع دولي وإن كان من أعظم الأمكنة التي يجري عليها الصراع.
لقد أدركت الولايات المتحدة أن الأردن هو قاعدة الإنجليز القوية، وهو المطبخ السياسي لكل القضايا، وهو المركز في المنطقة... فبرغم حدوث الانقلابات في سوريا والعراق وتعددها وتمكن أمريكا من إحداث انقلابات في بعض الدول إلا أنها سرعان ما كانت تفقدها بسبب قوة الوسط السياسي للإنجليز ثم بسبب الدور القوي للأردن في التخطيط والتدريب والتجنيد والإيواء والتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، فالأردن وقف بصلابة في وجه الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا والعراق، وحاول بكل جهده إسقاط عبد الناصر، والكل يعلم حقيقة الصراع بين الأردن ومصر آنذاك وقوة الصراع بين الأردن وحافظ أسد عميل أمريكا في سوريا، وكيف كان دور الأردن في محاولات إسقاطه بالتنسيق والتعاون مع كيان يهود، ولولا إحباط أمريكا جميع أشكال إسقاط حافظ أسد وخاصة من خلال مصر عبد الناصر لتمكن الأردن من إحداث انقلاب بيسر وسهولة بسبب ضعف الوجود الأمريكي كونه طارئا في ذلك الوقت، لذا أدركت أمريكا أن جوهر المشكلة هو في القاعدة الإنجليزية في الأردن فانبثق التفكير عندهم على أخذ الأردن من الإنجليز، ولكن أنى لهم هذا في ظل وجود وسط عريق إنجليزي وتمركز بريطانيا بقواعد عسكرية ورجالات سياسيين إنجليز حقيقة؛ سواء في الجيش، وما الضابط الإنجليزي ماكنتوش الذي يتم الحديث عنه اليوم إلا واحد من هؤلاء...
فقد ورد في الأخبار عن العميد ماكنتوش، وهو أحد أحفاد عائلة ماكنتوش البريطانية العريقة، وعن طبيعة عمله مع العلم وحسب مصادر سياسية أنه عمل بوظيفة مستشار في رئاسة الأركان وتولى تقديم استشارات لها علاقة بإعادة الهيكلة. ويبدو أن المستشار البريطاني قرر الإقامة لفترة من الوقت في عمان وعدم المغادرة خصوصا وأنه ظهر في مناسبات رسمية عدة.
وورد أيضا: أكدت مصادر مطلعة أن قرارا صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي يقضي بإنهاء خدمات المستشار البريطاني أليكس ماكنتوش والذي كان يحمل رتبة عميد. وقد نشر الخبر في 2019/10/27.
أو خلف الإدارة السياسية سواء بمستشارين سياسيين أو من خلال الوسط الإنجليزي العريق، وأغلب التواصل كان في بداية الأمر مباشراً من النظام السياسي في الأردن مع بريطانيا من خلال الزيارات المباشرة للملك حسين ولقاء أركان الدولة الإنجليزية وأخذ الخطط والأساليب لمقاومة الدخول إلى الأردن.
وسنرى في حلقات قادمة كيف خططت أمريكا لأخذ الأردن من بريطانيا...
بقلم: الأستاذ المعتصم بالله (أبو دجانة)

No comments:

Post a Comment