Saturday, October 26, 2019

النصر سيكون حليف المؤمنين حقا، وليس حليف الخائنين

النصر سيكون حليف المؤمنين حقا، وليس حليف الخائنين

الخبر: التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي ووقعا مذكرة مهمة تخص موضوع شمال سوريا، وتتضمن المذكرة انسحاب القوات الكردية خلال مئة وخمسين ساعة من الحدود التركية إلى مسافة ثلاثين كيلومتراً، وبعد أن تنتهي المئة وخمسون ساعة تبدأ دوريات روسية تركية بالانتشار في الداخل السوري بعمق عشرة كيلومترات ضمن عملية نبع السلام.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها ستضع خمس عشرة نقطة تفتيش من الحراسة السورية على الحدود مع تركيا. (سبوتنيك، 2019/10/23م)
التعليق:
في هذا الصدد نرى كلام وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو عن عملية نبع السلام في الشمال السوري "تحظى عملية نبع السلام في الشمال السوري بموافقة وقبول كل من أمريكا وروسيا"، نرى كلامه هذا أكبر دليل على أن أمريكا استخدمت كلاً من روسيا وتركيا في هذه العملية لتمرير مخطاطاتها القذرة، وكما لا يخفى على أحد فإنه لم يحدث أي تغيير بعد كل من عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام سوى استيلاء نظام الأسد على المزيد من التراب السوري. فبعد عملية درع الفرات سيطر النظام السوري على حلب، وبعد عملية غصن الزيتون سيطر على الغوطة والقنيطرة وجزء من ريف حماة، والآن بعد عملية نبع السلام يراد له أن يسيطر على الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، بالنظر في كل هذا خلال مئة وخمسين ساعة انسحاب القوات الكردية على عمق ثلاثين كيلومتراً عن الحدود التركية، وبعدها بدأت عملية نبع السلام والتقدم باتجاه الغرب والشرق السوري بعمق عشرة كيلومترات عن الحدود مع تركيا، وانتشار دوريات روسية تركية ووضع خمس عشرة نقطة مراقبة من حرس الحدود السورية في هذه المنطقة، كل هذا وغيره دليل على أن بدء عملية نبع السلام ونهايتها وكيفيتها واتخاذ القرار بهذه العملية لم يكن من السلطات التركية. وبالنهاية نتيجة هذه العملية بالتأكيد ليست لصالح المسلمين في سوريا، وإنما هي لصالح رأس الكفر أمريكا، وعميلها في سوريا.
ومع أن كل شيء واضح وصريح بهذا الشكل، وعلى الملأ، ولكن الحكام الذين هم في السلطة الآن يحاولون إقناع المسلمين في سوريا خصوصا وباقي المسلمين عموما بأن هذه العملية هي من أجل مصلحة الأمة الإسلامية، لكن العكس هو الصحيح؛ فهم بهذه العملية يخدمون أسيادهم في الغرب من أجل الحفاظ على مواقعهم ومناصبهم ليس إلا، وفي ضوء هذه الأحداث والحقائق أناشد الأمة الإسلامية، أناشد المسلمين والمسلمات في جميع البلاد الإسلامية: بقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة الصف: ١٣]، نعم النصر هو من نصيب المؤمنين، لكن أي مؤمنين:
- النصر ليس حليف الصامتين عن احتلال الكفار للبلاد الإسلامية وعن قتلهم المسلمين بأبشع الجرائم وعن اعتداء الكفار على أعراض المسلمات وعلى رمي المسلمات أنفسهن في البحر كي لا تمسهن أيدي الكفار، ولم يكتفوا بكل هذا بل يقيمون علاقات التعاون مع دول الاستعمار الكافرة، ولكن النصر سيكون حليف المؤمنين الذين يسعون لتنصيب خليفة شجاع القلب يقطع يد الكفار عن المسلمين وأعراضهم ولا يحاربهم على شاشات التلفزيون فقط.
- النصر ليس من نصيب من يطلق رصاصته على طفل بريء ويرديه قتيلاً على الشاطئ، ولا من نصيب من لا دم له يتحرك عندما يسمع استغاثات طفل يسأل أمه من جوعه "هل إذا ما مت سيعطونني الطعام في الجنة؟"، وإنما النصر حليف المؤمنين التواقين المشتاقين لقدوم خليفة عندما يسمع بالظلم يقول للظالم "قف عند حدك وإلا جاءتك جيوشنا".
- النصر ليس حليف حكامنا الذين يسعون جهدهم لسرقة أموال شعوبهم وتنمية ثرواتهم إلى مستويات غير معقولة وترك شعوبهم غارقة في العمل من أجل تحصيل لقمة عيشهم وأقل من ذلك، بل النصر هو حليف المؤمنين الذين تتوق أفئدتهم إلى خليفة يسأله الناس يا أمير المؤمنين لم يبق من يحتاج الزكاة فنعطيه إياها فيقول أمير المؤمنين انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طائر في دولة الإسلام، إلى خليفة يرفض ما لذ وطاب من الأطعمة ويقول لبطنه قرقري ما شئت فلن آكل من شيء لا يأكله أفقر شخص من رعيتي.
- النصر ليس من نصيب الساكتين والراضين عن احتلال يهود للأرض المباركة وتنجيسهم لها، وإنما النصر هو حليف المؤمنين الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يقودها خليفة يقول "لئن يقطعوا جسدي إربا إربا أهون علي من أن أفرط بشبر واحد من تراب فلسطين".
- النصر ليس حليف من يسمع صرخات المسلمين وآهاتهم في جميع البلاد الإسلامية ويشهد على ظلمهم وقتلهم وارتكاب أبشع المجازر بحقهم ويصمت على كل ذلك ويرضى بهذه الحياة الفانية ويتخلى عن الدعوة إلى الله، كل هذه المصائب علاجها واحد هو وصفة النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، النصر هو حليف المؤمنين الذين يرون أن نهضة المسلمين لا تكون إلا بدولة الخلافة الراشدة ويعتبرون هذه القضية هي قضية حياة أو موت، اللهم انصرنا وثبت أقدامنا وأكرمنا بدولة الخلافة الراشدة. آمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان
  28 من صـفر الخير 1441هـ   الموافق   الأحد, 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment