Sunday, October 20, 2019

مؤشر الفتوى يتمادى في الغي ويتقصد تزييف الحقائق

مؤشر الفتوى يتمادى في الغي ويتقصد تزييف الحقائق

الخبر: في حوار له على بوابة أخبار اليوم الاثنين 2019/10/14م، عرض طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى بحزب التحرير قائلا (ناهيك عن خطاب حزب التحرير وما يحمله من أفكار متطرفة تتشابه مع تنظيمي داعش والقاعدة؛ وبالتالي قد يكون البذرة الأولى لانتقال الأفراد من العنف الفكري إلى القيام بأعمال إرهابية)، كما ذكر ما كشفت عنه نتائج المؤشر حول النشاط الإفتائي للتنظيمات الإرهابية وجاء حزب التحرير بنسبة 12%. موضحا أن 100% من تلك التنظيمات تستغل الفتوى لتحقيق أهدافها كما أنها تحرّض أتباعها على القيام بالعمليات الإرهابية.
التعليق:
لسنا هنا في موضع رد اتهام ولا دحض شبهة، فحزب التحرير كما عرف عن نفسه منذ نشأته أنه حزب سياسي مبدؤه الإسلام فالسياسة عمله والإسلام مبدؤه، وهو يعمل في الأمة ومعها من أجل استئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ تطبق الإسلام في الداخل وتحمله للعالم كما حمله الصحب الكرام رضوان الله عليهم رسالة هدى ونور يخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ﴿الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، وهذا خطاب تكليف للنبي ولأمته من بعده ولا يتم هذا التكليف بغير دولة تحمله كما حمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، وهذا ما فهمناه وما نسعى ليكون بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي أقام بها دولته، فهل ترى فعل النبي إرهابا فكريا يا مدير المؤشر؟!
مؤشر الفتوى الذي دأب على تشويه صورة حزب التحرير وكأنه يحرض النظام ومن خلفه عليه مدعيا أن أفكاره التي يحملها ويروج لها هي "البذرة الأولى لانتقال الأفراد من الإرهاب الفكري نحو القيام بأعمال إرهابية"، وتناسى القائمون عليه أن ما يحمله الحزب من أفكار الإسلام التي درسوها في الأزهر والتي نتحداهم أن يثبتوا بطلانها أو بطلان ما ندعو إليه من وجوب إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة دولة واحدة لكل المسلمين لا تعترف بحدود سايكس بيكو ودويلاتها، دولة تحكم بالإسلام كاملا شاملا غير منقوص بكل أنظمته في الاقتصاد والسياسة والحكم والتعليم والصحة، دولة ترعى الناس حقا على أساس الإسلام وتعيد في الناس سيرة الفاروق عمر وعدله.
وإننا نسألكم أيها القائمون على مؤشر الفتوى: أيهما أهدى دولة تحكم بالإسلام وإن أساءت تطبيقه (رغم أن هذا ليس ما ندعو إليه) أم دولة تحكم بقوانين الغرب التي وضعها البشر وإن أحسنوا تطبيقها؟! وهل يمكن أن يقام في الأرض عدل بدون تطبيق الإسلام بكل أحكامه؟! وهل يمكن أن تتحقق مقاصد الشرع بغير أحكام الإسلام وتطبيقها لتكون منهج حياة للناس؟!
أيها القائمون على مؤشر الفتوى! إن تحقيق مقاصد الشرع مستحيل بدون تطبيق أحكام الإسلام، ولا عدل ولا أمان للناس إلا في ظل أحكام الإسلام وقوانينه التي ترعاهم حقا وتضمن لهم إشباع حاجاتهم وغرائزهم على الوجه الصحيح الذي يرضي ربهم وتطمئن له نفوسهم، أما الإرهاب الذي تزعمون فهو صناعة الغرب ونتاج أنظمته التي أصبحتم جزءا منها وعنها تدافعون، والتي تطبَّق على بلادنا بالجبر والقهر والقمع، ولكن الأمة الإسلامية أمة حية لا تموت ويرتقي وعيها يوما بعد يوم، ولولا غياب دولة الإسلام التي تطبق أحكامه ونظامه لما قامت لنظام الغرب وقوانينه في بلادنا قائمة، ولما استطاع الغرب خداع شعوبنا بكم ولا بغيركم من أدواته وأذرعه في بلادنا.
إن أفكارنا التي نعرضها هي أفكار إسلامية وهي موجودة في كتب الفقه والتفسير والسيرة وعلوم الحديث حتى تلك التي تدرس في الأزهر بمدارسه وجامعاته فحاربوها إن استطعتم وأثبتوا للناس ما فيها من خطأ إن وجد! أما اتهام الأفكار وحامليها بالإرهاب فلن ينفعكم لا أنتم ولا من هم خلفكم ولا سادتهم في الغرب الكافر، فعودة الخلافة أمر حتمي نثق فيه ونعلم يقينا أنه سيكون بنا أو بغيرنا، وإن كنا نطمع أن تكون بنا فنفوز فوزا عظيما.
يا أهل مصر الكنانة! إن حزب التحرير لكم ناصح أمين وهو منكم الرائد الذي لم ولن يكذبكم، ومحاولات التعتيم على فكرته تارة، وتشويهها ووصفها بالإرهاب والتطرف والتكفير تارة أخرى هي محاولات رخيصة للحيلولة بينكم وبين ما يحمله الحزب من أفكار الإسلام الكفيلة بتغيير وجه الأرض كله وتعديل موازين القوى لصالح أمتنا المغلوبة المقهورة وإعادتها سيدة الدنيا كما كانت بالإسلام، عقيدته ونظامه وأحكامه التي أعزكم الله بها أول مرة، فلا تسمعوا لمن يبيعكم الوهم ويسوقكم راكعين لحكام خونة عملاء أجراء للغرب الكافر يرعون مصالحه ولو على أجسادكم، واحتضنوا الفكرة التي ترضي ربكم عنكم وتوافق فطرتكم ووحدها التي تصلح حالكم، وحرضوا أبناءكم في الجيوش على نصرتها منحازين لأمتهم عسى أن تقام بكم من جديد فيكون العز والتمكين في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. اللهم عجل بها واجعلنا من جنودها وشهودها. اللهم آمين
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلِهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
  20 من صـفر الخير 1441هـ   الموافق   السبت, 19 تشرين الأول/أكتوبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment