Sunday, May 26, 2019

هل رؤية 2030 تحتضر في غرفة الإنعاش وأوراقها تتساقط؟

هل رؤية 2030 تحتضر في غرفة الإنعاش وأوراقها تتساقط؟

الخبر: معالي الأستاذ بدر العساكر ضيف برنامج الليوان مع عبد الله المديفر (حكايا مسك والشباب) – تسجيل اللقاء على موقع يوتيوب 22/5/2019م
التعليق:
مع تصاعد الأزمات والإخفاقات في تحقيق أهداف رؤية 2030 المستحيلة، ومع مرور الوقت والسنين والأحوال باقية على وضعها السابق من دون أي تحسن، ومع خوف الحكومة المتزايد من نفاد صبر الناس عليها وانفجارهم بشوق نحو الإسلام، مع كل هذه الظروف تأتي المقابلة المشار إليها في الخبر، وأهمية اللقاء تأتي من جوانب عدة يجب الإشارة إليها ناحية المحتوى والمضمون.
أما من ناحية المضمون، فالشخصية الضيف هو رئيس المكتب الخاص لمحمد بن سلمان، وهو المعروف بقلة ظهوره الإعلامي ولعلها تكون هذه المرة الأولى التي يخرج فيها بلقاء علني كهذا، وهو الأمر الذي علق عليه المتابعون بشكل كبير على أنه يأتي في خانة التلميع والتبييض لشخص محمد بن سلمان والإنجازات الوهمية التي يسمع عنها الناس ولا يرون أي واقع لها، وأن اللقاء في مجمله ما هو إلا ترديد للشعارات الصاخبة والكلمات الرنانة والطموحات الكاذبة، فهذا الوقت يحتاج للعمل على التلميع والتبييض أكثر، حتى وإن تطلب الأمر التضحية بشخصيات معينة من الحاشية المقربة.
على هذا النحو ومن متابعة الزخم الإعلامي المتناقص حول رؤية 2030، يمكن أن نفهم من المقابلة، أن القائمين على هذه الرؤية في المرحلة السابقة مثلا، صاروا كأوراق الشجرة الذابلة والتي تبدأ أوراقها بالتساقط شيئا فشيئا، واحدة تلو الأخرى.
وأيضا فمن ناحية المضمون، فالقناة المستضيفة وتحديدا هذا البرانامج، صار معروفاً لدى الناس في بلاد الحرمين - وخصوصا في هذا الشهر الفضيل - بأنه مختص في استضافة الشخصيات المشبوهة كالقرني والأصقه والهويرني وغيرهم، ولذلك فإن حضور شخصيات رسمية محسوبة على الدولة بهذا القدر، يعتبر إقرارا صريحا من الدولة بالأفكار التي يناقشها هذا البرنامج وسكوتا عنها وعن أصحابها بل وحتى تأييدهم.
أما من ناحية المحتوى، فقد جاء في المقابلة الكثير جدا من الأفكار المخالفة للهوية الإسلامية التي ارتضاها رب العالمين للمسلمين، مثل الأفكار عن العمل التطوعي والجمعيات الخيرية غير الربحية، وهي المفاهيم التي تسربت إلى الأمة الإسلامية عن طريق الثقافة الغربية وبدلت مفاهيم الناس عن هذه الأمور في الإسلام، فصار الناس يتصورونها أنها لا تخالف الإسلام أو أنها اختراعات غربية ولا يوجد لها ما يوازيها في الإسلام، ولعل القصة التي ذكرها بدر عساكر عن رحلة محمد بن سلمان إلى أمريكا وتأثره بنظام الجمعيات الخيرية فيها، دليل واضح على مصدر الأفكار وطبيعة حامليها وأهدافهم، والتي لا تسعى إلا لأن ترسم الهوية الغربية في أوساط البلاد الإسلامية وإحلالها محل الهوية الإسلامية.
وهنا وعلى الهامش نسأل: إذا كانت بلاد الحرمين بكل خيراتها وأموالها تحتاج لأن تركز على العمل الخيري ومساعدة الناس، فالسؤال البديهي الوارد هنا، أين تذهب كل هذه الأموال المنفقة، هل أعطيناها لأمريكا والغرب لكي نأخذ ثمنها أفكارا سخيفة ويأخذ هو فيها مدخلاً يتقوى به علينا؟
إن الرد على كل فكرة وردت في المقابلة يمكن اختصاره في سطور بسيطة قليلة، فالدولة الإسلامية - القادمة بإذن الله - لن تكون بحاجة لمثل هذه الجمعيات الخيرية المشبوهة، والأعمال التطوعية الفارغة، واللعب على المشاعر والأحاسيس بين الناس، فدولة الخلافة الراشدة، هي دولة رعاية، تقوم على رعاية شؤون الناس في الداخل وحمل الدعوة الإسلامية إلى الخارج، فهي ليست بحاجة إلى أعمال وأنظمة خيرية مستمدة من الغرب، فالإسلام فيه ما يكفي من الخير والهدى والنور ليشمل البشرية كافة.
إن ما يحتاجه الناس في هذا الزمان، هو التفكير في حل مشاكلهم في هذه الحياة الدنيا وفق نظام الإسلام، وأن يبحثوا في نظام الإسلام عن حل لكل جزئية من جزئيات حياتهم ومعاشهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين
  20 من رمــضان المبارك 1440هـ   الموافق   السبت, 25 أيار/مايو 2019مـ

No comments:

Post a Comment