Monday, August 27, 2018

مع الحديث الشريف: تملك الأرض

مع الحديث الشريف: تملك الأرض

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ» (سنن أبي داوود 2721) 
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بإحدى سبل التملك في الإسلام، فعليه الصلاة والسلام يخبر بأنه من أحاط قطعة أرض ليست لأحد ولا منتفع منها وليست ملكًا للدولة أو حددها بشيء، تصبح له. وهذا من طرق التملك المشروعة التي أباحها الشرع حثًا للناس على إعمار الأرض وعدم تعطيلها، كجزء من استخلاف الناس فيها.
هذا الحكم معطل هذه الأيام، فالأراضي إما مملوكة لأفراد، أو مملوكة للدولة تتصرف بها كيفما شاءت أو رغبت. وهذا غريب عن الأحكام الشرعية، فلا يحق للدولة أن تمتلك كل شيء وتمنع الناس من الانتفاع به أو تملكها، ولا تسخرها الدولة بما يعود على الناس بالفائدة. كل الأحراش وأراضي البترول باتت أملاك الدولة، ليس للشعب فيها حق، يشرعون ما لم يشرعه الله، ويقسمون الأملاك غير تقسيمها الشرعي.
إن هذا الفساد والظلم مما جنته الأمة من عدم تطبيق شرع الله عز وجل، والجهل بالأحكام الشرعية.
الله نسأل أن يعجل لنا بمن يحكم بكتابه، ويعيد الحقوق والملكيات لأصحابها، وأن يرفع عنا ظلم الكفر وأعوانه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
   17 من ذي الحجة 1439هـ   الموافق   الثلاثاء, 28 آب/أغسطس 2018مـ

No comments:

Post a Comment