Sunday, September 24, 2017

نظام التعليم في تركيا – من المقلاة إلى النار!

نظام التعليم في تركيا – من المقلاة إلى النار!
(مترجم)

الخبر: "لا أريد هذا الشيء "TEOG" بعد الآن، وإني أجده خاطئاً". هكذا تحدث أردوغان... وفي اليوم التالي، ألغي قرار امتحان العبور من التعليم الأساسي إلى التعليم الثانوي.
التعليق:
قال أردوغان للصحفيين: "لا توجد عقبة أمام إزالته فورا. إنها مسألة بسيطة جدا". وفجأة أدرك أخيرا رئيس الوزراء ووزير التعليم والمثقفون الراديكاليون الموالون للحكومة: أن "TEOG" يجب إلغاؤه فورا، وحتى إنهم قد تأخروا!!... هذه هي طريقة التعليم في تركيا: الرئيس يأمر والحاشية يُهرعون للتلبية!! خلال السنوات العشرين الماضية، تغير 11 وزيرا، ستة منهم خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية وحده. وبالتحديد، منذ عام 2004، تم تجديد المناهج الدراسية والبرامج التعليمية خمس مرات! وعلى وجه الخصوص أصبح "TEOG" بحماسية في المقدمة، "عملنا كثيرا عليه، سألنا الجميع، وإنه سيعمل على تغيير النظام من الجذور...".
على مدى السنوات الأربع المنصرمة، تم تعيين ما يقرب من 1.3 مليون طفل للاختبار كل عام، والتنافس من أجل الحصول على أفضل تعليم في أفضل المدارس الثانوية في جميع أنحاء تركيا. وقد تسبب هذا الامتحان في الكثير من القلق، والدموع، والضغط النفسي والأعباء المالية الإضافية للكتب الإعدادية والدورات الدراسية للأطفال وأسرهم. حتى إن الأطفال يمضون الثلاثة شهور من العطلات الصيفية في الدورات الخاصة بدلا من الاستمتاع بأوقات فراغهم مع الأقارب أو الأصدقاء أو اكتشاف الهوايات وتطوير مهارات جديدة. وبشكل مفاجئ، يكون الاستثمار القيّم لهذه العائلات قد ذهب مع الرياح هباءً منثورا، وبدلا من ذلك تم استبدال التباسٍ جديد به، وبالتالي أي نوع من الامتحانات ستتُّبع الآن؟ كيف سيتم تشكيل معايير الوصول إلى المدارس الجيدة؟
لقد اقترحت وزارة التعليم بالفعل امتحانات خاصة لكل مدرسة، أيضا إمكانية القبول حسب مكان الإقامة، وبالتالي فإن ذلك قد أجبر الآباء وأطفالهم على الذهاب إلى مدارس لا يريدونها. وفي غضون ذلك، رحبت بعض مدارس النخبة بقرار إلغاء "TEOG"؛ لأنها ستمكنهم في نهاية المطاف من اختيار طلابهم من أجل إرساء وتسليط الضوء على ثقافة المدرسة، أهدافها وأسلوبها (المعاهد التعليمية باسيسير اغور) وهذا يعني أن يتم اختيار فقط أطفال الأسر التي تتلاءم مع الأيديولوجية العلمانية الحديثة غير الإسلامية التي تروج لها المدرسة. وفي ظل التفاوت السائد حاليا وتدني نوعية التعليم، ونقص عدد الفصول الدراسية، ونقص عدد المدرسين ونوعيتهم والمواد التعليمية، وعدم فعالية وكفاءة المدرسين، ونظام التعلم عن ظهر قلب (التحفيظ)، والمناهج الدراسية الخاطئة، والمعيبة، والعلمانية التي لا تلبي التوقعات والتطلعات الإسلامية للأسر، بذلك فإن هذا القرار يسهم في جعل التعليم كسلعة يتم تسويقها.
وبالتالي فإن التعليم عالي الجودة سيخصَّص للأسر ذات الدخل المرتفع، في حين إن مدارس النخبة العالية مثل مدينة إسطنبول التي عمرها 536 عاما أو الأكثر حداثة مثل معهد باسيسير، حيث ستكون متاحة فقط للعائلات التي تمتثل لـ"ثقافة" هذه المدارس. مما سيضطر العدد الأكبر من الطلاب إلى قضاء مدة عقوبتهم في التعليم الإلزامي لمده 12 عاما، مما ينشىء جيلا جديدا من القوى العاملة الرخيصة والميئوس منها.
وبذلك، فإن التعليم يتطلب أولا تغييرا في أيديولوجيته، وطالما أن الهدف الأساسي للتعليم في تركيا هو حث الشباب على العلمانية، فإن السياسيين والمدربين لن يتمكنوا من التركيز على تحسين نوعية النظام التعليمي. فإن الهدف الأساسي للتعليم في تركيا هو إضفاء الطابع العلماني على شبابها في المناهج الدراسية المستحدثة حديثا. فقد أزالت نظرية التطور من المناهج التعليمية، وفي الوقت نفسه فرضت الدروس المستفادة من الديمقراطية على جميع المستويات؛ ومنها: العلمانية والحوار بين الأديان في دروس الدين؛ والمسائل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في علم الاجتماع؛ وحتى قصص آلهة أخرى، مثل "إله الموسيقى" في درس الموسيقى وغيرها الكثير...
هكذا هي الطريقة التي يفي بها هذا النظام التعليمي بوعده في تنشئة "شباب ملتزمين"... نظام التعليم الذي يقيس التفاني مع شروط العلمانية والتدين، وفي الوقت ذاته يحرم الشباب من الحصول على التعليم الجيد، سوف يقفز دائما خارج المقلاة إلى النار!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
  5 من محرم 1439هـ   الموافق   الاثنين, 25 أيلول/سبتمبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment