Friday, May 27, 2016

لا نموذج النظام الرئاسي الأمريكي ولا البرلماني البريطاني سيجلبان الازدهار لهذه الأمة

لا نموذج النظام الرئاسي الأمريكي ولا البرلماني البريطاني سيجلبان الازدهار لهذه الأمة

(مترجم)
 الخبر: صرح رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء داوود أوغلو أنه لن يرشح نفسه للرئاسة في مؤتمر الحزب غير العادي والذي سوف يتم تنظيمه في الثاني والعشرين من مايو. (المصدر: وكلات أنباء).
التعليق:
يبدو أن رئيس الوزراء داود أوغلو قد فاجأ الجميع من خلال تنظيم المؤتمر وإعلانه أنه لن يرشح نفسه رئيسًا في المؤتمر. حيث ألقى الجميع في منحنى، إذ لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة. نعم، يعرف الجميع أن هناك بعض الصراعات بين أردوغان وداود أوغلو ولكن لا أحد يتوقع مثل هذه النتيجة. ونلاحظ أن الصراع بين أردوغان وداود أوغلو أساسًا على موضوع النظام الرئاسي. فالمواضيع الأخرى ليست ذات أهمية حيث إن الأمر كله متأتٍّ من موضوع النظام الرئاسي.
موضوع الرئاسة أمر ضروري بالنسبة لأردوغان وأمريكا ومن الخطأ النظر إلى الموضوع باعتباره مسألة شخصية لأردوغان؛ فالمهندس الرئيسي لهذا النظام هو أمريكا. بدلاً من النظام البرلماني البريطاني، تريد أمريكا نظامًا رئاسيًا سيعمل دون قيد أو شرط على تنفيذ مصالحها في تركيا. وقد حاولت أمريكا إنجاز هذا المشروع مع أوزال في ولايته الرئاسية ولكن بعد وفاة أوزال تم تأجيل هذا المشروع. والآن تريد أمريكا تحقيق ذلك من خلال أردوغان. بعد زيارة أردوغان الأخيرة لأمريكا، تم طرح هذا الموضوع مرةً أخرى وحاول تشكيل رأي عام لصالحه. من هذا نفهم أن أمريكا تمارس الضغط على أردوغان لتسريع هذه العملية.
في الحقيقة إن الأزمة بين أردوغان وداود أوغلو ليست حقيقية. نعم، ربما أراد داود أوغلو أن يفعل بعض الأمور في الحزب ولم يسمح بها أردوغان، ولكن في النهاية كلاهما يعملان من أجل تحقيق نفس الأهداف في السياسة الأمريكية. الصراع ليس على الموضوعات الأساسية، وإنما هو على كيفية تطبيقها والطرق المستخدمة لذلك. في حين إن داود أوغلو يريد النظام الرئاسي ولكنه فقط يريد إعطاء الأمر مزيدًا من الوقت. شعر أردوغان بعدم الارتياح من ذلك وأنزل داود أوغلو بأدب. حيث إن أردوغان يريد النظام الرئاسي في أقرب وقت ممكن. حتى إنه وضع موضوع "الرئيس مع الانتماء الحزبي" على جدول الأعمال. أعتقد أنه لهذه الأسباب قام مؤيدو أردوغان برفع "ملف البجع" للعامة بهدف جعل داود أوغلو يتخلى عن رئاسة حزب العدالة والتنمية وعن كونه رئيسًا للوزراء، بسبب هذا الملف، أعلن داود أوغلو عن التخلي. يعتبر داود أوغلو المسؤول الوحيد عن بعض السياسات.
 أما بالنسبة لتصرفات الإنجليز قبل هذه الأحداث، والتمديد السياسي للإنجليز، هدد رئيس حزب الشعب الجمهوري أنه سوف يفعل كل ما في وسعه، وصرح أن النظام الرئاسي لن يتم بدون إراقة الدماء. في حال نفذ أردوغان وأمريكا النظام الرئاسي بطريقة ما، فإن النفوذ الإنجليزي على تركيا سينتهي بالتأكيد. هذا هو السبب في استخدام الإنجليز كل الوسائل المتاحة لهم لمنع النظام الرئاسي من أن ينفذ في تركيا، بل ومن الممكن ربط الإرهاب وأعمال العنف بهذا الأمر.
على الرغم من كل التلميحات والضغوطات التي أشارت إلى أن وزير النقل بينالي يلديريم سيكون رئيسًا للحزب ورئيسًا للوزراء في مؤتمر 5/22، فإنه في الواقع لا يهم من سيصبح رئيسًا للوزراء. فإن كل من سيأتي من الرؤساء ورؤساء الوزراء بعد الآن هم فقط للعرض ولن يعارضوا أردوغان في أي شيء ولن يفعلوا أي شيء خارج أوامره.
 الخلاصة هي أن النظام الرئاسي الأمريكي والنظام البرلماني البريطاني كليهما نظامان غير إسلاميين، ولن يخرجا بشيء جيد للأمة. إن أمريكا وبريطانيا دولتان استعماريتان تعملان لعدم عودة الإسلام إلى واقع الحياة. ولذلك على المسلمين ترك جميع الأنظمة التي هي من صنع البشر والانضمام لصفوف العاملين من أجل إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي هي الخلاص للبشرية جمعاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 يلماز شيلك
20 من شـعبان 1437هـ   الموافق   الجمعة, 27 أيار/مايو 2016مـ

No comments:

Post a Comment