Monday, October 26, 2015

خبر وتعليق: فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين وحافظ عليها عبد الحميد فمن سيحررها مرة أخرى؟

خبر وتعليق: فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين وحافظ عليها عبد الحميد فمن سيحررها مرة أخرى؟

الخبر: اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن أي تهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي بيد الاحتلال اليهودي. كما أكد أن القدس والمقدسات والحفاظ على الوضع القائم التاريخي ووقف اعتداءات المستوطنين، الخطوات الأولى التي يجب أن يقوم بها كيان يهود، قبل أي عمل. وشدد على أن المطلوب من حكومة الاحتلال الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وقال "سنرى إذا ما كان الجانب الإسرائيلي سيقوم بأي إجراءات جدية، حتى يمكن التعامل معها".

التعليق: اعتراف واضح وصريح من رئيس سلطة مهمشة تلعب دور المفعول به وليس دور الفاعل. إنه اعتراف مخزٍ اعتدناه من عباس وأمثاله من حكام المسلمين الذين لا يألون جهدا في تنفيذ أوامر ومقررات دول الكفر الحاقدة على الإسلام والأمة الإسلامية. اعتراف مباشر أن السلطة الفلسطينية ما هي إلا سلطة للتشريفات والاستقبالات وإعطاء التصريحات تلو التصريحات التي لا تزيد عن الشجب والاستنكار على دماء أطفال فلسطين التي تراق ظلما وجورا على يد أنجس خلق الله يهود. ونراهم أيضا يهللون ويصفقون باعتراف كلامي لسلطة صُوريّة من دول لا وزن لها على الساحة الدولية. كما أنهم يعتبرون رفع العلم الفلسطيني انتصارا دبلوماسيا يقرب الشعب الفلسطيني أكثر من حلمه الأكبر المتمثل بإقامة دولة فلسطين، ذلك العلم الذي يكرس انقسام الأمة ويجعل القضية الفلسطينية متعلقة بالشعب الفلسطيني، بيد أنها قضية أمة إسلامية اغتصبت أراضيها المقدسة من قبل يهود أعداء الله.
كيف لعاقل أن يطلب من المحتل أن يحافظ على القدس والأقصى الشريف ومقدسات المسلمين!! كيف لعاقل أن يأمن على حياة المسلمين بين أيدي السفاحين الذين يشمتون برؤية الدماء المضرجة لشهداء المسلمين!
لن نستغرب طلب عباس من كيان يهود الحفاظ على الوضع القائم التاريخي، فشتان بين هذا التاريخ الأسود القائم الذي سُطر على أيدي المتخاذلين من أيام عرفات ومنظمة التحرير إلى يومنا هذا، وبين التاريخ المشرّف أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقائد صلاح الدين.
وإن ظن عباس أن المحتل يتقيد بالمقررات الدولية والاتفاقات الموقعة، فقد خاب ظنه. فكيف لأمريكا أن تنفذ قوانين العقوبات على كيانها المدلل المزروع في قلب العالم الإسلامي للقضاء على المارد الإسلامي القائم إن شاء الله! فهل التزم يهود بقرارات وقوانين حماية الأطفال والنساء وعدم التعرض لهم؟! وحروب دولة يهود على غزة وغاراتها التي شنتها على المدارس والمستشفيات، هل غابت عن ذهن عباس أم أنه لم يسمع بها؟!
هؤلاء حكامكم أيها المسلمون، يهود يعتدون ويجرمون، والحكام لاهون يصفقون لسخافات يعتبرونها إنجازات جساماً، حكام هم لليهود موالون ومهللون. والقلب يمتلئ ألماً وحسرة على ضياع مهابة المسلمين التي كانت في قلوب أعدائهم منهم، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام «ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم».
لقد فقدت الأمة المواقف المشرفة بعد السلطان عبد الحميد ولن يعيدها إلا رجل على شاكلته، فالمواقف المشرفة لا يعرفها إلا خلفاء المسلمين في خلافة راشدة على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى
14 من محرم 1437
الموافق 2015/10/27م

No comments:

Post a Comment