Sunday, June 28, 2015

خبر وتعليق: الطائفية سلاح بيد الغرب

خبر وتعليق: الطائفية سلاح بيد الغرب

الخبر: نقل موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2015/06/26م خبرا تحت عنوان (هجمات دامية تضرب الكويت وتونس وفرنسا)، جاء فيه:
"...وفي الكويت أعلنت وزارة الداخلية الكويتية مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بتفجير استهدف مسجد الإمام الصادق للشيعة، في الكويت. وقال مراسل الجزيرة إن التفجير يرجح أن يكون "انتحاريا".
وقد تفقد أمير دولة الكويت وكبار المسؤولين الكويتيين مكان التفجير في منطقة الصوابر بالعاصمة الكويت. وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان أن أحد عناصره، ويدعى أبو سليمان الموحد نفذ التفجير.
وفي سياق ردود الفعل استنكر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت. وحذر من استهداف دور العبادة تحت أي مسمى، وقال إن هذا الإجرام يفتح باب الفتنة عامة، والفتنة الطائفية على وجه الخصوص."

التعليق: منذ أن بدأت فكرة ما يُعرف بـ"حدود الدم" تتبلور لدى الغرب وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا، أخذت بالعمل على ترسيخ هذه الفكرة من خلال إشعال نار الفتنة الطائفية مستخدمة عملاءها من الحكام وأدواتهم من الكتّاب والعلماء والإعلام، فالكل ينفخ في هذه النار ليزداد لهيبها لتذر المسلمين صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، وأصبح قتل المسلمين على أيدي المسلمين وأصبحنا نشاهد ونسمع أن كلّا ممن يُسمى بالسنة أو الشيعة يفجر ويحرق بيوت الله لا يراعي لها حرمة، بل ويسفك الدم الحرام بحجج واهية أقل ما يقال فيها بأنها أعمال مقززة توجب غضب الله عز وجل وسخطه وعذابه، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٩٣] كل هذا خدمة لمشروع أمريكا بتقسيم وتفتيت المفتّت وعدم الاكتفاء بحدود سايكس بيكو الذي أوجدها الغرب نفسه.
فها هي حدود الدم بدأت تترسم وتظهر جلية في العراق وسوريا واليمن وغيرها من مناطق العالم الإسلامي وذلك من خلال تفريغ هذه المناطق من التداخل السكاني وجعل كل منطقة تختص بطائفة معينة تقاتل وتهجر كل طائفة الأخرى، وأمريكا تؤجج هذه الحروب وتزيدها اشتعالا خدمة لمصالحها وفكرتها الرئيسة وهي المزيد من تقسيم بلاد المسلمين، وهذه الفكرة ليست ضربا من الخيال وإنما تسعى أمريكا ومن ورائها الغرب الصليبي الحاقد إلى تأصيلها وجعلها حية على أرض الواقع، ولا أدل على ذلك من أنها تدافع عن هذه الطائفية المذهبية السياسية وتدعو لها وتعطي غطاء سياسيا وربما عسكريا لعملائها كبشار الأسد وطائفته العلوية والحوثيين وطائفتهم، وتطيل من عمر هذه الحروب الطائفية من أجل رسم حدود جديدة للدول القائمة في العالم الإسلامي، وقد صرح بذلك جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بشكل واضح بأنه (لا بد من تقسيم العراق وسوريا إلى دول طائفية وعرقية).
نسأل الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل أن يحفظ المسلمين ويرفع عنهم ما هم فيه من بلاء وفتن وأن يعجل لنا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقضي على هذه الفتن ومن يحركها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي - فلسطين
11 من رمــضان 1436
الموافق 2015/06/28م

No comments:

Post a Comment