Sunday, June 28, 2015

خبر وتعليق: سقط قناع الديمقراطية وبانت حقيقة الدولة العظمى وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت

خبر وتعليق: سقط قناع الديمقراطية وبانت حقيقة الدولة العظمى وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت

الخبر: ذكر "موقع الصدى" 2015/06/24 أنّ فرنسا تستدعي السفيرة الأمريكية إثر كشف ويكيليكس تجسس أمريكا على الرئاسة الفرنسية.
ويفيد الموقع أنّ باريس قامت باستدعاء السفيرة الأمريكية إثر تسريب موقع ويكيليكس وثائق تفيد بأنّ الاستخبارات الأمريكية تتجسس على الرئاسة الفرنسية الحالية إضافة إلى الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وجاك شيراك.

التعليق: فضيحة تناقلتها وكالات أنباء كثيرة ونشرتها مواقع إلكترونية عديدة: تجسس أمريكا على الرئاسة الفرنسية... نُعِت هذا العمل بـ"فضيحة" وَوُصِف بأنه "غير لائق" من دولة ديمقراطية عظمى كأمريكا وكأنها المرة الأولى التي تقوم بمثل هذا!!!
الفضيحة تسمى كذلك إن كانت الأولى وغير معهودة، لكن تجسس أمريكا على العالم بأسره أمر معلوم ومعهود وتجسسها على رؤساء العالم ووزرائه وكل من لهم وزن في دول العالم ليس بغريب بل هو من صميم أعمالها ومن أوجب اهتماماتها.
فليس ببعيد الضجّة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على إثر تلقيها معلومات تؤكد لها أنّ الولايات المتحدة تجسّست على هاتفها المحمول والتي عابت مثل هذه الممارسات ووصفتها بـ "غير مقبولة بالمرّة".
إنّ الولايات المتحدة حاضنة النظام الرأسمالي والقائمة عليه تسعى من خلال ما تقوم به من أعمال تجسّس على العالم إلى إحكام قبضتها حتى لا تنفلت الأمور من بين يديها وحتى لا تنفكّ القيود المحكمة التي غلّت بها دول العالم وجعلتها تذعن لها وتطأطئ سمعا وطاعة خوفا من غضبها.
رفعت فزاعة الإرهاب في أرجاء العالم وتحت هذا العنوان صارت تتدخل في شؤون الدول الداخلية علنا وتعطي لنفسها وهي الدولة الأم راعية المصالح الحق في التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحتى التدخل العسكري لتحفظ "الأمن العالمي" ولتحقق الديمقراطية في كل الدول وقد قامت بعض الدول بتأمين ذلك لها بالسماح لها بتركيز قواعدها بل سمحت لها بأكثر من ذلك: بالتجسس.
سقط قناعها المزيف كدولة تدّعي الديمقراطية وتدّعي العظمة وبان جشعها وفظاعة تعاملها مع قضايا الشعوب وخاصة الإسلامية منها فكانت تكيل بمكيالين وها هي يتهاوى صرحها العالي وتنكشف ديمقراطيتها المزيفة التي أصمّت بها الآذان فتبرز دولة لا صديق ولا حليف لها أمام مصالحها وأمام مكانتها العالمية التي لا مجال للنيل منها أو تهديدها.
لعل دعوة فرنسا للإعلام وحضور الكاميرا لبث هذه الفضيحة بعد أن كانت تدرس أمهات الأمور مع الدولة العظمى في الخفاء محاولة منها للتعبير عن غضبها من مثل هذه الممارسات، ولكن من المضحك ما تصرح به فرنسا في الآن نفسه من أنّ للدولة الحق في التصنّت على الجمهور من أجل مكافحة الإرهاب... كيل بمكيالين وقياس للأمور والأشياء بمقياسين لأن هذا ما تدعوه الحاجة والمصلحة.
ليس غريبا ما يحدث في عالم تحكمه دولة رأسمالية لا همّ لها إلا التربع على عرش سيادة العالم وقيادته والسيطرة على الشعوب عبيدا ينفذون الأوامر ويحافظون على مصالحها وحكمها ويحفظون صرحها من أن يتهاوى... ولكن تأبى سنة الله إلّا أن تنفذ وأن تنهار هذه الدولة حجرا حجرا لزيفها وبطلانها وهوانها.
يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ [آل عمران].
واليوم ها قد أوشكت شمس الخلافة على الشروق وبان واضحا ضرورتها فضلا عن وجوبها لرفع الظلم عن الإنسانية حتى تحيا عيشة تليق بها وبما حباها به خالقها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت
11 من رمــضان 1436
الموافق 2015/06/28م

No comments:

Post a Comment