Saturday, June 27, 2015

خبر وتعليق: مساعد رئيس حزب النور: "السؤال عن إعادة الخلافة الإسلامية من جديد هو أمر مفخَّخ... والخلافة ليست غاية"!!

خبر وتعليق: مساعد رئيس حزب النور: "السؤال عن إعادة الخلافة الإسلامية من جديد هو أمر مفخَّخ... والخلافة ليست غاية"!!

الخبر: قال نادر بكَّار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، ردا على سؤال عن الخلافة: "إنَّ السؤال عن إعادة الخلافة الإسلامية من جديد هو أمر مفخَّخ".
وأضاف، خلال حواره مع الإعلامي طوني خليفة مقدِّم برنامج "بدون مكياج" على فضائية "القاهرة والناس"، مساء الأربعاء، أنَّ فكرة الخلافة كانت نظامًا جمع أقطارًا إسلامية في زمنٍ بعينه، وانتهت في زمنٍ آخر بشكل فعلي.
وتابع قائلا: "الاتحاد الأوروبي ألغى كل الخلافات بين الدول هناك واجتمعت تحت غطاء واحد، ولو إحنا هنعمل حاجة زي وطن عربي كبير أوافق جدًا، ولازم نعرف إنَّ الخلافة ليست غاية". وأضاف: "إنّ فكرة الخلافة تعرَّضت للتشويه من قِبَل كثيرين وامتطاها أناس كثيرون، وهناك من يعتقد أن نظام إدارة في زمن معين هو الغاية وهذا غيرصحيح...".

التعليق: إن من أشد ما ابتليت به الأمة الإسلامية هو وجود أحزاب وجماعات تجعل من الواقع مصدرا للتفكير، ومصدرا للأحكام، ومصدرا لتحديد الغايات. ومن المعلوم أن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية هو واقع غير إسلامي أوجدته الدول الغربية الكافرة التي كانت حريصة على تشويه صورة الخلافة الإسلامية، وأشاعت بين المسلمين فكرة استحالة إقامتها من جديد. ومن الطبيعي عندما يُجعل هذا الواقع مصدرا للتفكير، وليس مبدأ الإسلام، أن يخرج أمثال حزب النور ليقول: "إن الخلافة ليست غاية" تحت ذريعة أن الخلافة قد شُوّهت، أو تحت ذريعة أنها "نظام إدارة" اتُّبع في زمن معين، وأن هذا النظام غير ملزم لنا في الوقت الحالي.
إن من بدهيات الإسلام أنه هو الذي يحدد للمسلمين الغاية التي يجب أن يسعوا إلى تحقيقها في واقع الحياة.. والإسلام قد فرض على المسلمين الحكم بما أنزل الله، وذلك لا يتأتَّى قطعا بغير دولة، فوجوب الحكم بما أنزل الله وتطبيق الإسلام تطبيقا كاملا يقتضي وجود دولة للقيام بهذا الفرض. وهذه الدولة هي دولة الخلافة، يرأسها خليفة للمسلمين بصلاحيات قد حددها الشرع وبأجهزة بيّنتها النصوص الشرعية.. وهذه الدولة هي الطريقة الشرعية الوحيدة التي حددها الشرع لتطبيق الإسلام في واقع الحياة والدولة والمجتمع.. وكون هذه الطريقة غير موجودة في واقع الحياة، فتكون في هذه الحالة فريضة يجب أن يسعى المسلمون إلى تحقيقها وإيجادها في واقع الحياة.. فقد روى مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». ففي هذا الحديث يُبَيّنُ النبي عليه الصلاة والسلام أن الحاكم بعده الذي يرعى شؤون الناس هو الخليفة، وأمر ببيعة الخليفة للقيام بواجب رعاية شؤون المسلمين بأحكام الإسلام.
وبالإضافة إلى ذلك فقد أجمع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على وجوب مبايعة خليفة للرسول عليه الصلاة والسلام بعد موته، وكذلك بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه.. وبناء على تلك الأدلة وكثير غيرها، لم يكن وجوب إقامة الخلافة ومبايعة خليفة موضع خلاف بين علماء المسلمين.. ونتيجة فهم المسلمين لهذا الواجب العظيم والقيام بتنفيذه استمرت الخلافة الإسلامية منذ وفاة النبي عليه الصلاة والسلام حتى آخر خليفة عثماني عندما تم إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924.
إن وجوب إقامة خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة هو فرض فرضه الله تعالى، ولا يغيّر من ذلك ولا يقلل من شأنه ما تعرضت له دولة الخلافة من تشويه في واقعنا الحالي.. فهناك أحكام شرعية أخرى تعرضت للتشويه من مثل الجهاد في سبيل الله والحدود والأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة وغيرها كثير، فهل يُتخذ ذلك ذريعة للعزوف عن تلك الأحكام وترك العمل على تطبيقها؟؟!!
وبالإضافة إلى ذلك، فدولة الخلافة التي جمعت أقطارًا إسلامية في كيان واحد - كما أشار مسؤول حزب النور- إنما قامت بذلك باعتبار وحدة البلاد الإسلامية في دولة واحدة فرضا فرضه الله تعالى، فقد روى مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ» وفي رواية: «سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ». والواجب يبقى واجبا ولا يتغير بتغير الزمان والمكان.
إن الواجب على حزب النور أن يجعل مبدأ الإسلام مصدرا للأحكام لا الواقع الفاسد، فإن الإسلام إنما جاء ليصوغ حياة الناس بحسب الأنظمة التي جاء بها، وليغير الواقع الفاسد الذي يعيشه الناس فيجعله واقعا سائرا بحسب أحكام الشرع. ولكن أنّى لحزب النور أن يفعل ذلك وهو لم يجعل الإسلام مقياسا له في مواقفه وسياساته؟؟!! قال تعالى:
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا
 10 من رمــضان 1436
الموافق 2015/06/27م

No comments:

Post a Comment