Friday, October 31, 2014

خبر وتعليق: مصل علاج الإيبولا والعقلية الرأسمالية النفعية



خبر وتعليق: مصل علاج الإيبولا والعقلية الرأسمالية النفعية

الخبر: ذكرت الجزيرة نت في 29/10/2014م بأنه "من المقرر أن تبدأ اختبارات مصل تجريبي للإيبولا طورته الحكومة الكندية على متطوعين في أوروبا والغابون وكينيا سريعا. وستسمح منحة بقيمة خمسة ملايين دولار من المنظمة الطبية الخيرية للعديد من الشركاء العالميين تحت إشراف منظمة الصحة العالمية بجمع بيانات سلامة جوهرية للمصل الذي طورته الحكومة الكندية".

التعليق: مصل التطعيم هذا كان قد تم تطويره منذ عدة سنوات في مختبرات شركة تكميرا الكندية بالتعاون مع مختبرات شركة بيوتيك بروفكتوس للعلوم الحيوية Biotech Profectus Biosciences في نيوجيرسي - أمريكا، إلا أنه لم يتم إنتاجه لأنه لم يكن يجدي من الناحية التجارية، لقلة الإصابات، وعدم وجود الطلب الكافي لتمويل التجارب النهائية على الإنسان رغم ثبوت نفع المصل في التجارب على القرود ونجاحه من الناحية العلمية المخبرية.
ويقول جون إلدريج John Eldridge مدير عام شركة بيوتيك، أنه كان قد طلب من الحكومة الكندية دعم المشروع ماديا لإنتاج المصل، ولكنه قوبل بالرفض لعدم تحقق الجدوى الاقتصادية من إنتاجه.
ويضاف إلى ذلك عدم اهتمام شركات الأدوية بإنتاجه دون تسجيل براءة اختراع لهذا المصل، وتوثيقها عالميا في وقت لا يتحقق من إنتاجه منفعة مادية للشركات القادرة على الإنتاج، وتمويل تكاليف تسجيل براءة الاختراع.
بهذه العقلية الرأسمالية النفعية، يتوقف البحث العلمي الرائد بحجة عدم الجدوى الاقتصادية، مؤكدين بذلك على سقم النظام الرأسمالي ودناءة نظرته غير الإنسانية، في وقت يشهدون فيه خطورة المرض وعدد المصابين في بلاد لا تجد الماء للنظافة، ولا الغذاء للوقاية، وذلك بعد أن امتصوا خيرات هذه البلاد من ذهب وألماس ومعادن ثمينة، وتركوا أهلها في العراء بلا دواء.
حسب تقدير الباحث العلمي المخبري في جامعة فاندربيلت في تيناسسي - أمريكا، جيمس كراو James Crowe، فإن أقل من عشرة ملايين دولار كافية لتطوير المصل خلال أربعة أشهر ليكون صالحا للاستعمال البشري. وهنا العجب في أن تنفق مليارات الدولارات في إنتاج وتطوير آلات القتل ونشرها بين الإخوة ليقتل بعضهم بعضا، ولا يتبرعون بفتات لإنقاذ صرعى المرض والمجاعات في أفريقيا وآسيا.
ويضيف جون إلدريج قائلا: والآن يصرخ الجميع "يا إلهي! بأي سرعة يمكن أن ينتج هذا المصل" تلفزيون ARD - ألمانيا
ترى هل صار المصل هذا ضروريا، وذا نفع تجاري بعد أن انتقلت العدوى فأصابت عددا محدودا في دول أوروبا وأمريكا، فأصبح الطلب عليه لإنقاذ حياة المصابين الأوروبيين حثيثا ومغريا، بينما يموت الآلاف من المصابين الأفريقيين من ساحل العاج، وليبيريا، وغيرهما من الدول المعدومة، ولا عائد ولا ربح من إنتاج المصل لإنقاذ حياتهم أو التخفيف عنهم؟
في الدولة الإسلامية وحدها تختفي هذه العنصرية، وتنعدم النظرة النفعية، وينطلق العالِم في مخبره عاملا مجتهدا مخلصا مدعوما من الدولة دون أي تطلع نفعي أو مادي، ويتم إنتاج الدواء لكل البشر، ويوزع على المحتاجين مجانا، حتى يعطى لأعداء الدولة إن لزم الأمر، لإنقاذ الأرواح، ونشر الأمن والطمأنينة في العالم.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس
  07 من محرم 1436
الموافق 2014/10/31م

No comments:

Post a Comment