Saturday, October 25, 2014

خبر وتعليق: الإنتخابات القادمة واجب شرعي ووطني



خبر وتعليق: الإنتخابات القادمة واجب شرعي ووطني

الخبر: تحت العنوان أعلاه، نشرت جريدة "القدس العربي" الخبر التالي: اعتبرت كل من وزارة الشؤون الدينية وديوان الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى وجامعة الزيتونة أن إنجاز استحقاقات الانتخابات القادمة "واجب شرعي ووطني" على كل التونسيين وكل ما يعطلها "محرم شرعا". جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته هذه الهيئات الأربعة، الأربعاء، ووصل الأناضول نسخة منه، بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، الأحد المقبل، والتي ستليها في الـ23 من الشهر المقبل الانتخابات الرئاسية.
وشدد البيان على أنه "أمام بعض المخاطر التي تهدد الاستحقاق الانتخابي، سواء من طرف المجموعات الإرهابية أو من خلال بعض الجهات التي تصدر الفتاوى في تحريم الانتخابات وتحريض الناس على مقاطعتها أو التشكيك في جدواها... فإن وزارة الشؤون الدينية وديوان الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى وجامعة الزيتونة يؤكدون على اعتبار الانتخابات القادمة واجبا شرعيا ووطنيا لما يترتب عليها من مصالح وما يُدرأ بها من مفاسد عن البلاد والعباد".
كما أكد البيان أن كل عمل من شأنه أن يشوش على الانتخابات أو يعطلها يعد من قبيل "المنكر والفساد المحرم شرعا والمجرم قانونا". ودعت الهيئات الأئمة والخطباء إلى حث الناس على نبذ التعصب والعنف والتأكيد على التزامهم التام بالحياد وتجنب الانحياز لأي طرف كان.

التعليق: يعلم الجميع أن النظام في تونس قائم على أساس المبدأ الديمقراطي الرأسمالي العلماني الذي يفصل الدين عن السياسة، أي أن النظام في تونس يفصل الدين عن الحياة والمجتمع، وينحيه عن الدولة والتشريع، وبالتالي فإن الانتخابات المزمع إجراؤها في تونس هي انتخابات ديمقراطية لائكية جاءت لتثبيت هذا النظام العلماني الكافر في هذا البلد الإسلامي.
في حين أن الإسلام الذي يؤمن به أهل تونس، ويدينون له، قد جعل السيادة للشرع، وليس للشعب، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، وقال: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾، وقال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾، ومعنى رده إلى الله والرسول عليه الصلاة والسلام، هو رده إلى حكم الشرع. فالذي يتحكّم في الأُمة والفرد، ويُسيّر إرادة الأُمة والفرد، إنما هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فالأُمة والفرد يخضعون للشرع، ومِنْ هنا كانت السيادة للشرع.
وعليه فإن كلاً من وزارة الشؤون الدينية وديوان الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى وجامعة الزيتونة، وكل من لف لفهم، باعتبارهم أن الانتخابات القادمة واجب شرعي على كل التونسيين وكل ما يعطلها محرم شرعا، يكونون بذلك قد أحلوا ما حرم الله مالك الملك.
لذلك فيا أيها المسلمون في تونس الخضراء لا تكونن حالكم مع هؤلاء كحال بني إسرائيل مع أحبارهم ورهبانهم حيث أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله، فأطاعوهم، فاتخذوهم بذلك أربابا عبدوهم أي أطاعوهم من دون الله، كما أخبر الله سبحانه وتعالى، وكما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم رضي الله عنه، حيث جاء عدي بن حاتم - وكان على دين النصرانية - إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يتلو قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، قال له عدي: ما عبدناهم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألم يحلوا لكم الحرام، ويحرموا عليكم الحلال، فأطعتموهم؟» قال: بلى، قال: «فتلك عبادتكم إياهم».
فحذار يا أهل تونس أن تطيعوا هؤلاء في تحليلهم، بل توجيبهم لما حرم الله، وتحريمهم لما أحل سبحانه، فتكونوا بذلك قد اتخذتموهم أربابا من دون الله، فيلحق بكم ما لحق وسيلحق بهم من خزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر لو يعلمون.
﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
 01 من محرم 1436
الموافق 2014/10/25م

No comments:

Post a Comment