Friday, March 28, 2014

خبر وتعليق: حكومة ولاية الخرطوم تتسول مواطنيها من أجل توفير العلاج وتحتفل بذلك

خبر وتعليق: حكومة ولاية الخرطوم تتسول مواطنيها من أجل توفير العلاج وتحتفل بذلك

الخبر: ورد إعلان في صحيفة اليوم التالي السودانية الصادرة يوم 2014/03/24من ولاية الخرطوم - وزارة التنمية الاجتماعية - هيئة التأمين الصحي، وكان مما جاء فيه: امدد يدك بالخير، اكفل أسرة فقيرة، فقط 40 جنيها في الشهر. وذكر فيه أيضا: الاحتفال بتدشين الأيادي البيضاء وتوزيع 40000 بطاقة علاجية. تقيم وزارة التنمية الاجتماعية - هيئة التأمين الصحي ولاية الخرطوم احتفالها بتوزيع الدفعة الأولى من بطاقات التأمين الصحي للأسر المستهدفة بالكفالة عبر الأيادي البيضاء بالولاية بحضور د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم. انتهى

التعليق: عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». رواه البخاري. حكومة المشروع الحضاري في الخرطوم، حكومة الحركة الإسلامية، تطلب من المواطنين كفالة الأسر الفقيرة! وهي قد أفقرت البلاد والعباد، فالتقارير تقول أن 46% من سكان السودان فقراء! أي أن نصف السكان مطالب بكفالة النصف الآخر، مع العلم بأن هذا النصف ليسوا من الأغنياء! وأما حكومتنا (الرشيدة!) فهي تنظم الاحتفال، وتشكل لجنة لذلك وتصرف الحوافز لأعضائها على حسن التنظيم! ثم تخرج للشارع متسولة المزيد! يا سبحان الله على هكذا حكومات، بئست الحكومة هي!
وصلت الحركة الإسلامية للحكم في 1989/06/30م، أي قبل نحو 25 سنة، طوال هذه المدة لم تستطع أن تؤمن للناس رعاية صحية تليق بابن آدم الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، أتدرون لماذا؟ لأنها لا تملك فكرة واضحة للحكم تسوس الناس على أساسها، فهي تحمل شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع: هي لله هي لله، الإسلام هو الحل، تطبيق الشريعة، الخ. أما كيف تترجم هذه الشعارات لقوانين في الاقتصاد والاجتماع والسياسة فهذا ما لم تفلح الحركة الإسلامية في الإجابة عليه إجابة يرضى عنها ساكنو السماوات والأرض، إجابة نابعة من عقيدة الأمة وشريعتها بعد دراسة واجتهاد صحيحين. فهم قد أخضعوا الإسلام للرأسمالية، فخرجوا لنا بإسلام العقل البشري الناقص المحدود هو صاحب الكلمة العليا فيه يحكم على الأشياء بالحل والحرمة وعلى الأفعال بالحسن والقبح!! أما شرع ربنا فقد حدد أطرا عامة واسعة وجعل لنا أن نملأها بما يصلح حالنا، فحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، كما يدعون!! وكأني بهم لم يقرأوا قول المولى عز وجل: ﴿مَّا فَرَّ‌طْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾، ولا قوله: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾، ولا قوله: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾. وما سمعوا قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
وإذا وجدوا حكما واضحا كالشمس في رابعة النهار كحرمة الربا مثلا، استلوا سيف الضرورات تبيح المحظورات من غمده وحكموا بجواز أخذ الربا جهارا نهارا دون أن تطرف لهم عين. هذا هو ديدن حكومة الحركة الإسلامية منذ أن اغتصبت الحكم في يونيو 1989. لذلك فلأن منطقهم العقيم في فهم الإسلام لا يمكن أن يلد حلولا ناجعة لمشاكلنا اليوم. فالله سبحانه وتعالى هو خالق الكون ومدبر أمره، فمن اعترف له بالخلق لزمه أن يعترف له بالتدبير، ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌﴾. ففصل الدين عن الحياة الذي يعشعش في رؤوس بعض المسلمين وقادة حركاتهم، بلسان الحال على أقل تقدير، هو الذي يفرخ لنا هكذا أحوال وحلول، كالتي بين يدينا من تسول حكومة الخضر مواطنيها فيما يلي الرعاية الصحية التي جعلها الله حاجة أساسية للجماعة في دولة المسلمين. ورد في كتاب مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له، القسم الثاني، وهذا الكتاب من منشورات حزب التحرير، صفحة 18-19:
(أما الصحة والتطبيب فإنهما من الواجبات على الدولة بأن توفرهما للرعية، حيث إن العيادات والمستشفيات، مرافق يرتفق بها المسلمون في الاستشفاء والتداوي. فصار الطب من حيث هو من المصالح والمرافق. والمصالح والمرافق يجب على الدولة أن تقوم بها لأنها مما يجب عليها رعايته عملاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر. وهذا نص عام على مسؤولية الدولة عن الصحة والتطبيب لدخولهما في الرعاية الواجبة على الدولة.
وهناك أدلة خاصة على الصحة والتطبيب: أخرج مسلم من طريق جابر قال: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ طَبِيبًا فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ». وأخرج الحاكم في المستدرك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: «مَرِضْتُ فِي زَمَانِ عُمَرَ بِنَ الْخَطَّابِ مَرَضاً شَدِيداً فَدَعَا لِي عُمَرُ طَبِيباً فَحَمَانِي حَتَّى كُنْتُ أَمُصُّ النَّوَاةَ مِنْ شِدَّةِ الْحِمْيَةِ».
فالرسول عليه الصلاة والسلام بوصفه حاكماً بعث طبيباً إلى أبيّ، وعمر عليه الصلاة والسلام الخليفة الراشد الثاني دعا بطبيب إلى أسلم ليداويه، وهما دليلان على أن الصحة والتطبيب من الحاجات الأساسية للرعية التي يجب على الدولة توفيرها مجاناً لمن يحتاجها من الرعية). انتهى
لكل ما تقدم فقد لزم حملة مشعل التغيير أن يبادروا لهدم الفكر العقيم الذي لا يجعل الأمر لله، وأن يغرسوا في النفوس حقيقة أن الإسلام قد أتى بحلول لكل مشاكل الحياة عظيمها ودقيقها، وأن الخلاص من ضنك العيش وسوء الرعاية الصحية إنما يكون بتطبيق أحكامه كاملة غير منقوصة في دولة تؤمن بالله خالقا مدبرا لا معقب لحكمه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
 27 من جمادى الأولى 1435
الموافق 2014/03/28م

No comments:

Post a Comment