Tuesday, March 25, 2014

معالم الإيمان المستنير م11 معجزات الأنبياء والرسل

معالم الإيمان المستنير م11 معجزات الأنبياء والرسل

أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أيد الله سبحانه أنبياءه بمعجزات، وهي أمور خارقة لقوانين الحياة الدنيا؛ ليثبت صدق نبوتهم. وغالبا ما تكون المعجزة من جنس ما برع فيه قوم النبي. فقوم موسى برعوا في السحر فجعل الله موسى عليه السلام يلقي عصاه فتتحول إلى ثعبان مبين، وقوم عيسى برعوا في الطب فداوى عيسى عليه السلام الأبرص والأعمى وأحيا الموتى بإذن الله، وبرع العرب في البلاغة والفصاحة والشعر فأنزل الله إليهم القرآن، فكان معجزة لهم عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله. ومن معجزات الأنبياء:
أولا: معجزة إبراهيم عليه السلام:
كان إبراهيم عليه السلام لا يقر قومه على ما يفعلونه، فقد كانوا يعبدون الأصنام التي لا تضر ولا تنفع. ذهب إبراهيم عليه السلام يوما دون أن يراه أحد وحطم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله. فلما علم قومه أن إبراهيم عليه السلام هو الذي فعل ذلك أوقدوا له نارا وألقوه فيها، لكن النار لم تحرقه، ولم تؤثر فيه؛ لأن الله سبحانه أمرها ألا تحرق إبراهيم عليه السلام وسلبها خاصية الإحراق، وجعلها بردا وسلاما عليه، قال تعالى: (قالوا حر‌قوه وانصر‌وا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار‌ كوني بر‌دا وسلاما على إبر‌اهيم * وأر‌ادوا به كيدا فجعلناهم الأخسر‌ين). (الأنبياء68-70).
ثانيا: معجزة صالح عليه السلام:
أرسل الله سبحانه صالحا عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فطلبوا دليلا على صدق ما جاء به، فأيده الله بمعجزة الناقة، حيث أخرج لهم من بين الصخور ناقة ضخمة، فآمن البعض، وظل الأكثرون على كفرهم وعنادهم، وعزموا على قتل الناقة، فحذرهم نبي الله صالح عليه السلام من أن يمسوها بسوء؛ فيحل عليهم عذاب الله، قال تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غير‌ه قد جاءتكم بينة من ر‌بكم هذه ناقة الله لكم آية فذر‌وها تأكل في أر‌ض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم). (الأعراف73)
ثالثا: معجزات موسى:عليه السلام
أيد الله تعالى موسى عليه السلام بمعجزات كثيرة، منها العصا قال تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآر‌ب أخر‌ى * قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى). (طه17-20). فبالعصا هزم موسى عليه السلام سحرة فرعون بإذن الله، وبالعصا خرج الماء من الحجر بإذن الله، وبالعصا تحول البحر إلى طريق يابسة لينجي الله المؤمنين من بني إسرائيل، ويغرق فرعون وجنوده الكافرين.
رابعا: معجزات عيسى عليه السلام:
معجزة عيسى عليه السلام كانت علاج الأبرص والأعمى، وإحياء الموتى بإذن الله، وكان يعمل تماثيل من الطين كالطيور، ثم ينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله. قال تعالى: (ور‌سولا إلى بني إسر‌ائيل أني قد جئتكم بآية من ر‌بكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير‌ فأنفخ فيه فيكون طير‌ا بإذن الله وأبر‌ئ الأكمه والأبر‌ص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخر‌ون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين). (آل عمران49) والأكمه: هو الذي ولد أعمى وقد يطلق على من فقد بصره. والكمه: هو العمى. والأبرص: هو من أصيب بمرض البرص، وهو مرض يصيب الجلد.
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 25 من جمادى الأولى 1435
الموافق 2014/03/26م

No comments:

Post a Comment