Friday, June 28, 2013

بهدوء وحكمة : الحراك السياسي في مصر الكنانة حلقة من حلقات إجهاض الثورة وتيئيس الناس

بهدوء وحكمة : الحراك السياسي في مصر الكنانة حلقة من حلقات إجهاض الثورة وتيئيس الناس
المهندس علاء الدين الزناتي 28-6-2013
تمر مصر الكنانة بأحداث سياسية متعاقبة تتزايد وتيرتها حيناً وتخفت حيناً ، ولكنها ما بين التزايد والخفوت تهدف إلى هدف واحد وهو إستمرار إحكام القبضة الأمريكية على مصر والحرص على على عدم خروجها عن الطوع . ولإدراك أمريكا والغرب كله من ورائها ، أن التحرير التام لمصر الكنانة والانفكاك من التبعية الأمريكية إنما هو بتوجه إرادة أهلها المسلمين نحو تحكيم الشرع وتمكين الإسلام في دولة إسلامية تحكم بنظام الخلافة ، ولإدراك أمريكا والغرب من ورائها أن توجه المسلمين نحو هذه الغاية هو أقرب من ردة الطرف لو خلوا بينهم وبين إسلامهم ، قامت أمريكا ، ومازالت ، تقوم باحتواء ثورة مصر الكنانة ، والالتفاف عليها ، وإجهاضها ، مستخدمة أدواتها وحلفائها ، وأساليبها الخبيثة ، في وضع الناس في مصر بين المطرقة والسندان ، مطرقة معارضة تثير الفزع في الناس من الإسلام والإسلاميين ، وتشوه الإسلام بإدعاء وجوده في الحكم لمجرد وجود محسوبين على رأس النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يخالف الإسلام عقيدة وشريعة !!، وسندان إسلاميين يستدعون المسلمين للدفاع عن مشروع إسلامي متصور أو متوهم ولا وجود له ، بل على العكس مع الفارق، فهو ليس مشروعاً إسلامياً بل هو نفس النظام القديم الذي كان حكامه السابقين قابلين لعدم تطبيق شرع الله دون تبرير وبعمالة وواقحة ، والحكام الحاليين الآن قابلين لعدم تطبيق شرع الله مع التبرير بالاعتدال والوسطية التي لا تغضب أمريكا ولا كيان يهود إسرائيل ، فتحفظ لهم مصالحم وسلامهم ، وليت أمريكا ويهود رضوا بذلك ، ولكن هيهات هيهات!. وبين المطرقة والسندان ، مطرقة المعارضة ذات الصوت العالي والقوة المادية ، وسندان الإسلاميين والرضوخ لوهم الدعاية الغربية في الإعتدال والوسطية في الإسلام ، وقبول أن يكون لإسلام متهماً بين الإعتدال والأنحراف ، والوسط والتطرف ، مع أن الإسلام إسلام واحد ليس فيه هذه الأوصاف ، فبين هذه المطرقة وهذا السندان يتم تيئيس الناس وإحباطهم لإجهاض ثورتهم ضد الظلم والطغيان الناتجين من الهيمنة الأمريكية على النظم السابقة في مصر ، وكان لابد لأمريكا من إجهاض الثورة ، ومعاقبة أهل مصر على تجرؤهم على كسر حاجز الخوف ، ومحاولة الانعتاق من الحظيرة الأمريكية .
أيها المسلمون في في مصر الكنانة :
نناشدكم أن يكون تمردكم وتجردكم لله ، فلا تتمردوا ولا تثوروا إلا من أجل إقامة شرع الله وتمكين دينه في مشروع إسلامي حقيقي يحقق السعادة في الدنيا والأخرة ، وهو مشروع الدولة الإسلامية دولة الخلافة ، التي يعمل حزب التحرير لإقامتها ، فلقد جربتم الثورة دون أن يكون لكم قيادة فكرية نحو مشروع حقيقي للنهوض بمصر الكنانة ، ولذا سهل على أمريكا إحتواء ثورتكم والالتفاف عليها والآن يتم إجهاضها ، فأجعلوا تمردكم وثورتكم لله وتبنوا وأطرحوا البديل الأمثل الذي يرضي الله بإقامة نظام حكم الإسلام نظام الخلافة. وتجردوا لله في ثورتكم لشرع ربكم ولا تخشوا لولمة لائم ، ولا يشغلنكم عن الراضي بالله ورسوله وشرعه بديلاً جمهورياً ديمقراطياً ولو مرحلياً ، و أعلموا أن عاقبة الأمور لله ، يقول تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري حتى تتبع ملتهم قول إن هدى الله هو الهدى ، ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من الحق ما لك من الله من وليٍ ولا نصير " ويقول تعالى " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ". فلا ولاية ولا نصرة إلا في هدى الله ، وله وحده نقيم أحكامه ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ولا نحسب لذلك عواقب الأمور فهي لله وحده .
أيها المسلمون في مصر الكنانة :
ناشدكم بالله أن ترعوا الدماء والأموال ، وعدم ترويع الأمنين ، فإن دماءكم واموالكم عليكم حرام ، ودماء وأموال أهل ذمتنا علينا حرام ، فلا يغرنكم دعاوى العصبية والوطنية ، فألله سبحانه وتعالي يقول " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما " ، ويقول صلى الله عليه وسلم " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ، ويقول صلى الله عليه وسلم " لزوال الدنيا أهون على ألله من قتل مسلم " ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " .
ونناشدكم تمرداً على الهيمنة الأمريكية والغربية وتسلطها على بلادنا ، وتشويهها لإسلامنا وتمزيقها لوحدة صفنا ، ونناشدكم تجرداً لله وحده فلا نقبل سوى شرعه وتحكيمه تحكيماً كاملاً شاملاً في دولة إسلامية تحكم بنظام الخلافة . اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد .

No comments:

Post a Comment