Friday, June 28, 2013

عودوا إلى ميادينكم

عودوا إلى ميادينكم
الدكتور إياد قنيبى  28-6-2013
(لا بد من التفريق بين الأحزاب التي نختلف معها في المنهج والأعداء الأصليين الذين لا يريدون بالإسلام وأهله إلا شرا.
خلافنا مع الأحزاب التي سلكت طريق الديمقراطية ليس خلافا فرعيا هامشيا، فنحن نعتقد اعتقادا جازما بأن هذا المسلك شركي، ونعتبر تصريحات كثير من سالكي هذا المسلك فيما يتعلق بالاحتكام إلى الصناديق والدساتير الوضعية وإشراك العلمانيين وتبني الديمقراطية في التشريع وعدم الانقلاب على قواعدها...نعتبر تصريحاتهم في ذلك في غاية الضلال والخطورة على دين صاحبها، وأنها تهدم قواعد الدين وتضيع قضية العبودية، وإن كنا نفرق بين الفعل والفاعل، ومحدودية بضاعتنا العلمية وتركيز الجهود يحصراننا في تخطئة الأفعال وتشديد النكير عليها دون التعرض لحكم من سلك هذه المسالك وأيدها ودعا إليها.
ومع هذا كله، فنحن لا نسوي بحال بين هذه الأحزاب "الإسلامية" ومن يعادي الله وشريعته عداوة ظاهرة سافرة مباشرة. وهذا التفريق ينبغي أن ينعكس على طريقة تعاملنا مع كل من الفريقين.
لذا فنحن ندعو إخواننا ألا يضعوا الفريقين في بوتقة واحدة ومن ثم يستخدموا ألفاظ (الردة والكفر وعداوة الشريعة).
لا نقلل أبدا من الأثر الخطير لأخطاء الأحزاب "الإسلامية" على تصورات الناس وفهمهم لدينهم، بل ونعتبر أن أخطاءهم هذه تلوث أفكار ومعتقدات عوام المسلمين وتعرقل مشروع النهضة وتمكن لأعداء الإسلام وتضفي على الأنظمة الجاهلية نوعا من الشرعية في عيون الناس وتطيل بقاءها.
لكن ليس من الإنصاف أن نعتبر هذه الأحزاب معادية لدين الله عداوة أصلية. بل لا زال لدينا الأمل أن تُستمال أعداد كبيرة من منتسبيها إلى المشروع الإسلامي النقي وأن تحصل في داخلها مراجعات وتنقيات. ومخاطبة منتسبي هذه الأحزاب بهذا الأمل في النفوس أدعى إلى حصول الأثر المرجو.
لقد تفتقت أكمام المسلك الديمقراطي عن حنظل، ومع ذلك فلا زال أصحاب هذا المسلك يدافعون عنه وسيبقى كثير منهم يدافع مهما حصل. ولعل من أهم أسباب ذلك خوفَهم الشماتة، فيُعلون الضجيج ليُقنعوا أنفسهم والناس من حولهم بجدوى هذا المسلك الذي قضوا فيه كثيرا من أعمارهم...دورنا نحن في خطابنا لهذه الأحزاب لا أن نلغيها ونهمشها، بل أن نعزز فيها الجانب الدعوي من عملها، والذي كان لها فيه جهود مشكورة وثمار طيبة... دورنا أن نقول لمنتسبي هذه الأحزاب: هذا ميدانكم، هذا عملكم...المساجد والمراكز الإسلامية والانتشار بين الناس ودعوتهم بالدليل الصحيح من القرآن والسنة...كان لكم في ذلك جهد مشكور...فاتركوا العمل الديمقراطي الذي عطل جهودكم هذه وجيَّر كثيرا منها لخدمة باطل الديمقراطية...اتركوه وتمايزوا عن الباطل وأهله وتعالوا نعمل تحت راية نقية....عودوا إلى ميادين الدعوة ونحن فيها معكم نؤازركم وسنفتح لكم قلوبنا وأذرعنا وجيوبنا ونعينكم بأوقاتنا وجهدنا ونصحنا وندافع عنكم ولا نسلِمكم لعدونا وعدوكم) (من كلمة نشرت قبل عام من الآن بعد تولي محمد مرسي منصب الرئاسة)

No comments:

Post a Comment