Wednesday, October 26, 2022

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 414

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 414

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

لو أرادت السعودية ومعها دويلات النفط الخليجية أن تتحكم بأسواق النفط تسويقاً وتسعيراً لفعلت ذلك لمصلحتها ومصلحة شعوبها إلا أن هؤلاء الحكام العملاء لا يخطر ببالهم مثل هذه الأفكار، فقد تشربوا العمالة والخضوع للأجنبي وتشربوا عداء الإسلام وأهله، ولن يجعل نفطَ المسلمين سلاحاً بأيديهم لا بأيدي أعدائهم إلا دولةُ الخلافة القادمة قريباً بإذن الله. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

===

التطبيع مع السفاح بشار جريمةٌ ليس لها مبرر

(فرانس24، الأربعاء، 23 ربيع الأول 1444هـ، 19/10/2022م) أكدت حركة حماس الفلسطينية من دمشق الأربعاء (الماضي) استئناف علاقتها مع السلطات السورية، إثر لقاء وصفته بـ"التاريخي" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع واستمرت أكثر من عشر سنوات.

والتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية الأسد، ضمن وفد ضم عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، في أول لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء النزاع في سوريا.

وقال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك.. مع سوريا". وأضاف "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

الراية: إن التطبيع مع نظام الأسد يعني التطبيع مع نظام مجرم سفاح، فتك بالمسلمين وما زال، وحارب الإسلام وما زال، وهجر الملايين وما زال، واستباح الحرمات وهتك الأعراض وما زال، ووالى الكافر المستعمر وخدم الأعداء وما زال، ودمر البلاد وأفقر العباد وما زال، فهو حديث عن تطبيع مع نظام تكتمل فيه صفات الإجرام والإفساد، نظام عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، نظام ما زال يعلنها مدوية بأنه بعثي علماني لا علاقة له بالإسلام ولا بنظام حكمه، نظام ما زال معلنا الحرب على الله ورسوله؛ بحكمه بالكفر ومحاربته لكل دعوة تنادي بالإسلام وبحكم الإسلام، نظام ما زال سلماً على يهود وبرداً وسلاماً على جنود الاحتلال المغتصبين لفلسطين وللجولان، نظام يوالي أمريكا رأس الشيطان في العالم ويجاهر بموالاته لروسيا صاحبة التاريخ والحاضر الأسودين في محاربة الإسلام والمسلمين، فأي مصلحة يمكن أن تتحقق من موالاة نظام كهذا أو التقارب معه؟!

إن الله قد أرسل محمداً ﷺ رسولاً وبعث معه شريعة فيها بيان لكل صغيرة وكبيرة يحتاجها البشر لتنظيم حياتهم وضبطها، ولم يرسلها لتكون شيئا جميلا ثانويا في حياة الإنسان، ولم يتركه سبحانه ليحل ويحرم ويصوب ويخطئ ما يراه وفق هواه، بل قد جعل الانحراف ولو كان يسيرا عن شرعه ضلالا وخسرانا مبينا، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وتوعد من يحيد عن شرعه بالضنك والعذاب فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

والله سبحانه وتعالى قد حرم موالاة الظالمين والركون أو الميل إليهم ولو ميلا يسيرا، فقال: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. ونظام بشار هو من أشد الظالمين وأعظمهم جرما، فأي مصلحة قد يراها العقل ليقدمها على شرع الله ودستوره؟!

ثم إن الله قد فرض علينا هدم أنظمة الحكم القائمة في البلاد الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بدلا منها، فأي مصالحة قد تفضي إلى هذا الواجب؟!

إن الواجب على المسلمين، أفرادا وجماعات العمل بكل قوتهم وطاقاتهم لإزالة أنظمة الضرار والاستعمار في البلاد الإسلامية وتنصيب خليفة يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، وهذا لا يكون إلا وفق طريقة المصطفى ﷺ التي لم يقبل فيها تدرجا أو تعايشا أو تفاوضا مع الكفر وأنظمته!

===

الأجهزة الأمنية وجهاز الاستخبارات العسكرية للسلطة الفلسطينية

يوفرون الغطاء للمجرمين من عناصرهم

في سابقة خطيرة، وجريمة منكرة مكتملة الأركان، قامت يوم السبت 15/10/2022 مجموعة من الشبيحة في رام الله ممن يرتبطون بالأجهزة الأمنية؛ ما بين موظف وأبنائه ومقرب، معروفين بالاسم والصفة؛ بالاعتداء على عدد من شباب حزب التحرير بالسكاكين والهراوات أمام مسجد سعد بن معاذ، ومحاولة دهس أحد الشباب، وإصابة آخر بجروح عدة في جسمه ورأسه بالسكاكين، فضلا عن تكسير سيارة آخر، وتهديدهم الصريح بالقتل وإطلاق النار، وكل ذلك ممزوج بجريمة شتم الذات الإلهية والكلام البذيء الذي لا يليق إلا بالبلطجية والفسقة.

وأكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: "إن قيام جهاز الاستخبارات العسكرية بتوفير الغطاء لأحد عناصره، الذي قُدمت فيه شكوى عند الاستخبارات العسكرية قبل يومين بسبب تهديده لأحد شباب الحزب بالقتل، هي جريمة من أعظم الجرائم، ولولا تواطؤ عناصر في الاستخبارات العسكرية لما تجرّأ هذا المجرم وأبناؤه على تنفيذ تهديدهم في اليوم التالي".

وتابع البيان: "إن السلطة هي من تتحمل تبعات هذه الجريمة، فأسماء من قاموا بالعدوان معروفة لديها وأدلة إثبات جريمتهم قائمة بالشهود والفيديوهات، وهذه الجريمة تعبر عن الحالة التي تردت إليها عناصر الأجهزة الأمنية التي دربها الجنرال دايتون وأسماها بـ(الفلسطيني الجديد!)، ذلك الفلسطيني الذي يعادي أهل فلسطين ودعاة الإسلام ويفاخر بموالاة الاحتلال وخدمته".

وختم البيان: "وإن السلطة وأجهزتها الأمنية هي المسؤولة عن جرائم عناصرها، وإن هذا العدوان له ما بعده، وهذا موقوف على أداء السلطة تجاه هؤلاء المجرمين، فإما أن تؤكد أنها المسؤولة عن جريمتهم، أو تكف أيديهم وتعاقب من قاموا بهذه الجريمة".

===

اعتقالُ السلطات الحوثية لشباب حزب التحرير جريمة سيُسألون عنها أمام العزيز الجبار

أقدمت السلطات الحوثية مغرب يوم الخميس 13/10/2022م على اعتقال الأستاذ محمد مسعد الورافي (57 سنة) أحد شباب حزب التحرير؛ وذلك من مسجد الحكمة بمحافظة إب إثر إلقائه خاطرة شرح فيها مشروع دستور دولة الخلافة التي بشر بها رسول الله ﷺ عندما قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

وتساءل بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: "فهل أصبحت دعوة المسلمين لاستئناف الحياة الإسلامية والتحرر من عبودية الغرب وأنظمته وعملائه جريمة يستحق فاعلها السجن يا من تدّعون المسيرة القرآنية؟!".

وأضاف: "إن الأستاذ القدير محمد مسعد الورافي معروف بين الناس في مدينة إب بدعوته وعمله مع حزب التحرير، وهو أحد حملة الدعوة الذين نذروا أنفسهم لهذا الأمر والذين يصلون ليلهم بنهارهم للعمل على توحيد الأمة الإسلامية وإقامة حكم الله في الأرض باستئناف الحياة الإسلامية رغم كيد الظالمين، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وانتهى البيان إلى القول: "لقد تجردت تلك السلطات من أي قيم وأخلاق بإقدامها على اعتقال الأستاذ محمد مسعد الورافي في بيت من بيوت الله التي الأصل أن من دخلها كان آمنا، وكذلك لم يشفع له مرضه وإعاقته وكبر سنه عندهم، إضافةً إلى أنه كان يعطي خاطرة بعد صلاة المغرب يبين ويشرح للناس فيها مشروع دستور دولة الخلافة. فمن العار والإثم والجُرم أن يُعتقل حملة دعوة الإسلام، فبأي عذر ستقابلون أيها المجرمون رب العزة غداً، يوم لا ينفع مال ولا بنون؟! فبعملكم هذا قد أعلنتم الحرب على الله وعلى دينه وحملة دعوته!".

===

انتخاب رئيس للعراق وتشكيل الحكومة لا ينهي معاناة أهل العراق

تمكن مجلس النواب العراقي، في جلسته الثانية يوم الجمعة 14/10/2022م من انتخاب المرشح عبد اللطيف رشيد لرئاسة البلاد، والذي قام بتكليف محمد السوداني مرشح "الإطار التنسيقي للقوى الشيعية" لتشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا الصدد أكد بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق: "أنه لم يجدّ جديد، فما زلنا نرى الشخصيات نفسها المسيطرة على المشهد السياسي منذ العام 2003، ممن أوغلوا في الفساد وقتل الأبرياء وسرقة ثروات البلد".

وأضاف البيان: "مع صمت زعيم التيار الصدري الذي كان رافضاً تولي محمد السوداني رئاسة الوزراء؛ لذلك فنحن أمام سيناريوهات ثلاثة: إمَّا إرضاء الصدر مقابل الحصول على مقاعد وزارية رئيسية، أو التصعيد وعودة أنصاره إلى الشارع، أو ذهابه مع كتل أخرى إلى المعارضة التي ستضعف دور الحكومة، وصولاً إلى انتخابات مبكرة أخرى".

وختم البيان مخاطبا المسلمين في العراق بالقول: "إنَّ معاناتكم ومآسيكم لا ينهيها تشكيل حكومة من أي طرف كان، طالما يجثم على صدوركم هذا النظام الديمقراطي الفاسد، وطالما يحكمكم دستور صاغه المحتل الذي سلط على رقابكم هذه الحثالة من السياسيين الذين لا يرقبون فيكم إلاًّ ولا ذمَّة. فاتركوهم يتصارعون على السلطة، وشدوا عزيمتكم وأجمِعوا أمركم للعمل على التغيير الجذري، وقلع النظام الفاسد وأسياده وأذنابه، وإقامة النظام المنبثق من عقيدتكم، والذي فيه عزكم وشرفكم؛ نظام الخلافة على منهاج النبوة".

===

﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾

(الجزيرة نت، الأربعاء، 23 ربيع الأول 1444هـ، 19/10/2022م) صرّح مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الخميس الماضي بأن أوروبا "حديقة"، وبقية العالم "أدغال"، وحذر من أن تغزو "الأدغال" تلك "الحديقة".

وقال إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".

الراية: رغم أن بوريل هذا قد أصدر بياناً يعتذر فيه عن تصريحاته، وقال إنها أُخرجت من سياقها وأسيء فهمها؛ إلا أنه عبر حقيقة عن مكنون نفسه، بل ومكنون العقلية الغربية (الرجل الأبيض) وأنهم أفضل وأرقى من غيرهم من البشر، وأن من ليس من جنسهم يجب أن يكون خادما لهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: إبادتهم لسكان أمريكا الأصليين عندما غزوها، واختطاف عشرات الآلاف من أهل أفريقيا واستخدامهم كعبيد، والتفرقة العنصرية الموجودة في دولهم وبين شعوبهم، واستعمار أفريقيا ونهب ثرواتها ومقدراتها، واحتلال بلاد المسلمين وكذلك نهب خيراتها وسلب مقدراتها، والتفرقة الواضحة بين لاجئي أوكرانيا (البيض) وبين غيرهم من المهاجرين، والدوس بنعالهم على قيمهم من حرية فكر ورأي وحرية شخصية عندما يتعلق ذلك بالمسلمين وقيمهم.

علاوة على ذلك فإن ما أسماه بوريل التماسك (الاجتماعي) يكاد يكون معدوما في أوروبا، حيث أغلب العائلات فيها متفككة، وشعوبها يكره بعضها بعضا، ولهذا فهم لم يستطيعوا أن يقيموا اتحادا قويا بل هو هش متصدع ولم يستطع أن يحقق الوحدة السياسية بين بلدانه.

===

السياسة الاقتصادية في الإسلام بينت مكمن الدّاء ووضعت له الدواء

لقد بيّن الإسلام السياسة الاقتصادية فوضع الإصبع على مكمن الدّاء في المجتمع فعالجه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾، فسنّ أحكاما تحول دون تركز المال في يد فئة قليلة في المجتمع، وضمن الحاجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس لكل فرد من أفراد الرعية، كما ضمن الحاجات الأساسية للرعية كالتطبيب والتعليم والأمن، وفرض الله سبحانه وتعالى زكاة المال وحرّم الرّبا وكنز المال؛ لدفع الأغنياء إلى استثمار أموالهم في مشاريع اقتصادية، لتدور عجلة رأس المال دورتها الطبيعية فتوجد مالاً حقيقياً وتحول دون حدوث أزمات اقتصادية كالتضخم والبطالة. كما جعل الإسلام الثروات الباطنيّة من غاز وبترول وفوسفات ومعادن وغيرها ملكيّة عامّة لجميع المسلمين وفق ما جاء في خطاب رسول الله ﷺ: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَأِ، وَالنَّارِ» وغيره من النصوص الشرعية، ولم يجعل للخليفة حقّ تمليك رقبة الملكية العامة؛ فمنع بذلك أن يسطوَ أحد كائنا من كان على أموال النّاس التي جعلها الله لهم خالصة، فضلا عن أن تُعطى امتيازات لشركات النّهب الاستعماريّة ويحرم منها أهلنا، وسن الإسلام أحكام إعمار الأرض وإحياء الموات لتنمية البلاد والعباد.

===

المصدر: جريدة الراية

No comments:

Post a Comment