Saturday, January 25, 2020

هلا تعاملنا مع بشارات الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعامل معها المسلمون الأوائل؟

هلا تعاملنا مع بشارات الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعامل معها المسلمون الأوائل؟

الخبر: ما زلنا نتفيأ ظلال ذكرى عطرة عظيمة، إنها ذكرى فتح القسطنطينية التي فتحها السلطان العثماني محمد الفاتح؛ وذلك فجر يوم الثلاثاء العشرين من مثل هذا الشهر جمادى الأولى عام 857هـ.
التعليق:
عن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ»، رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك. وعن عَبْد اللَّهِ بْن بِشْرٍ الْخَثْعَمِيّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» رواه أحمد
منذ أن لامست هذه البشارة النبوية الشريفة أسماع المسلمين الأوائل، بادروا إلى تحقيقها؛ خلفاء وسلاطين وجيوش، كل يطمع ويطمح في أن تتحقق على يديه، فتوالت المحاولات لفتحها وتكررت منذ صدر الإسلام تقريبا مرات عديدة على مدار أكثر من ثمانية قرون، إلى أن تحققت هذه البشرى على يدي هذا الشاب محمدٍ الفاتح الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين، ولكنه كان قد أُعِدَّ إعداداً مستقيماً منذ طفولته، فقد اهتم والده السلطان مراد الثاني به، فجعله يتتلمذ على يد خيرة أساتذة عصره.
وكما بشرنا رسول الله بفتح القسطنطينية، فقد بشرنا أيضا بعودة الخلافة على منهاج النبوة، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل الذي نبأ فيه بالتاريخ السياسي للمسلمين: «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا. ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ» أخرجه أحمد. وبشرنا صلى الله عليه وسلم بفتح روما؛ وذلك عندما سئل صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ»، يعني أن روما ستفتح بعدها. وبشرنا بقتال يهود وهزيمتهم شر هزيمة، «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» رواه مسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾، وستتحقق بشارات الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاث الباقية بإذنه سبحانه وتعالى.
فهلا صدقناها أيها المسلمون وآمنا بها كما فعل المسلمون الأولون؟ وهلا عملنا جاهدين لتحقيقها على أيدينا كما فعلوا؟ "فنقيم شرعه ونعليَ صرح دولته ونُعدّ ما نستطيع من قوة ثم نجاهد في سبيله، وعندها تشرق الأرض بالبشارات الثلاث الباقية وتشرق الأرض بالخلافة على منهاج النبوة من جديد. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
#
فتح_القسطنطينية
#
القسطنطينية
  30 من جمادى الأولى 1441هـ   الموافق   السبت, 25 كانون الثاني/يناير 2020مـ

No comments:

Post a Comment