Tuesday, March 31, 2015

بيان صحفي: دحض الاستنتاجات الجاهلة عن الإسلام لنائب رئيس أكاديمية تتارستان للعلوم رفائيل حكيموف

بيان صحفي: دحض الاستنتاجات الجاهلة عن الإسلام لنائب رئيس أكاديمية تتارستان للعلوم رفائيل حكيموف

(
مترجم)
 نشرت بوابة تتارستان على الإنترنت واسعة الانتشار في 2015/03/21م، مقالة لنائب رئيس أكاديمية تتارستان للعلوم رفائيل حكيموف تحت عنوان "أتذكّر العادات التترية العظيمة التي داست أئمتنا". ونحن بدورنا لم نستعجل الرد، وظننا أن الإدارة الدينية ودار الإفتاء ستقوم بالواجب، ولكن للأسف لم ينبروا للدفاع عن الإسلام ضد هذا الهجوم الجاهل بل لم يكن في نيتهم القيام بذلك.
ففي مقالة حكيموف تطرق لتأثير الثقافة على العمل فقال "الإسلام لم يحتوِ على أحكام التصدي للفساد الإداري، ولم يدعم التعليم وتطوير الأبحاث، وليس لديه رؤية واضحة للعمل الناجح".
من المقطوع فيه أن الإسلام هو نظام كامل وشامل لجميع نواحي الحياة، وهو لم يحارب الفساد فقط بل منع الأفعال التي تؤدي إليه، وتاريخ تطبيق الإسلام مدة 13 قرناً شاهدٌ على ذلك، حتى بعد سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924م لم يتبخر الإسلام من المجتمع بل ظل يسيطر على الفكر الرائج في المجتمع والأمة؛ لذلك ظلَّ كل ما يخالف الشرع منبوذاً، فالسرقة منبوذة وتعتبر جريمة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ».
أما ما يتعلق بقوله "الإسلام لم يدعم التعليم وتطوير الأبحاث، وليس لديه رؤية واضحة للعمل الناجح". فإن اعتبار الدول القائمة في العالم الإسلامي بأنها تمثل الإسلام اليوم، أمر يشبه الصين في تمثيلها للمبدأ الشيوعي اليوم، وكذلك ليس من الإنصاف الحكم على المستوى التعليمي في روسيا من خلال سخافات رفائيل حكيموف هذه.
ويتابع قائلاً "لا يوجد في العالم الإسلامي جامعة واحدة معتبرة، وقازان بجامعاتها مقارنة بالعالم الإسلامي تعتبر متحضرةً ومتطورة، فنحن لا نعلّم فقط بل نصمم ونصنع المعدات الثقيلة، والإسلام لا يفعّل قدرات الإنسان بل يعتمدة على ما يسمى إرادة الله، والتي يعمل على تحقيقها الأحزاب الراديكالية".
هل سمع كاتب هذه المقالة عن الحضارة الإسلامية شيئاَ؟؟؟ والتي من المعروف للقاصي والداني أنها كانت كالوردة المزهرة في عصر الظلام الدامس الأوروبي، فعلى مدار التاريخ الإسلامي كان التعليم يحظى بالاهتمام البالغ وكان رمز عظمة في مدنه كبغداد وقرطبة والقاهرة والبصرة وغيرها، فقد شيد المسلمون صروح العلم ومراكز الأبحاث والمكتبات الضخمة، ومن هذه المراكز فولغا بلغاريا، والمسلمون هم أول من بدأوا التعليم الأساسي والعالي، وبفضل هذه المؤسسات التعليمية حقق المسلمون السبق الأول في النجاح الباهر في مختلف العلوم، لذلك فمن المضحك أن يقال أن الإسلام يحارب العلم والتعليم. ولا بد من ذكر بعض أسماء الأعلام لإزالة هذه الخرافة، فمثلاً جابر بن حيان 721-805، في الموسوعة العلمية البريطانية يسمونه مؤسس علم الكيمياء، وهو من وضع مفاهيم التبلور، الذوبان والتقطير، وبفضل الخوارزمي 787-850 وُضع الصفر ومفهوم الرقم، والبتّاني هو أول من استخدم الحساب الفلكي بدقة في وقته وساهم في وضع خارطة العالم، وكذلك عالم الفلك السمرقندي والبيروني وابن سينا وابن رشد وابن النفيس وابن الهيثم وأبو منصور الهروي والقائمة تطول، والتي جهودهم ونتائج اختراعاتهم ماثلة لليوم وباعتراف الكفار. ولقد ساهم الإسلام في الارتقاء بالعالم بشكل عام وبتتارستان بشكل خاص.
وقد صدق وعدل ستينوود كوب مؤسس الجمعية العالمية للتطوير والثقافة حيث قال "الحقيقة أن الإسلام كان أباً لأوروبا في حقبة نهضتها".
وفي نهاية مقاله يؤكد حكيموف "إذا كان التتار ناجحين في حقبة ما قبل الثورة فهذا كان فقط بفضل تركهم الإسلام وأخذهم القوانين الوضعية".
ونجيب على ذلك بكلمات أستاذ التاريخ ميخائيل فودولغينا "هذا الشعب التتري العظيم بحاجة فقط لتسنح لهم الفرصة لينشطوا ليصبح العالم في قبضتهم، فلو تأخر لينين في ثورته ثلاثين عاماً فقط لأصبح الحكم في أيدي ثلاث مئة مليونير لا يعاقرون الخمر... هذا رهيب، أي أيديولوجية هذه؟ إنها خضراء..."
كان على الكاتب دراسة الدين والتاريخ وخاصة للشعب التتري، فالفضل في ذلك يعود للإسلام الذي لن نتخلى عنه.
إن الخير لن يذهب من الشعب التتري أو أي شعب طالما يتمسك بالحق وما دام فيه أناس كالذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ»، وقال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.
 المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
التاريخ الهجري        06 من جمادى الثانية 1436
التاريخ الميلادي       2015/03/26م

No comments:

Post a Comment