Monday, April 28, 2014

خبر وتعليق: المصالحة الوطنية الفلسطينية كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء

خبر وتعليق: المصالحة الوطنية الفلسطينية كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء

الخبر: أوردت جريدة الأهالي الأسبوعية السياسية في 2014/4/24م خبرا جاء فيه: "أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الأربعاء تنفيذ اتفاق للمصالحة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة وعزام الأحمد القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية. من جهته أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء، أنه لا تناقض بين المصالحة مع حركة حماس والمفاوضات مع إسرائيل. وأكد عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الالتزام بإقامة سلام عادل قائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية. وقال: إن مصلحة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وحدة الأرض والشعب ستقوي وستساهم في تعزيز إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وتابع: إن مثل هذه الخطوة المدعومة عربيًا ودوليًا ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز حل الدولتين، وهو الأمر الذي ينسجم تماما مع مبادرة السلام العربية واتفاقيات مكة والدوحة والقاهرة، ومع الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة".

التعليق: إن مبادرة السلام قد أنجزت منذ سنين، ولم تتحقق على أرض الواقع، فما الذي جرى؟ وبقدرة قادر صدرت الأوامر التي لا يعلم مصدرها إلا الله تعالى، ومن ثم أهل السياسة والمتابعون متابعة حثيثة بوجه خاص للشأن الفلسطيني ويهود، والشأن الإسلامي بوجه عام. فهل لنا أن نذهب بعيدًا لنتساءل: ما الذي جنته دولة يهود من معاهدات الصلح مع الأردن ومصر ورام الله على المستوى الشعبي؟؟ والأهم من ذلك على مستوى القبول العقدي والشرعي؟؟ إنهم ما زالوا وسيظلون منبوذين كالشاة الجرباء إلا من أمثالهم؟؟
إذاً ألا يحق للمتابع أن يتوقع اشتراط يهود للتوقيع على معاهدة جديدة لدولة فلسطينية وجود لحى وواجهات إسلامية؟؟ وبالضرورة أن تكون من حركة حماس وأمثالها وهذا جائز ومقبول عندهم وقد صرحت به أكثر من مرة من قبل قيادات حماس، سواء مِن خالد مشعل أو مَن هو دونه!
وعليه نقول: جرى إجراء سريع وبلمح البصر لتوقيع تنفيذ اتفاقيات السلام السابقة والتي وقعت منذ سنين، من أجل التهيؤ لتوقيع معاهدة مع يهود من قبل السلطة الفلسطينية بمشاركة حماس الإسلامية اسما من أجل الاطمئنان أن من يحمي هذه الاتفاقية هم شيوخ بلحى، وإفتاءات من شيوخ السلطة الفلسطينية، وشيوخ حماس الإسلامية، والأهم من ذلك أنهم من أهل فلسطين!
فهل يكون ليهود ذلك؟!! وهل سيتم ذلك؟!! وهل سينعمون بالسلام؟!!
أشك ثم أشك، بل أعتقد جازمًا أن لا راحة ليهود، وكل العملاء من المسلمين والخونة في أرض فلسطين وفي غيرها؛ لأن كل أمر ارتبط بعقيدة المسلمين لن يموت، ولن يقضى عليه مهما كانت القوة التي تقف خلفه سواء أكانت أمريكا أم غيرها.
وعليه نقول لحماس ومن يدفعها لذلك: إن هذا الأمر حتى سياسيًا لن يتم؛ لأن من لا يملك زمام أمره، سيغير وسيبدل وسينكشف وسينفضح على رؤوس الأشهاد، شاء ذلك أم أبى!!
ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تتلون قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾. [المائدة: 51]
ونقول لإسماعيل هنية له ذاته شخصيًا ناصحين ومحذرين ومنذرين ومذكرين فالذكرى تنفع المؤمنين: إنك يا إسماعيل هنية تؤم الناس فتصلي بهم إماماً، وتتلو عليهم القرآن، ألا تخشى أن ينطبق عليك قول القائل: "رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"؟
ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾؟
ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾؟ [الممتحنة: 1]
ألم تقرأ قوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾؟ [البقرة: 190-191] فكيف تجرؤ وتخالف كل هذه النصوص القرآنية قطعية الدلالة والثبوت؟
فَاتق الله أنت ومن معك من أفراد حماس! واستَغفِرُوه سبحانه وتعالى! وأخلصوا العمل لوجهه الكريم، وارعَوُوا عما أنتم فيه! وعودوا إلى جادة الحق والصواب! ليشملكم قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾. ألستم حركة المقاومة الإسلامية؟ أين هذا الاسم من ذاك المسمى؟ بل أين الثرى من الثريا؟
إن قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها، لا قضية أهل فلسطين وحدهم، فماذا تملكون من أمركم حتى توقعوا مع يهود معاهدات خيانية ميكافلية أنتم فيها الطرف الأضعف، والخسارة محققة لا محالة؟ فأبقوا الأمر معلقًا للمسلمين لتبقى قضية فلسطين في قلب المسلمين المخلصين.
ولا بد من أن يأتي يوم تقوم لهم دولة ترتعد لها فرائص الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا ومن لف لفهم ونهج نهجهم من حكام المسلمين وسينصر الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل وسيفرح المؤمنون بنصر الله، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا. ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
 كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد حجازي
 29 من جمادى الثانية 1435
الموافق 2014/04/29م

No comments:

Post a Comment