Saturday, May 25, 2013

مع الحديث الشريف: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

مع الحديث الشريف: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين", حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".
لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، هذا إخبار من الرسول عليه الصلاة والسلام- يفيد الطلب، فلا يجوز بحال أن يُلدغ المؤمن من نفس الحجر مرتين، وللفظة يُلدغ هنا دلالة قوية تدل على عظم النهي الوارد في الحديث، فاللدغ صفة ملازمة للأفعى، فقد ينجو من يُلدغ أول مرة وقد لا ينجو، بل قد تكون الثانية هي القاضية.
وإذا ما أنزلنا هذا الأمر على واقع المسلمين هذه الأيام، رأينا أهمية الوعي السياسي في واقعنا، فكم من مرة لُدغ المسلمون من جحر الحكام؟ وكم من مرة لُدغ المسلمون من جحر الديمقراطية؟ وكم من مرة لدغ المسلمون من جحر الوطنية؟ وكم من مرة لدغ المسلمون من جحر القومية؟.
أيها المسلمون:
لعل في الحديث لفتة جميلة تبين لنا أن هذا اللدغ لا يكون إلا من الأفاعي، وأن أفاعي هذا الزمان كثيرة، بدءا بأمريكا وأوروبا وانتهاء بحكام هذه الأمة العملاء وعلمائهم الأذناب، فكيف بعد هذا نرى من يجالس تلكم الأفاعي ويضع البلاد والعباد رهن أمرها، فتُفتح لها السفارات، وتعقد معها الاتفاقات والمعاهدات للدفاع المشترك، لا شك أن هذا لا يحدث إلا بين الأفاعي نفسها. وحتى لا تبقى هذه الأفاعي تلدغ بالمسلمين، لا بد من التسلح دوما بدواء الإيمان، فهو المناعة الحقيقية لهذه اللدغات، فالحديث يقول: "لا يلدغ المؤمن"، في إشارة إلى الدواء، فكل من التزم الإيمان وحقيقته حصّن نفسه، ومن مقتضيات الإيمان أن يكون المؤمن واعيا على ما يدور حوله من أحداث، فيعرف ما هي الدول الفاعلة وما هي الدول المنفعلة؟ وما هي الدول العميلة وما هي الدول التي تدور في الفلك؟ ويتعرف على أنواع الأفاعي فيعرف السامة منها وغير السامة، ويعرف أنها جميعها رغم نعومة جلدها إلا أن لدغتها أحيانا تفضي إلى القبر.
تلكم- أيها المسلمون- حقيقة حكامكم الأفاعي التي يجب أن تدركوها إن كنتم مؤمنين. وعلى ذلك، هلمّوا للعمل للتخلص منهم، ولإزالتهم من واقع حياتكم التي نُغّصت بسببهم، ونصبوا مكانهم حاكما خليفة تبايعوه على الحكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم، يخاف عليكم وتخافون عليه، يحبكم وتحبونه، يمنع عنكم لدغات الأفاعي، فهو الجُنّة التي يُتقى به ويُقاتل من ورائه.
اللهم يا الله عجّل لنا بقدومه، وحكم فينا كتابك، وأنر الأرض بنور وجهك الكريم. اللهم آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
 15 من رجب 1434
الموافق 2013/05/25م
نفائس الثمرات: أيها الجند تبرؤوا من حكامكم قبل أن يتبرؤوا منكم
كيف تربضون في ثكناتكم كأن ما يحدث هو في أقاصي الدنيا، لا صلة بينكم وبينه، وليس في الشام عقر دار الإسلام؟! إن عدم صدور الأمر لكم من حكامكم لا يبرر قعودكم، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالله الله في نصر إخوانكم، الله الله في وقوفكم وقفة حق في وجه حكامكم، فتبرَّأوا منهم اليوم في سعة من أمركم قبل أن يتبرأوا منكم غداً ولا تستطيعوا أن تتبرأوا منهم.
((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)).
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 15 من رجب 1434 الموافق 2013/05/25م

No comments:

Post a Comment