Monday, January 21, 2013

حملة إغلاق مخيم الزعتري


حملة إغلاق مخيم الزعتري

كلمة باللغة الإنجليزية وجهتها (حملة وتعاونوا الشبابية الأردنية) للأمم المتحدة يوم أمس 20/1 / 2013 بخصوص ضرورة إغلاق مخيم الزعتري، فالأمم المتحدة شريكة أساسية بهذه المأساة الإنسانية. وهذه ترجمتها
معا لإغلاق مخيم الزعتري و نقله لموقع يصلح للعيش قبل أقل من قرن من الزمان، شكلت هذه البقعة من الأرض أمة واحدة، لم تكن هنالك حدود ولم تكن هنالك وطنيات و عصبيات ضيقة، وكنا بوحدتنا أقوياء. مع قدوم الاستعمار البغيض تم تقسيم بلادنا واحتلالها من قبل الغرب. و بعد ذلك أتى الغرب بأنظمة عميلة مستبدة لتذيق شعوبنا صنوفا من الظلم والقهر والفقر والحرمان. ثم أتي الزمان الذي نهض فيه الناس و حسموا أمرهم بأن يحصلوا على حريتهم و كرامتهم، فقامت انتفاضات عفوية و قُوبلت من قبل الأنظمة برد ساحق و قُصفت المدن والبلدات الآمنة و قُصف المواطنون الآمنون في بيوتهم و اعتقلوا وعذبوا.
هرب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين جُلُّهم مِن الأطفال و النساء إلى الدول المحيطة فراراً من الموت و التعذيب والاغتصاب. و دخل إلى الأردن ما يزيد عن ربع مليون سوري منذ بداية الأزمة. و لكن أبى أصحاب القرار في الأردن السماح لكل هؤلاء اللاجئين بالبحث عن لقمة عيشهم و اللوذ بإخوانهم الأردنيين. فأقاموا مخيم الزعتري سيئ الصيت، واحتجزوا ما يزيد عن ستين ألف طفل و امرأة و شيخ ورجل. احتجزوهم في معتقل ... أُقيمَ على فلاة ، ولا تتوفرُ فيه أدنى مُقوماتُ الحياة لا في الصيف ولهيبه و غباره الخانق ولا في الشتاء و برده القارس و فيضاناته. و منعوا اللاجئين من أن يخرجوا منه، كما منعوا المساعدات المباشرة و دخول الناس إليهم.
لقد شهد هذا البلد العديد من موجات النزوح على مر المئة عام الفائتة ... و قد ساعد هؤلاء في بناء هذا المجتمع المتنوع ... جاء الفلسطينيون و الشركس و الشيشان و الأرمن و في حرب الخليج جاء نصف مليون فلسطيني و من ثم مئات الآلاف من الأخوة العراقيين و الآن الأخوة السوريين ... لقد ساعد هؤلاء جميعا في بناء هذا البلد، فلقد جاؤوا بخبرات و ثروات ووضعوها في خدمة البلد. فكيف نقبل الحجة الهزيلة أن الستين ألف هؤلاء لا متسع لهم عندنا ؟ وأنه يشق علينا تقبلهم؟! أو أنهم يمثلون تهديدا أمنيا أو سياسيا أو اقتصاديا.
إنه من العار و الخزي أن نقبل على أنفسنا كأفراد و كشعب أن يوضع أطفال و نساء قد هربوا من ظلم الطاغية ولاذوا بنا أن يوضع هؤلاء في مخيم كهذا. بل إن أقل ما يقال أن ذلك جريمة في حقهم.و بذلك فإننا و من ورائنا كل من يساندنا من أبناء هذا الشعب نطالب بما يلي :
أولا - إغلاق مخيم الزعتري إغلاقا كاملا بسبب عدم ملائمته. مع العلم أن العديد من المؤسسات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني قد تقدمت بعدة دراسات و مشاريع مخيمات في أماكن أخرى تحقق الحد الأدنى من الملائمة.
ثانيا - إعطاء هؤلاء الحق في مغادرة المخيم واللجوء إليه كما يرغبون و أعطاء الحق لجميع الناس بالتوجه بالمساعدة المباشرة لهم - و دون وسيط - و زيارتهم و مساندتهم.
إن هذا لهو أقل القليل مما يمكننا تقديمه لإخواننا ... و لا يبق أقل منه إلا الخزي و الشعور بالذنب و الملامة لأننا لم نقف إلى جانب من استجار بنا.
و لا يفوتنا بأن نتوجه بالاعتذار لإخواننا السوريين لعجزنا عن مساندتهم في محنتهم و نأمل بأن يعرفوا بأننا و من يقف معنا، معهم و مع حقهم في نيل حريتهم وكرامتهم و مع حق اللاجئين في الحصول على رعاية كريمة.
و الله الموفق.

No comments:

Post a Comment