Saturday, January 5, 2013

بيان الجمعية التونسية للعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمة المساجد حول دستور

بيان الجمعية التونسية للعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمة المساجد حول دستور

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
قال الله تعال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )[البقرة: 143]
وبعد، فإنّ الجمعية التونسية للعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمة المساجد، بعد اطلاعهما على مسوّدة مشروع الدستور في نسختها الثانية 14/12/2012، وبعد دراستهما بالتعاون مع خبراء في القانون الدستوري تريان أنّ من واجبهما الشرعي والوطني أن تقدّما للشعب التونسي موقفهما من مسوّدة هذا المشروع، والذي تعتبران أنّه لا يستجيب لتطلعات الشعب التونسي المسلم ونضالاته طيلة عقود من أجل الحفاظ على هويته العربية الإسلامية. وذلك أنّه:
1. يكرّس تعدّدية المرجعيات ويجعل القيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان والكسب الحضاري الإنساني العام على قدم المساوات مع الدين الإسلامي،
2. يفتح البلاد أمام التعدّدية العقائدية والمذهبية ويؤسس للطائفية، من خلال تحميل الدولة مسؤولية ضمان وكفالة حرية المعتقد بشتى أنواعها.
3. يؤسس للتضييق على الأئمة وعلماء الشرع ـ باسم الحيادية ـ وفرض سياسة الإقصاء التي مارسها العهد البائد، ويشرّع لتسليط الرقابة عليهم ومعاقبتهم على الدعاية للإسلام باعتباره منهج حياة، ولصلاحية شرائعه في مختلف مجالاتها.
4. التأكيد على الحريات المطلقة، الفردية والعامّة، وفي جميع المجالات، الأمر الذي يوفّر مرجعية تشريعية لاستصدار القوانين المنافية لتعاليم الإسلام (الأسرية، والاجتماعية، والأخلاقية،...الخ)، ويفتح الباب أمام استيراد الثقافة الغربية وقيمها ونظرتها للدين وللإنسان ودوره في الحياة المستندة على اتفاقيات دولية مشبوهة مثل اتفاقية سيداو.
5. غياب دسترة مؤسسة إسلامية تعنى بالشأن الإسلامي وتتباع ما يصدر من قوانين، على غرار الهيئات الدستورية المستقلّة المقترحة كالهيئة المستقلة للإعلام.
ونحن إذ نرى في هذا المشروع تراجعا خطيرا في تثبيت هوية البلاد العربية الإسلامية، فإنّتا نهيب بكلّ أطياف شعبنا المسلم أن يقف مدافعا بكل الوسائل السلمية المتاحة للمطالبة بمراجعة هذا المشروع وذلك بإقرار ما يحمي هويته المتجذّرة منذ أربعة عشر قرنا، كما نحمّل كل الأطراف المسؤولة عن صياغة الدستور بتصحيح موقفها، تبرئة لذمتها أمام الله تعالى، ثمّ أمام الأجيال القادمة.
قال الله تعالى:(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف:44).
الجمعية التونسية للعلوم الشرعية
الجمعية التونسية لأئمة المساجد
المصدر
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=412968265440414

No comments:

Post a Comment