Wednesday, March 30, 2022

جريدة الراية: اجتماع شرم الشيخ وتحكم الغرب بلجام حكامنا

 

جريدة الراية: اجتماع شرم الشيخ وتحكم الغرب بلجام حكامنا

 

  27 من شـعبان 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022مـ

في منتجع شرم الشيخ عقد الثلاثاء 2022/3/22م، أول لقاء ثلاثي جمع بين السيسي رئيس مصر ورئيس وزراء كيان يهود نفتالي بينيت وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لإجراء محادثات قالت مصر إنها تناولت "تداعيات التطورات العالمية، خاصة ما يتعلق بالطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي"، في حضور معنوي لحكام آل سعود كما أشارت تقارير صحف كيان يهود، محادثات غاب عنها بحث القضية الفلسطينية التي طالما تغنى بها الحكام وتاجروا بها رغم أنها لا تعنيهم بل تهدف قطعا إلى تعزيز عمليات التطبيع مع كيان يهود ومحاولة الوصول إلى تطبيع لشعوب المنطقة ينسيهم فلسطين وأهلها وقضيتها ويحمي الكيان الغاصب من أي هبات شعبية محتملة في ظل الأزمات العالمية الطاحنة، ولعل هذا سبب الحضور المعنوي لحكام آل سعود.

لم ولن يتوقف تآمر الحكام على الأمة، وما يحدث لا يخرج عن دائرة التآمر تلك وغايته لن تخرج عن إطار دعم بقاء وحماية الكيان المسخ ومحاولات دمجه في المنطقة باتفاقيات تجبر الشعوب على قبوله والتطبيع معه، مهما أعلنوا غير ذلك، ولعلهم قد وصلوا لاتفاقات مرضية ليهود جعلت الكيان يشجع إدارة بايدن على الموافقة على صفقة أسلحة كبيرة مع مصر لبيع طائرات مقاتلة من طراز إف-15، بحسب ما كشف عنه موقع أكسيوس 2022/3/24م، الذي قال إن جهود اللوبي اليهودي تكشف عمق العلاقة بين كيان يهود وبين مصر في السنوات الأخيرة والجهود التي تبذلها تل أبيب لتحسين العلاقات بين واشنطن والقاهرة، تقول البيان الإماراتية الثلاثاء 2022/3/23م، أن اللقاء يؤكد ما تضعه الإمارات من أهمية للتعاون والتنسيق والتشاور في هذه المرحلة العالمية الحساسة، وضرورة زيادة هذا التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً مع رؤية الإمارات القائمة على ترسيخ الاستقرار، والابتعاد عن الصراعات والاستقطابات، والالتفات إلى تحقيق الطموحات التنموية للشعوب، تدرك الدولة أن أمن دول المنطقة مترابط، وأن توحيد المواقف والرؤى في ظل ما يشهده العالم من أزمات، وحده الكفيل بتحصين المنطقة من أي ارتدادات نتيجة هذه المتغيرات المتسارعة، كما يأتي نهج الإمارات الثابت في العمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة لإيمانها الكامل بأهمية منطقتنا للعالم أجمع، وأمنه وسلامه، وكذلك لتأثير استقرارها الكبير على الاقتصاد والازدهار عالمياً.

نعم تعاون وتنسيق مشترك مع أعداء الأمة وناهبي ثرواتها قطعا ليس من أجل كفّهم عن نهب الثروات بل كما أعلنوا من أجل ضرورة زيادة هذا التعاون لمواجهة التحديات المشتركة أي مواجهة الشعوب الثائرة التحدي الحقيقي المشترك الذي يواجه الغرب وعملاءه الحكام وقطعا فأي استقرار يطمح له الحكام أساسه مزيد من تكبيل الشعوب ومنع أي حراك محتمل ووأده في مهده أو إفشاله حال العجز عن منعه، والأمن المقصود قطعا هو أمن الحكام وضمان بقاء أنظمتهم العميلة تحكم بلادنا وتمكن الغرب من ثرواتنا، وتوحيد الرؤى هو لتوحيد الجهود في التصدي للشعوب والتعاون لكشف أي محاولة للخلاص والتخلص من هؤلاء الحكام وما يتبعه من انعتاق من تبعية الغرب، فهذا قطعا هو استقرار المنطقة الذي يريده العالم متمثلا في دول الغرب الاستعمارية وأمنهم وسلامهم المرتبط ببقاء بلادنا في ربقة التبعية وتحت وطأة الأنظمة الرأسمالية التي تضمن وتحمي نهبه لثروات الأمة تحت سمع وبصر وبمباركة الحكام العملاء.

إن الواقع يثبت أن هؤلاء الحكام ليسوا من جنس الأمة بل هم وبال عليها وأنهم خدم للغرب الذي يمسك بحبالهم وأنهم حائط الدفاع الأول والقبة الحديدية الحقيقة التي تحمي كيان يهود من غضبة الأمة التي تحيط بهم من كل جانب وتستطيع افتراسهم بأياديها العارية، فضلا عن تلك الجيوش الرابضة التي تستطيع وتملك القدرة على إزالة الكيان من جذوره في سويعات لو ترك الأمر لها حقا.

إن جلوس هؤلاء الحكام مع الكيان الغاصب يتبعه حتما تقديم المزيد من التنازلات عن حقوق الأمة المسلوبة ومحاولات حثيثة لبقاء وديمومة هذا الكيان المسخ الذي لا يملك من مقومات الحياة إلا بقاء هذه الأنظمة فإذا زالت تبخر من الوجود، ولعلهم يذكرونه بتلك الحقيقة حتى يصطف معهم في صراعهم مع الشعوب التي تتطلع للخلاص منهم ومنه على حد سواء، فهذه شراكتهم التي يأملون استمرارها وتوثيق عراها، شراكة في حربهم على الإسلام وصراعهم مع الأمة الطامحة للتخلص من قيود التبعية للغرب وأذنابه.

إن ما تحتاجه المنطقة والذي يضمن استقرارها ورقيها وأمنها بشكل حقيقي هو تغيير جذري شامل بنظام مغاير للرأسمالية التي تحكم بلادنا وإعادتها إلى النظام الذي حكمها مئات القرون فعاشت في ظله أفضل عصورها، ألا وهو  نظام الخلافة. وهذه العودة تحتاج إلى قيادة فكرية بمشروع حقيقي منبثق من العقيدة الإسلامية بحيث تكون أساسه وأساس دولته ودستوره وكل ما فيه، ونصرة صادقة من المخلصين من أبناء الأمة في الجيوش يعيدون سيرة الأنصار ويبايعون بيعة لا إقالة ولا استقالة منها، تقيم دولة العز والكرامة والفداء؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تعز الإسلام وأهله وتطبق أحكامه فتجعل لها واقعا عمليا يراه الناس فيدخلون في دين الله أفواجا. فاللهم عجل بها وشرف مصر وجندها باحتضانها.

 بقلم: الأستاذ سعيد فضل

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

No comments:

Post a Comment